بحث

البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي الأحد ٢ حزيران يونيو البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي الأحد ٢ حزيران يونيو  (VATICAN MEDIA Divisione Foto)

البابا فرنسيس يتحدث عن هبة الرب ذاته في القربان المقدس من أجل جماعة الناس وحياة العالم

تحدث قداسة البابا فرنسيس اليوم الأحد إلى الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي عن الاحتفال بعيد جسد الرب. وتوقف عند هبة الله ذاته وشدد على ضرورة أن نصبح نحن أيضا بتناولنا جسد الرب ودمه هبة للآخرين.

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي، وتحدث قبلها إلى المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس عن الاحتفال اليوم في إيطاليا وبلدان أخرى بعيد جسد الرب. وبدأ الأب الأقدس حديثه عائدا إلى قراءة اليوم من إنجيل القديس مرقس الذي يحدثنا عن عشاء الرب (مرقس ٢٤، ١٢-٢٦)، حيث يهب يسوع ذاته من أجل جماعة الناس في الخبز المكسور وفي الكأس اللذين ناولهما لتلاميذه، ويجود بنفسه من أجل حياة العالم.

وتوقف البابا فرنسيس في تأمله في هذا العشاء عند ما وصفه بعامل هام في فعل تكسير يسوع للخبز، عامل يشدد عليه الإنجيل من خلال كلمة "وناولهم". ودعا الأب الأقدس إلى تثبيت هذه الكلمة في القلوب، وتابع أن المناولة تشير في المقام الأول إلى فعل العطاء، فيسوع يأخذ الخبز لا ليأكله بمفرده بل ليكسره ويناوله للتلاميذ كاشفا هكذا عن هويته ورسالته. لم يحتفظ يسوع بحياته لنفسه، قال البابا فرنسيس، بل وهبها لنا، ولم يعتبر مساواته لله غنيمة للاحتفاظ بها بل تجرد من مجده ليتقاسم إنسانيتنا ويجعلنا ندخل الحياة الأبدية (راجع فيلبي ٢، ١-١١). لقد جعل يسوع حياته هبة، أضاف البابا.

ثم تابع الأب الأقدس أن الاحتفال بالقربان المقدس والتغذي بهذا الخبز، مثلما نفعل يوم الأحد بشكل خاص، ليس طقسا منفصلا عن الحياة أو مجرد لحظة عزاء شخصي، بل علينا أن نتذكر دائما أن يسوع قد أخذ الخبز وكسره وناوله، ما يعني أن الشركة معه تجعلنا قادرين على أن نكون نحن أيضا خبزا مكسورا للآخرين، وأن نتقاسم ما نحن عليه وما لدينا. وذكَّر البابا فرنسيس في هذا السياق بكلمات القديس لاون الكبير حين كتب أن مشاركتنا في جسد المسيح ودمه ما هي إلا لجعلنا نصبح ما نأكل. وواصل قداسة البابا أن هذا هو ما نحن مدعوون إليه، أن نصبح ما نأكل، أن نصبح أشخاصا لا يعيشون بعد لنفسهم (راجع روما ١٤، ٧) بمنطق التملك والاستهلاك، بل أشخاصا قادرين على أن يجعلوا حياتهم هبة للآخرين. وهكذا فإننا بفضل القربان المقدس نصبح أنبياء وبناة عالم جديد، فحين نتغلب على الأنانية وننفتح على المحبة، حين ننمي روابط أخوّة ونشارك في معاناة الأخوة ونتقاسم الخبز والموارد مع من هم في عوز، حين نضع مواهبنا في متناول الجميع فإننا نكسر خبز حياتنا مثل يسوع.

وفي ختام كلمته إلى المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي دعا البابا فرنسيس إلى أن يسأل كل شخص ذاته: هل أحتفظ بحياتي لنفسي فقط أم أهبها مثلما فعل يسوع؟ هل أعمل من أجل الآخرين أم أني منغلق على ذاتي الصغيرة؟ هل أنا قادر في أوضاع الحياة اليومية على أن أتقاسم أم أني أبحث دائما عن مصلحتي؟ ثم ختم الأب الأقدس متضرعا كي تساعدنا مريم العذراء التي استقبلت يسوع، الخبز الذي نزل من السماء، والتي وهبت ذاتها معه، على أن نصبح عطية محبة متحدين مع يسوع القربان.

هذا وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي دعا قداسة البابا فرنسيس إلى الصلاة من أجل السودان الذي يعاني جراء حرب تستمر لأكثر من سنة، ودعا إلى إسكات صوت السلاح وإلى أن تصل المساعدات إلى السكان والأعداد الكبيرة من النازحين وذلك بالتزام من قِبل السلطات المحلية والجماعة الدولية، وأن يتمكن اللاجئون السودانيون من الحصول على الاستقبال والحماية في دول الجوار. دعا قداسته أيضا إلى عدم نسيان أوكرانيا المتألمة والأرض المقدسة، فلسطين وإسرائيل، وميانمار. ووجه الأب الأقدس نداءً إلى حكام العالم من أجل تفادي تصعيد التوتر وبذل كل الجهود الممكنة من أجل الحوار والتفاوض.

02 يونيو 2024, 12:28

التبشير الملائكي هو صلاة تتلى لتذكّر سرِّ التجسّد ثلاث مرات في اليوم: عند الساعة السادسة صباحًا، عند منتصف النهار وعند الغروب عند الساعة السادسة مساء. الأوقات التي تقرع فيها أجراس التبشير الملائكي. تأخذ الصلاة اسمها من الجملة الأولى منها – ملاك الرب بشّر مريم العذراء – وتقوم على قراءة مختصرة لثلاثة نصوص بسيطة تتمحور حول تجسُّد يسوع المسيح وتلاوة صلاة السلام عليك ثلاث مرات. هذه الصلاة يتلوها البابا في ساحة القديس بطرس ظهر أيام الأحد والأعياد. قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي يلقي الحبر الأعظم كلمة قصيرة يستهلّها انطلاقًا من قراءات اليوم. ثم تليها تحيّة الحجاج. من عيد الفصح وإلى عيد العنصرة، تتلى صلاة إفرحي يا ملكة السماء بدلاً من صلاة التبشير الملائكي وهي صلاة نتذكّر من خلالها قيامة يسوع المسيح من بين الأموات وفي ختامها تتلى صلاة المجد للآب لثلاث مرات.

آخر التبشير الملائكي/افرحي يا ملكة السماء

اقرأ الكل >