بحث

صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو تجري مقابلة مع أستاذ العلاقات الدولية طارق برقاوي صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو تجري مقابلة مع أستاذ العلاقات الدولية طارق برقاوي  (AFP or licensors)

صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو تجري مقابلة مع أستاذ العلاقات الدولية طارق برقاوي

أجرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقابلة مع أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جون هوبكينز ببالتيمور الأمريكية البروفيسور طارق برقاوي أكد فيها أن جذور الصراع الدائر حالياً في منطقة الشرق الأوسط يكمن في معاداة السامية والمحرقة النازية (الهولوكوست)، اللذين بدونهما لما أبصرت النور دولة إسرائيل كما نعرفها اليوم، واعتبر أن الأوروبيين قاموا بشكل ما بنقل المشكلة اليهودية إلى الشرق الأوسط وإلى الشعوب التي تقطن المنطقة.

اعتبر البروفيسور برقاوي في حديثه إلى الصحيفة الفاتيكانية أن جميع الأزمات تشكل أيضا فرصة معرباً عن أمله بأن تنتج عن الأزمة الراهنة فرصة إعادة إطلاق عملية السلام التي تؤدي إلى حكم ذاتي فلسطيني. ورأى أنه من الأهمية بمكان أن نوجه الأنظار إلى التاريخ كي لا نظل مرتبطين بمشاعر اللحظة، مشيرا إلى المسؤوليات الملقاة على عاتق الأوروبيين فيما يتعلق بالأزمات والأحداث التي تلت ولادة دولة إسرائيل في أعقاب موجات معاداة السامية والمحرقة النازية (الهولوكوست) إبان الحرب العالمية الثانية.

تابع الأستاذ الجامعي حديثه لافتا إلى مشكلة استحالة التنبؤ بالانعكاسات الجيوسياسية في المنطقة والعالم، في حال اتسعت رقعة النزاع الدائر بين إسرائيل وقطاع غزة، كما هي الحال في كل حرب. مع ذلك اعتبر أن حركة حماس تمكنت من تحقيق بعض الإنجازات من وجهة نظرها الخاصة، أي أنها تمكنت من إرجاء عملية التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، ومن خلق توترات بشأن ما يُعرف باتفاقات إبراهيم، ومن إعادة القضية الفلسطينية إلى طاولة النقاش في مختلف المحافل الدولية. فضلا عن ذلك لا بد من الإشارة إلى المشاكل والصعوبات التي تواجهها حكومة نتنياهو وسياسة الاستيطان اليوم وهي ليست بقليلة.

هذا ثم تطرق البروفيسور برقاوي إلى استطلاع للرأي جرى مؤخراً في الأراضي الفلسطينية، نشرت نتائجه مجلة  Foreign Affairs أظهر أن أربعة وأربعين بالمائة من الفلسطينيين في غزة لا يثقون بحماس، وأن ثلاثة وعشرين بالمائة فقط يمنحون أصواتهم للزعيم السياسي للحركة إسماعيل هنية في حال حصول انتخابات. وقال بهذا الصدد إن حماس هي فصيل إسلامي مقاتل نما وتقوى أيضا بسبب الحصار الطويل الأمد المفروض على قطاع غزة من قبل إسرائيل وليست منظمة "مقاوِمة" تتمتع بشعبية كبيرة. وذكّر بأن الهجوم الذي شنه مقاتلو حماس داخل إسرائيل في السابع من تشرين الأول أكتوبر الماضي ولّد كارثة إنسانية في القطاع، معتبرا أن هذه الديناميكيات تعطي وللأسف المزيد من القوة إلى الفصائل المتطرفة من الجانبين وترسخ الحقد المتبادل.

لم تخل كلمات أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جون هوبكينز الأمريكية من الإشارة إلى الترددات التي حملتها الأزمة الراهنة اليوم على الأطراف الخارجية المعنية. وقال إنه في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، وضعت الأزمة الرئيس بايدن في وضع صعب وسببت شرخاً داخل الحزب الديمقراطي بين الجناح التقدمي والجناح الأكثر اعتدالا، وهو أمر قد يعود بالفائدة على الحملة الانتخابية لدونالد ترامب العام المقبل. فيما يتعلق بباقي الدول، إن التحالف المناهض للغرب يزداد صلابة وهو يضم كلاً من روسيا والصين والجنوب العالمي.

بعدها أشار البروفيسور برقاوي إلى تنامي التيارات الإسلامية الراديكالية في الغرب، وذلك بسبب الهجرة على نطاق واسع خلال العقود الماضية، وهذا ما أدى إلى نشوء واقع انتخابي جديد في العديد من الدول الغربية بات يغذي التيارات الشعبوية. من هذا المنطلق، لفت الأستاذ الجامعي إلى أن الحرب الدائرة اليوم في الشرق الأوسط بدأت تُحدث شرخاً داخل الأحزاب والتكتلات السياسية اليسارية، ما يُضعف معارضتها لليمين المتطرف. وختم حديثه لصحيفة أوسيرفاتوريه رومانو قائلا إن شبان اليسار تعرفوا للمرة الأولى على فظائع الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وقد حملهم الارتباك، في كثير من الأحيان، على دعم منظمة إسلامية مقاتلة شأن حماس كما أن من يغذون الغضب تجاه إسرائيل ومؤيديها يسببون توترات داخل التحالفات التقدمية التي تواجه عادة التيارات اليمينية المتطرفة.

07 نوفمبر 2023, 11:05