بحث

التقرير السنوي لمنظمة "أرض البشر" مع اقتراب الاحتفال بـ"اليوم العالمي للطفلة" التقرير السنوي لمنظمة "أرض البشر" مع اقتراب الاحتفال بـ"اليوم العالمي للطفلة"  (ANSA)

التقرير السنوي لمنظمة "أرض البشر" مع اقتراب الاحتفال بـ"اليوم العالمي للطفلة"

مع اقتراب الاحتفال باليوم العالمي للطفلة الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام ٢٠١١ ويُحتفل به سنوياً في الحادي عشر من تشرين الأول أكتوبر أصدرت منظمة "أرض البشر" الحقوقية تقريرها السنوي الذي سلط الضوء على الأوضاع التي تعيشها ملايين الصغيرات حول العالم. وقال بهذا الصدد المدير العام للمنظمة باولو فيرارا إن الوضع تحسن بعض الشيء في الآونة الأخيرة، بيد أنه في خضم الأزمات يواجه الصغار خطر فقدان حقوقهم الأساسية.

قُدم التقرير السنوي خلال لقاء عُقد في روما وشاركت فيه الناشطة الأوكرانية ألكسندرا رومان تسوفا، المديرة التنفيذية للمنظمة غير الحكومية "مركز الحريات المدنية في كييف" الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام ٢٠٢٢. صدر التقرير بنسخته الثانية عشرة ويحمل عنوان "أوضاع الطفلات والفتيات في العالم"، وحاول أن يقدم صورة واضحة عن الأعباء التي تلقيها الصراعات المسلحة والحروب على كاهل الفتيات الصغيرات، إذ يُحرمن من حقوقهن ويتعرضن لانتهاكات جسدية.

ويقول بهذا الصدد المدير العام لمنظمة "أرض البشر" باولو فيرارا إنه خلال السنوات العشرين الماضية سُجل تقدم في مختلف المجالات، لكن عندما تحدث أزمات، تصبح النساء والفتيات أول من تُداس حقوقهن. ولفت إلى أن هذا ما حصل خلال السنوات الثلاث الماضية بسبب جائحة كوفيد، التي أبعدت الكثير من الفتيات عن مقاعد الدراسة، وكثيراتٌ أرغمن على العمل المنزلي أو الزواج المبكر. وحاول التقرير أن يسلط الضوء أيضا على العنف الجنسي، بكل أشكاله، لاسيما خلال الصراعات المسلحة: كالزواج القسري، الاستغلال الجنسي، وعمليات الاغتصاب التي استهدف بين عامي ٢٠٠٥ و٢٠٢٢ ما لا يقل عن ستة عشر ألف قاصر بحسب معطيات هيئة "يونيسيف". هذا بالإضافة إلى وجود أكثر من أربعة ملايين من الصغيرات اللواتي يتعرضن لخطر الختان، وهي ممارسات تحصل في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، وحتى في بعض الدول الأوروبية، من بينها إيطاليا. وما يزيد الطين بلة صعوبة توفير التعليم للعديد من الفتيات الصغيرات، لاسيما في مناطق النزاعات، ناهيك عن آفة الزواج القسري والحمل المبكر، الذي ينتج غالباً عن الاغتصاب.

لم تخل كلمات السيد فيرارا من الحديث عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تلقي بثقلها على الكثير من العائلات، ما يدفعها أحياناً إلى التخلص من عبء ألا وهو الفتيات فتُغرمن على الزواج المبكر. وهذا واقع ظهر في أفغانستان، وخلال الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما في أعقاب ما سُمي بالربيع العربي وأثناء الحرب السورية. كما أن الوضع في أوكرانيا لا يقل مأساوية. وشدد المدير العام لمنظمة "أرض البشر" على أن الفتيات غالباً ما يشكلن الضحية الأبرز للصراعات المسلحة، موضحا أن الفقر الذي تسببه الحروب يؤدي إلى فقدان الكثير من الحقوق المكتسبة، وينسف العديد من الانجازات التي تمكنت الفتيات من تحقيقها.

في الختام شاء السيد باولو فيرارا أن يتوقف عند تمرد النساء والفتيات في إيران فيما يتعلق بفرض الحجاب، وقال إن ما يجري اليوم في العديد من المجتمعات يعكس رغبة النساء والفتيات في تقرير مصيرهن، من خلال النزول إلى الشارع أو عبر وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا جاء نتيجة ما تم زرعه في الماضي في مختلف بلدان العالم، لا في الغرب وحسب.

09 أكتوبر 2023, 13:08