بحث

ارتفاع عدد الجياع في العالم لأسباب مرتبطة بالجائحة والصراعات المسلحة والتبدلات المناخية ارتفاع عدد الجياع في العالم لأسباب مرتبطة بالجائحة والصراعات المسلحة والتبدلات المناخية  (Copyright: Stefano Buttafoco Arti Fotografiche)

ارتفاع عدد الجياع في العالم لأسباب مرتبطة بالجائحة والصراعات المسلحة والتبدلات المناخية

تم يوم أمس الأربعاء في نيويورك تقديم تقرير العام ٢٠٢٣ حول الأمن الغذائي والتغذية في العالم والذي تُعده سنوياً وكلات أممية من بينها منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وبرنامج الأغذية العالمي. أظهر التقرير أنه نتيجة جائحة كوفيد ١٩، والأوضاع المناخية والحروب ارتفع عدد الجياع في العالم بواقع مائة واثنين وعشرين مليون شخص قياساً مع العام ٢٠١٩. كما حذّر التقرير من التحضر الذي يؤثر على الإنتاج الزراعي.

كشف التقرير الأممي أنه خلال العام المنصرم عانى من الجوع ما بين ستمائة وواحد وتسعين وسبعمائة وثلاثة وثمانين مليون شخص على الصعيد العالمي، مشيرا إلى الارتفاع المقلق في عدد الجياع في العالم خلال السنوات الثلاث الماضية بسبب جائحة كوفيد والتبدلات المناخية والصراعات المسلحة، لاسيما الحرب الدائرة في أوكرانيا. وأكد أن شخصاً واحداً في العالم من أصل خمسة يعاني من الجوع، فيما تبقى أفريقيا القارة الأكثر تأثراً بالأزمة الغذائية.

لمناسبة تقديم التقرير أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غيتيريس أنه على الرغم من الصورة القاتمة ثمة بوادر تحمل على التفاؤل، لافتا إلى أن بعض المناطق تسير اليوم في الاتجاه الصحيح كي تصل إلى الأهداف الغذائية التي حددتها أجندة التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠. وتحدث في الوقت نفسه عن أهمية أن تمد الجماعة الدولية يد المساعدة إلى البلدان والمناطق التي يعاني سكانها من الجوع وانعدام الأمن الغذائي، بغية تعزيز الصمود في وجه الأزمات والتغيرات الكامنة وراء انعدام الأمن الغذائي في العالم، في طليعتها الصراعات المسلحة والأزمات المناخية.

واعتبر التقرير الأممي أن الهدف المعروف باسم "صفر جوع مع حلول العام ٢٠٣٠" يشكل اليوم تحدياً كبيراً، خصوصا وأن التوقعات تشير إلى أن حوالي ستمائة مليون شخص قد يرزحون تحت وطأة الجوع مع حلول ذلك العام. ومن هذا المنطلق شدد التقرير على ضرورة أن تكثف الجماعة الدولية جهودها الهادفة إلى إصلاح المنظومات الغذائية.  وتؤكد الوثيقة أن نسبة ثلاثين بالمائة تقريباً من مجموع عدد سكان العالم، أي حوالي مليارين وأربعمائة مليون شخص، لم تحصل على الغذاء باستمرار، كما أن الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد، يُقدر عددهم بتسعمائة مليون نسمة تقريباً. فيما يتعلق بالصغار أكد التقرير أن ملايين الأطفال ما دون الخامسة من العمر ما يزالون يعانون من سوء التغذية.

لم يخل التقرير الأممي من الإشارة إلى التحضر الذي يؤثر على المنظومات الغذائية والزراعية، واعتبر أن مفهوم "الهوة" القائمة عادة بين المدينة والريف لم يعد كافياً لإدراك هذه الظاهرة، التي تحتاج إلى وعي أكثر تعقيداً. هذا بالإضافة إلى انعدام المساواة على الصعيد الجغرافي، إذ إن انعدام الأمن الغذائي يُسجل في المناطق الريفية أكثر من المدن لدى الأطفال والبالغين على حد سواء. في الختام وبغية تعزيز الأمن الغذائي وضمان التغذية يحثّ التقرير الجماعة الدولية وصانعي القرار على اتخاذ خطوات سياسية وعلى الاستثمار من أجل التوصل إلى فهم أعمق لهذه الظاهرة المتغيرة والمعقدة.

13 يوليو 2023, 12:07