بحث

الكاهن المفقود باولو دالوليو مع جماعة دير مار موسى الكاهن المفقود باولو دالوليو مع جماعة دير مار موسى 

مبادرة أممية تقضي بتشكيل لجنة مستقلة للكشف عن مصير مفقودي الحرب السورية

وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع إنشاء هيئة مستقلة ستسعى إلى تسليط الضوء على الجراح المفتوحة التي خلفتها الحرب السورية. حظي المشروع بموافقة ثلاثة وثمانين بلداً فيما عارضتها إحدى عشرة دولة، بينها الصين، روسيا، إيران وسورية التي رأت فيه تدخلاً غربياً في شؤونها الداخلية. يتزامن هذا الحدث مع الذكرى السنوية العاشرة لاختفاء الكاهن اليسوعي باولو دالوليو وأسقفي حلب الأرثوذكسيين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي.

المبادرة الأممية تهدف إلى الكشف عن مصير أكثر من مائة ألف شخص فُقدت آثارهم في سورية منذ اندلاع الحرب في العام ٢٠١١. يرى المراقبون في هذه الخطوة نقطة انطلاق في مسيرة البحث عن الحقيقة بشأن الأشخاص المفقودين الذين يُنظر إليهم غالباً على أنهم من الآثار الجانبية للصراع المسلح. ومن بين هؤلاء المفقودين الكاهن اليسوعي الإيطالي باولو دالوليو الذي فُقدت آثاره في سورية في تموز يوليو من العام ٢٠١٣، شأنه شأن الأسقفين إبراهيم ويازجي اللذين اختُطفا في أبريل نيسان من العام نفسه، ولم يُعرف عن مصيرهما شيء لغاية اليوم.

القرار الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة يؤكد أنه بعد مضي أكثر من اثنتي عشرة سنة على اندلاع الحرب وأعمال العنف في سورية، لم تُتخذ سوى خطوات خجولة من أجل التخفيف من معاناة العائلات والإجابة على تساؤلاتها بشأن الأشخاص المفقودين. في هذا السياق ستسعى الهيئة المستقلة التي ستُبصر النور إلى الكشف عن مصير هؤلاء الأشخاص الذين فُقدت آثارهم، كما ستقوم بتقديم الدعم الملائم للضحايا، وللناجين ولأسر المفقودين.

لم يتأخر رد حكومة دمشق على هذه المبادرة، فجاء على لسان مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ الذي أكد أن مسودة القرار تعكس بشكل واضح تدخلاً فاضحاً في شؤون البلاد الداخلية، وتدل مرة جديدة إلى المقاربة العدائية التي تتبناها بعض الدول الغربية ضد سورية.

نص القرار لم يتطرق إلى الإجراءات العملية التي ستنظم نشاط الهيئة، وهي مسؤولية ستكون منوطة بالأمين العام للأمم المتحدة الذي سيعمل على هذا الموضوع بالتعاون مع المفوضية العليا لحقوق الإنسان، بشكل يضمن مشاركة وتمثيلا تامَّين للضحايا والناجين وأسر الأشخاص المفقودين، كما ستقود عمل اللجنة مقاربة ترتكز إلى الضحايا.

في هذا السياق أكد مكتب الأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان أن المبادرة ضرورية، لأن للعائلات الحق في معرفة مصير أفرادها المفقودين ومكان وجودهم، وهذا الأمر سيساعد المجتمع ككل في عملية الشفاء.

منظمة "مراقبة حقوق الإنسان" هيومن رايتس واتش رحبت هي أيضا بعملية التصويت، المرتبطة بنداء أطلقه الصيف الماضي الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غيتيريس مطالباً بتشكيل هيئة تجيب على تساؤلات أسر المفقودين. وشددت المنظمة الحقوقية الدولية على ضرورة أن تتمتع الهيئة بالأدوات التي ستسمح لها بالقيام بمهامها.

موضوع المفقودين كانت قد أثارته أيضا الكنيسة السورية التي طالبت بالكشف عن الحقيقة وقد نظمت، في الذكرى السنوية العاشرة لفقدان الأب دالوليو وأسقفي حلب، "يوماً مسكونياً" من أجل المفقودين آملة أن تحصل العائلات على أنباء بشأن مصير أحبائها.

01 يوليو 2023, 10:56