بحث

كاريتاس إيطاليا تعرب عن قلقها حيال القرار الروسي المتعلق بوقف العمل باتفاقية تصدير القمح كاريتاس إيطاليا تعرب عن قلقها حيال القرار الروسي المتعلق بوقف العمل باتفاقية تصدير القمح 

كاريتاس إيطاليا تعرب عن قلقها حيال القرار الروسي المتعلق بوقف العمل باتفاقية تصدير القمح

أجرت وكالة الأنباء الكنسية "سير" مقابلة مع باولو بيشيغاتو، نائب مدير كاريتاس إيطاليا والمسؤول عن الشؤون الدولية أكد خلالها أن القرار الروسي بشأن تعليق العمل بالاتفاق حول تصدير القمح سيولد مشكلة كبيرة، واعتبر أن الجماعة الدولية مدعوة إلى إطلاق نداء قوي ولعب دور الوساطة، لحمل موسكو على إعادة النظر في قرارها وبدون أي تأخير.

إزاء قرار الرئيس الروسي بوتين المثير للقلق تمنت كاريتاس إيطاليا أن تتمكن منظمة الأمم المتحدة وحكومات أخرى من لعب دور الوسيط كي تعيد روسيا النظر في قرارها هذا وتجدد العمل بالاتفاق المتعلق بتصدير القمح من خلال ثلاثة موانئ مطلة على البحر الأسود. هذا الاتفاق انتهت مدته منتصف ليل السابع عشر من الجاري وقد أطلقت نداءات عدة مطالبة بتجديد العمل به، لاسيما من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غيتيريس، الذي اعتبر أن هذا الأمر قد تترتب عليه عواقب وخيمة على مئات ملايين الأشخاص الذين يواجهون خطر الجوع. القيادة الروسية أعلنت عن استعدادها لإرسال القمح مجاناً إلى البلدان الأفريقية التي تحتاج إليه، لكن مع ذلك تزداد مخاوف الجماعة الدولية حيال الفشل في تجديد العمل بالمبادرة التي تم التوصل إليها بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة وتركيا. واعتبر بيشيغاتو في هذا السياق أن اللجوء إلى الطعام كسلاح أمر مخجل، لأنه يجعل حياة ملايين الأشخاص مأساوية للغاية.

تابع المسؤول في كاريتاس إيطاليا حديثه لوكالة سير مشيرا إلى أن العاملين الإنسانيين عبروا عن قلقهم البالغ حيال مصير ملايين الأشخاص الذين يعانون من الجوع حول العالم، خصوصا وأن وقف تصدير القمح من روسيا سينعكس ارتفاعاً في أسعار الحبوب بشكل عام، ما سيزيد من معاناة الأشخاص لاسيما المتواجدين في مناطق تعاني من الكوارث والحروب. ولفت إلى أنه في السنوات الماضية ارتفع عدد الأشخاص الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. وأوضح أن عدد المهجرين والنازحين في العالم تخطى عتبة المائة وعشرة ملايين شخص، وقال إنه إذا فكرنا في الصراع المسلح الدائر حالياً في السودان فهذا يعني أن العدد سيرتفع بشكل كبير.

ولم يخف بيشيغاتو قلقه حيال الصراعات المسلحة المتزايدة في العالم، نظراً لانعكاساتها على الصعيد الإنساني والغذائي. ولفت إلى وجود قلق كبير على الصعيد العالمي، مذكرا بأن هناك العديد من البلدان الغربية التي تستورد القمح الأوكراني، ومن بينها إيطاليا، داعيا للنظر إلى هذه الظاهرة بشكل شامل نظراً لتعقيداتها وانعكاساتها المباشرة وغير المباشرة، والتي قد يتنج عنها تضخم مالي على المستوى العالمي، وهذا الأمر بات اليوم واقعياً أكثر من أي وقت مضى.

بعدها حذر المسؤول الإيطالي من مغبة اللجوء إلى الطعام كسلاح يُستخدم في الحروب، وهذا الأمر لم يكن رائجا في الماضي كما هو اليوم. وبالطبع سلاح الجوع هذا يستهدف الأعداء في الحروب، لكنه لا يميز بين مدني ومقاتل، بين من يريد الحرب ومن لا يريدها. كما أن الضحايا غير المباشرة لسلاح التجويع هذا تفوق الضحايا المباشرة للحرب نفسها، واعتبر أنه من الأهمية بمكان أن ترفع الجماعة الدولية صوتها لتندد بتلك الممارسات. وأوضح أن هذا المنهج لا يقتصر على روسيا وأوكرانيا إذ شهدت بلدان أخرى تعاني من الحرب شأن اليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإقليم تيغراي في أثيوبيا فضلا عن الصومال ممارسات ممثالة.

هذا ثم تحدث بيشيغاتو عن اتصالات تجري على أرفع المستويات بين قادة أفارقة ومسؤولين من روسيا وأوكرانيا، ولفت إلى أن هيئة كاريتاس ترفع صوتها للمطالبة بإعادة النظر في قرار القيادة الروسية، آملة أن تلعب الأمم المتحدة وحكومات أخرى دور الوسيط من أجل حل الأزمة. وتمنى أيضا أن تُعدل الاتفاقية القائمة كي يُتاح هامش أكبر لعملية توزيع القمح والحبوب. وأكد أن سلاح التجويع لا يضر بالبلد العدو لأن هذا الأخير يبيع القمح إلى البلدان الفقيرة ويستخدم عائداته لتمويل الحرب نفسها. ولفت إلى أن القادة الأفارقة تحركوا خلال الأيام الماضية باحثين عن حل لأزمة القمح ما يشير إلى أن المتضرر الرئيسي من هذا القرار هي الدول الفقيرة. وذكّر في الختام بكلمات البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الذي أكد أننا جميعاً مسؤولون عن بعضنا البعض، وأن الشرور التي تشهدها مناطق معينة من العالم تترتب عليها عواقب في كل مكان. ومن هذا المنطلق لا بد أن تتحرك اليوم الجماعة الدولية وتلعب دور الوسيط من أجل حل الأزمة.

21 يوليو 2023, 11:04