بحث

يوم الطفل الأفريقي. مقابلة مع رئيس منظمة Emergenza Sorrisi الإيطالية يوم الطفل الأفريقي. مقابلة مع رئيس منظمة Emergenza Sorrisi الإيطالية  (AFP or licensors)

يوم الطفل الأفريقي. مقابلة مع رئيس منظمة Emergenza Sorrisi الإيطالية

احتفلت القارة الأفريقية يوم أمس الجمعة، كما في السادس عشر من حزيران يونيو من كل عام بيوم الطفل الأفريقي والذي أنشأته منظمة الوحدة الأفريقية في العام ١٩٩١ من أجل تسليط الضوء على حقوق الأطفال في القارة السمراء، هذه الحقوق التي تسعى إلى الدفاع عنها منظمة إيطالية لا تبغي الربح اسمها Emergenza Sorrisi التي اعتبر رئيسها أنه بالنسبة لأطفال أفريقيا يشكل الحوار حلاً للطغيان والحروب.

تم اختيار السادس عشر من حزيران يونيو للاحتفال بيوم الطفل الأفريقي بالتزامن مع ذكرى مجزرة سويتو بجمهورية أفريقيا الجنوبية، التي وقعت في اليوم نفسه من العام ١٩٧٦، عندما نزل الآلاف من الشبان السود إلى الشارع للمطالبة بحقهم في التعليم وللتنديد بتهميشهم في ظل حكم الأبرتهايد. ولم يتردد حينها النظام الحاكم في إطلاق النار على المتظاهرين ما أسفر عن مقتل مئات الفتيان والفتيات العزل. وقد أدى الحادث إلى مصادمات استمرت لأسابيع نتج عنها آلاف الجرحى وأكثر من مائة قتيل.

بالتزامن مع إطلاق هذه المبادرة – التي وصلت هذا العام إلى نسختها الثانية والثلاثين – أبصرت النور مشاريع وبرامج عدة تهدف إلى تحسين أوضاع الأطفال في القارة الأفريقية. من بين المبادرات الإنسانية العديدة هناك النشاط الطبي الذي تقوم به منظمة  Emergenza Sorrisiفي جمهورية بنين، وقد تأسست في العام ٢٠٠٧ على يد الطبيب الجراح  Fabio Massimo Abenavoli  الذي يشغل حالياً منصب الرئيس. تسعى المنظمة التي لا تبغي الربح إلى مساعدة الأطفال المصابين بتشوهات وحروق على الابتسام من جديد من خلال الجراحة التجميلية الترميمية، وقد تمكنت المنظمة لغاية اليوم من القيام بآلاف العمليات الجراحية في أكثر من عشرين بلدا.

في هذه الأيام عاد الأطباء والممرضون المتطوعون إلى بنين في إطار المهمة الجراحية الحادية عشرة، والتي ستستمر لغاية الرابع والعشرين من الشهر الجاري، وستُنفذ في إطارها عمليات جراحية في مستشفى أبومي كالافي بمحافظة كوتونو، مع العلم أن الجمهورية الأفريقية تشهد وضعا اجتماعيا وصحياً صعباً لأن الخدمات الطبية لا تُقدم مجانا، ما يمنع العائلات التي تعاني من الفقر من الحصول على الرعاية الصحية اللازمة.

هذه المهمة الجراحية الجديدة التي تتم بالتعاون مع وزارة الصحة في بنين يقودها ثلاثة أطباء جراحين، يعملون بالتعاون مع الأطباء والممرضين المحليين على معالجة الأطفال وعلى توفير التدريب للطواقم الصحية المحلية. عن هذا الموضوع حدثنا رئيس المنظمة الإيطالية أبينافولي مشددا على ضرورة أن يتمكن الأطباء المحليون من معالجة الأطفال بدون أي مساعدة خارجية. وأضاف أن كل عملية جراحية تتكلل بالنجاح تكتسب أهمية كبرى بالنسبة لمنظمة  Emergenza Sorrisi ليس فقط على الصعيد المهني إنما على الصعيد الإنساني أيضا. وروى أن طفلا صغيرا أُحضر إلى المستشفى وكان يعاني من التهاب في مجرى التنفس وكان من المستحيل أن يخضع لعملية جراحية، ولكن مُنح العلاج بالمضادات الحيوية ما أفسح المجال أمام إجراء العملية الجراحية لاحقا. وأضاف أن المتطوعين الإيطاليين الذين يعملون في سياق مختلف تماما، كما هي الحال في بينين، يتمكنون من التعرف على ثقافات وعادات وتقاليد جديدة.

بعدها أكد الدكتور أبينافولي أن حقوق الأطفال الأفارقة معرضة للخطر كل يوم بسبب الأوضاع التي يعيشون فيها والمطبوعة بالفقر والحروب والمجاعات والاضطرابات السياسية. ومن هذا المنطلق اعتبر أن مساعدة الأطفال والشبان في القارة الأفريقية تتطلب تعزيز الحوار بين المؤسسات السياسية والدينية والمدنية. في هذا السياق لفت إلى أن المنظمة التي يرأسها ستعقد في روما، يوم الأربعاء المقبل، مؤتمرا يسلط الضوء على دور الحوار بين الأديان في مجال تعزيز التعاضد. ومن المرتقب أن يشارك في اللقاء نائب وزير الخارجية الإيطالي، بالإضافة إلى رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال ماتيو زوبي، وحاخام روما الأكبر ريكاردو دي سينيي، وعيسى الرفاعي إمام مسجد روما الكبير. وسيشهد المؤتمر أيضا مشاركة باولو روفيني عميد دائرة الاتصالات الفاتيكانية والأمين العام لجماعة سانت إيجيديو شيزاريه زوكوني.

وختم الدكتور فابيو ماسيمو أبينافولي حديثه لموقعنا الإلكتروني مشدداً على أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة الكفيلة بخلق فسحة للسلام والتآزر، في إطار الأخوة، والحوار أيضا يشكل حلاً للعنف والطغيان والحروب.

17 يونيو 2023, 10:16