بحث

مسؤول في مؤسسة "كوبي" يحدثنا عن النشاطات لصالح السكان في الصومال مسؤول في مؤسسة "كوبي" يحدثنا عن النشاطات لصالح السكان في الصومال 

مسؤول في مؤسسة "كوبي" يحدثنا عن النشاطات لصالح السكان في الصومال

في وقت أعلن فيه الرئيس الصومالي عن انسحاب ألفي عنصر من البعثة الانتقالية للاتحاد الأفريقي في الصومال قبل نهاية الشهر الجاري، ما تزال البلاد عرضة للهجمات التي تشنها جماعة "الشباب" بالإضافة إلى انعدام الاستقرار السياسي وانعكاساته على الأوضاع الاقتصادية. في غضون ذلك تسعى مؤسسة "كوبي" إلى مساعدة النساء، لاسيما في المجالات المرتبطة بالزراعة وتربية المواشي والتعليم.

مما لا شك فيه أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الدولية الناشطة في الصومال تُحدث فرقاً كبيراً بالنسبة للسكان المحليين الذين يعانون من النقص الحاد في المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية، في بلد يعيش حالة من الفوضى السياسية منذ عقود. من بين تلك المنظمات المؤسسة المعروفة باسم "كوبي" والتي أبصرت النور في منتصف ستينيات القرن الماضي على يد الكاهن الإيطالي فنشنسو باربييري، وهذه المؤسسة متواجدة في الصومال، ولو بشكل متقطع، منذ الثمانينات، ولم تغادر البلاد منذ العام ١٩٩٢.

لم تتمكن الصومال من التنعم ببنية حكومية مستقرة. فقد اندلعت الحرب الأهلية في العام ١٩٨٨، وشكلت تلك السنة بداية فترة مأساوية حيث تقاسم عشرات أسياد الحرب أراضي البلاد، ومولوا ميليشياتهم من خلال النهب والخطف والسوق السوداء والاتجار غير المشروع بالأسلحة والمخدرات، والدعم من قبل عدد من الدول العربية وأثيوبيا. وقد أسفرت الصراعات بين تلك الميليشيات عن آلاف الضحايا والمهجرين، ودفعت بالمواطنين إلى حافة المجاعة. في العام ١٩٩٢ أرسلت الأمم المتحدة بعثة إلى الصومال بهدف إحلال الأمن بيد أن هذه المحاولة باءت بالفشل. وشكلت الفوضى السائدة أرضاً خصبة لولادة الميليشيات الجهادية، من بينها جماعة الشباب التي شنت هجمات عنيفة لاسيما في جنوب البلاد ووسطها.

إزاء هذا السيناريو المأساوي أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السيد باولو فاتّوري، المسؤول عن منطقة أفريقيا الشرقية في مؤسسة "كوبي" الذي أوضح أن الحكومة الصومالية أطلقت مؤخراً عملية عسكرية في مختلف المناطق سعياً لاستعادة السيطرة عليها. وهذا ما أدى إلى نزوح العديد من السكان الذين يقيمون في مخيمات موقتة، وعرض للخطر قطاع الزراعة وتربية المواشي. ولفت فاتوري إلى الشح في الأمطار، الذي سُجل خلال المواسم الستة الماضية، ما خلف نقصاً في المياه الضرورية لري الحقول الزراعية ولحياة الأشخاص اليومية.

تابع المسؤول الإيطالية مؤكدا أن لمؤسسة كوبي ثلاثة مكاتب في الصومال، يعمل فيها حوالي تسعين شخصاً، يسعون إلى مساعدة السكان في حالات الطوارئ، وتعزيز قدراتهم على الصمود. ولفت إلى أن المؤسسة توفر المستلزمات الضرورية للمهجرين، فضلا عن الطعام ومياه الشرب، وهي تقوم أيضا بحفر الآبار وبناء السدود بهدف احتواء مياه الأمطار. كما تساعد الأشخاص على تطوير أدوات تحسن الإنتاج وتُعدّهم على مواجهة كوارث محتملة، وهذا ما يتطلب خلق البنى التحتية الملائمة. ويسلط القيمون على المؤسسة الضوء على آفة الجفاف التي تكمن وراء العديد من المشاكل ناهيك عن الصراعات المسلحة التي أدت إلى تفتيت الكثير من العائلات وقضت على الحياة الجماعية.

14 يونيو 2023, 11:39