الكنيسة الأرثوذكسية في رومانيا تكرس العام الجديد لـ "الأجداد"
"تُقلقنا بشكل خاص - أوضح البطريرك الأرثوذكسي في رومانيا خلال احتفال في الكاتدرائية البطريركية في بوخارست - حالة التخلي الاجتماعي وعدم الاهتمام بالمسنين (الوالدون والأجداد) التي غالبًا ما نجدها في مجتمع اليوم". في الواقع، هناك اليوم العديد من المسنين الذين يعيشون في وحدة وعزلة، بالإضافة إلى واقع أنّه من المتوقع أن تنمو شريحة السكان المسنين في رومانيا بشكل كبير في السنوات المقبلة، وفقًا لدراسة ديموغرافية نشرتها "Eurostat" في عام ٢٠١٥. وتكشف الدراسة أنه إذا كان الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن ٦٠ عامًا يمثلون ١٠٫٣٪ من إجمالي سكان رومانيا في عام ١٩٩٠، فمن المتوقع أن تكون النسبة المئوية أعلى من ٢١٫٨٪ في عام ٢٠٨٠.
لذلك قرر سينودس الكنيسة الأرثوذكسية في رومانيا تكريس عام ٢٠٢٣ للمسنين من أجل تقديم الدعم لهم في السياق الحالي الذي يتسم بالفردانية والعلمنة. وكما يذكر البطريرك دانيال، يشدّد الكتاب المقدس دائمًا على احترام جيل المسنين، الذي يلعب أيضًا دورًا مهمًا في تربية وتنشئة رجال المستقبل. وبالتالي "تُدعى الكنيسة - تابع البطريرك الأرثوذكسي في رومانيا - إلى التفكير في أشكال جديدة وأساليب رعويّة آنيّة، تلبي احتياجات وتطلعات المسنين. وفي الوقت عينه، علينا أن نعمل أيضًا على نمو وتربية الشباب لكي لا يتم تهميش المسنين أو التخلي عنهم أو عزلهم في مراكز المساعدة الاجتماعية. إنَّ الشباب والمسنين يحتاجون لبعضهم البعض.
بالنسبة للكنيسة الأرثوذكسية في رومانيا، أصبحت رعاية "الأجداد" حقيقة واقعة، من خلال ٢١ مركزًا نهاريًا و٥٤ معهدًا سكنيًا و٥٢ خدمة مساعدة منزلية متنقلة. في الواقع، يجب أن يسير الاهتمام الرعوي والمساعدة الاجتماعية / المادية جنبًا إلى جنب، بحسب البطريرك دانيال. ومن الأمثلة على ذلك تحديدًا في بوخارست في مركز الرعاية التلطيفية "St. Nectarie"، حيث يحصل أكثر من ٥٠٠ مريض ومسنّ كل عام على السكن والرعاية الطبية والاستشارات الروحية والنفسية. كذلك توجد أماكن أخرى تشكل نقاط مرجعية للمسنين في كلوج وأبرشية رومان وباكاو التي تضم ١٣ مركزًا اجتماعيًا للمسنين.
في حفل إعلان السنة المخصصة للمسنين، تم تقديم الأيقونة التي تمثل موضوع السنة. وقال البطريرك الأرثوذكسي في رومانيا دانيال إن الأيقونة تمثل شخصيتين من العهد القديم كانا مستحقين أن يعيشا أكثر من مائة عام وأن يريا الطفل يسوع، وهما سمعان وحنة، القديسين اللذين تحتفل بهما الكنيسة الأرثوذكسية في ٣ من شباط فبراير، مباشرة بعد عيد تقدمة الرب في الهيكل، وهما مثالان وشفيعان للأشخاص المسنين.
وخلص البطريرك الأرثوذكسي في رومانيا دانيال إلى القول تدفعنا السنة المكرس للعناية الراعوية بالمسنين لكي نضاعف نشاطاتنا لصالح الأجداد، ونقدِّم لهم دعمًا ملموسًا كدليل على التقدير والشركة بين الأجيال، بين الشباب والوالدين أو بين الأحفاد والأجداد.