بحث

الذكرى السنوية السابعة والسبعون لإلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما الذكرى السنوية السابعة والسبعون لإلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما 

الذكرى السنوية السابعة والسبعون لإلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما

في مثل هذا اليوم منذ سبع وسبعين سنة وبالتحديد في السادس من آب أغسطس ١٩٤٥ أُلقيت القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما اليابانية. للمناسبة صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غيتيريس بأن البشرية تلعب اليوم بسلاح محشو، في وقت اعتبر فيه نائب رئيس معهد البحوث الدولية لأرشيف نزع السلاح ماوريسيو سيمونشيلي أن الحرب الدائرة اليوم في أوكرانيا تذكّر بأن التهديد النووي ما يزال واقعيا.

على الرغم من مرور سبعة وسبعين عاما على الحادث المأساوي، ما تزال ذكرى هيروشيما محفورة اليوم في الأذهان وتبقى شهادة في زماننا الذي ليس بمنأى عن خطر كارثة جديدة، ومحرقة جديدة. هيروشيما ليست حادثاً محصوراً بالماضي، بل يشكل تحذيراً مستمراً كي تسلم المدن من اثني عشر ألف وسبعمائة رأس نووية منتشرة في أنحاء العالم كافة، خصوصا وأن النسبة الأكبر من القنابل الذرية الموجودة اليوم تفوق – من حيث القوة – القنبلتين اللتين استُخدمتا خلال الحرب العالمية الثانية.

خلال مشاركته في إحياء هذه الذكرى الأليمة شدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة وقف التسلح النووي، مشيرا إلى انتشار الأزمات التي تترتب عليها مخاطر نووية. وقال غيتيريس إن الأسلحة النووية عديمة المعنى، وعلينا اليوم أن نتساءل ماذا تعلمنا من القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما في العام ١٩٤٥، مضيفا أن الأزمات التي تبعث على القلق آخذة بالانتشار بسرعة من الشرق الأوسط وصولا إلى شبه الجزيرة الكورية، بالإضافة طبعا إلى الغزو الروسي لأوكرانيا. لفت إلى أن البشرية تلعب اليوم بسلاح محشو.

عن هذا الموضوع تحدث أيضا البابا فرنسيس بشكل مسهب وفي مناسبات عدة، مؤكدا أن الأسلحة النووية تشكل ترسانات تهدد البشرية، وبيتنا المشترك. ولا يمكن تبريرها كعامل للردع، لأنها في الواقع تدفع بالبشرية كلها نحو الهاوية. وتطرق أيضا إلى هذه المسألة في تغريدة تويترية كتبها تزامنا مع بداية مؤتمر الأمم المتحدة حول إعادة النظر في معاهدة منع الانتشار النووي، والذي سيستمر لغاية السادس والعشرين من الجاري. أكد فرنسيس أن استخدام الأسلحة النووية، ومجرد حيازتها، هما مسألة غير أخلاقية، مضيفا أن البحث عن ضمان الاستقرار والسلام من خلال شعور مزيف بالأمن، وبواسطة توازن الرعب، يقود حتماً إلى علاقات مسمومة بين الشعوب ويشكل عائقاً في وجه الحوار.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع نائب رئيس معهد البحوث الدولية لأرشيف نزع السلاح ماوريسيو سيمونشيلي الذي رأى أن مسألة اللجوء إلى الأسلحة الذرية هي جزء من العقيدة الإستراتيجية للدول التي تملك هذا النوع من الترسانات.  وأضاف أن ما حصل في هيروشيما لسبع وسبعين سنة خلت يذكرنا بأن التهديد النووي ليس تهديداً فرضيا، إنما هو واقع سبق أن حصل في التاريخ. ومما لا شك فيه أن الحرب الدائرة رحاها اليوم في أوكرانيا تذكرنا بأن الأسلحة النووية تشكل تهديداً واقعيا.

بعدها ذكر سيمونشيلي بعملية نزع السلاح التي بدأت في مطلع التسعينيات، عندما قامت أوكرانيا وبلدان أخرى بالتخلي عن الأسلحة الذرية التي كانت جزءاً من الترسانة السوفيتية، واتضح أن الدول التي لم تشارك في عملية نزع السلاح النووية وقررت الاحتفاظ به تنظر إليه على أنه ضمانة. وإزاء انعدام الأمن يشهد العالم اليوم سباقاً جديداً إلى التسلح النووي.

06 أغسطس 2022, 14:01