بحث

1642413032295.JPG

مقابلة مع الراعية ماري فالياكا من الكنيسة الإنجيلية اللوثرية الفنلندية عقب استقبال البابا الوفد المسكوني

أكدت الراعية ماري فالياكا من الكنيسة الإنجيلية اللوثرية الفنلندية، والتي كانت من أعضاء الوفد المسكوني الذي استقبله قداسة البابا فرنسيس قبل أيام، أهمية دعوات البابا فرنسيس إلى حماية الخليقة والدفاع عن الشعوب الأصلية. وتوقفت في مقابلة أجراها معها موقع فاتيكان نيوز عند أقلية السامي التي تنتمي إليها والتعاون بين الكنائس.

كانت الراعية ماري فالياكا من الكنيسة الإنجيلية اللوثرية الفنلندية من أعضاء الوفد المسكوني الذي استقبله قداسة البابا فرنسيس الاثنين ١٧ كانون الثاني يناير عشية انطلاق أسبوع الصلاة من اجل وحدة المسيحيين. والراعية هي من أقلية السامي من السكان الأصليين والتي تعرضت في الماضي إلى أشكال متعددة من التمييز، كما وتتولى الراعية فالياكا مسؤولية التنسيق في المجموعة الخاصة بالسكان الأصليين في مجلس الكنائس العالمي.

وعقب لقاء الأب الأقدس أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الراعية الفنلندية تطرقت أولا إلى إشادتها بعمل البابا فرنسيس من أجل حماية السكان الأصليين والعناية بالخليقة. وقالت في هذا السياق إن حماية الخليقة أمر محوري بالنسبة لرسالة الكنيسة، فقد خُلقنا كبشر على صورة الله ومثاله ودعانا الله إلى العناية بالخليقة. ثم تابعت مشيرة إلى أن ٨٠٪ من التنوع البيولوجي في كوكبنا يوجد في مناطق يعيش فيها السكان الأصليون، وقد كانت هذه الشعوب حارسة بالفعل لأراضيها، ولهذا فلديها تقاليد عريقة في هذا المجال. وتحدثت الراعية فالياكا عما تتمتع به جماعات السكان الأصليين من حكمة يمكنها نقلها، إلا أن أصوات هذه الجماعات غالبا ما لا تُسمع أو يتم الإصغاء إليها. وأضافت أن على رسالتنا أن تبدأ من الهوامش، من الضواحي ومع الضواحي، مع الشعوب الأصلية، مع من يتعرضون للتفرقة. وأكدت أن علينا كمسيحيين واجب الإصغاء إلى هذه الأصوات التي يتم حتى إسكاتها في بعض الأحيان. وينطلق هذا الواجب من كون السكان الأصليين بالنسبة لنا أخوة وأخوات في المسيح. وتابعت الراعية ماري فالياكا مؤكدة تأثرها الكبير لدى قراءتها دعوة البابا فرنسيس قادة الأمم إلى حماية غابات الأمازون على سبيل المثال وحماية الجماعات الأصلية التي تعيش في تلك المنطقة، وأشارت إلى أن ما يحدث في الأمازون لا يقتصر على هذه المنطقة بل ويحدث أيضا في المنطقة التي تعيش هي فيها، أي تلك القطبية. وواصلت حديثها مؤكدة أننا جميعا نواجه أزمة مناخية، إلا أن السكان الأصليين يواجهونها في الصفوف الأولى. وعن المنطقة القطبية قالت إنها تشهد ارتفاعا سريعا لدرجات الحرارة مقارنة بغيرها من مناطق العالم. وأكدت بالتالي أن تطرق البابا فرنسيس إلى هذه المواضيع الجوهرية يمنحها رجاءً كبيرا. ثم شددت الراعية فالياكا على ضرورة أن نصلي طالبين من الرب أن يرشدنا إلى كيفية تمكين الجماعات الأصلية من نقل حكمتها، كما وعلينا أن نصلي كي يهتم قادة العالم بهذه القضية، وذلك من أجل مستقبل أفضل.

 وفي إجابتها على سؤال حول أقلية السامي وواقعها وعن الدفاع عن حقوق الأقليات ذكرت راعية الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في فنلندا أن هذا الشعب قد تعرض للتهميش في هذا البلد، ولم يخلُ تاريخ العلاقة بين الشعب السامي والكنيسة المحلية من مشاكل حيث كانت هناك، حسب ما ذكرت، محاولة لإحداث تجانس مع الثقافة السائدة. وأشارت هنا إلى فترة تاريخية لم يكن فيها بإمكان أبناء هذه الجماعة استخدام لغتهم أو إبراز علامات ثقافتهم. وبدأ هذا الشعب في تلك المرحلة ما أطلق عليها اسم عملية الحقيقة والمصالحة، حيث كان يروي خبرته ومعاناته لتبدأ هكذا مسيرة المصالحة. وأضافت الراعية فالياكا أن هذه ستكون مرحلة طويلة وصعبة، وأعربت عن الرجاء في التمكن من بلوغ فهم متبادل أفضل. ثم واصلت أنها وكامرأة من هذه الجماعة تمثل أقلية داخل أقلية وعليها محاربة ما أسمتها بطواحين الهواء، إلا أن وجودها اليوم في روما وتَمكنها من لقاء البابا فرنسيس وأيضا من تبادل الحديث والآراء مع الكاثوليك العاملين في فنلندا والذين لهم اتصال بالأقليات أيضا، يجعلها تشعر أن طواحين الهواء هذه ليست بتلك القوة.   

وفي ختام المقابلة التي أجراها معها موقع فاتيكان نيوز تحدثت الراعية ماري فالياكا من الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في فنلندا عن لمسها جودة العلاقات بين الكنائس، وإيمانها بإمكانية تقوية هذه العلاقات والانفتاح أيضا على الأديان الأخرى. أعربت من جهة أخرى عن السعادة للتعاون بين الكنائس في فنلندا وذلك على الصعيد العملي والذي يأتي بثمار أكثر حسب ما ذكرت. وأشارت إلى أنه في زمن الجائحة والاستعداد لمرحلة ما بعد الجائحة يبقى الشيء الأهم أن ندرك حاجتنا أحدنا إلى الآخر.  

20 يناير 2022, 12:09