رسالة مشتركة لاتحاد مجالس أساقفة أوروبا ومنتدى مجالس أساقفة أفريقيا ومدغشقر
في نهاية الحدث، أصدر أساقفة القارتين رسالة أكدوا فيها، على خُطى الرسالة العامة للبابا فرنسيس "Fratelli tutti" أن الشركة والتضامن العالمي هما "حاجة ملحة". لهذا السبب، يعيد الأساقفة التأكيد على مجمعيّتهم والتزامهم بـ "تعزيز الكرامة البشريّة والأخوّة والتضامن، جميع هذه الأمور التي تشكِّل محور الوجود البشري والتعايش السلمي. ونقرأ في الرسالة المشتركة كأبناء لأب واحد يجب أن نكون منفتحين على بعضنا البعض ونعمل بجد من أجل بناء أخوَّة حقيقية ليس فقط بين جماعاتنا المحلية، وإنما أيضًا مع أشخاص من خلفيات ثقافية وهويات عرقية ودينية ومواقف سياسية واجتماعية واقتصادية مختلفة.
ولذلك، يطلب الأساقفة حوارًا بين الأديان، يحركه الانفتاح الصادق على الله، أب البشرية جمعاء، كأداة لمواجهة مواقف الكراهية والعداء والتطرف والعنف وسفك الدماء، وكذلك كوسيلة لتحفيز الصداقة والسلام والوئام وضمان الحرية الدينية التي هي حق أساسي من حقوق الإنسان لجميع المؤمنين. ليس هذا وحسب وإنما يجب أيضًا تعزيز الحوار بأشكاله الثقافية والمسكونية، لكي تكون كل كنيسة بيتًا أبوابه مفتوحة، من أجل عضد الرجاء، وبناء الجسور، وتحطيم الجدران، وزرع بذور المصالحة.
من ثمَّ يأتي نداء اتحاد مجالس أساقفة أوروبا ومنتدى مجالس أساقفة أفريقيا ومدغشقر لكي نكون كنيسة تنطلق لكي تساعد في بناء عالم أفضل. ومن هذا المنطلق، تدعو الهيئتان الأسقفيتان القادة السياسيين والسلطات والهيئات المدنية مثل الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لكي توفِّر التنفيذ العملي للقوانين والبروتوكولات التي تعزز التضامن وتعزز كرامة الإنسان. وبشكل خاص، تم التأكيد مجددًا على أهمية تعزيز الدفاع عن الحياة والأسرة والحرية التعليمية والدينية، فضلاً عن استقبال المهاجرين وإدماجهم، وإتاحة لقاحات مكافحة فيروس الكورونا للجميع. إن رؤية العالم التي اقترحها الأساقفة الأوروبيون والأفريقيون هي الرؤية الشاملة، تلك التي بالنسبة للمسيحيين هي رؤية يسوع المسيح، وهي الرؤية التي يعتبر فيها جميع الأعضاء أنفسهم واحدًا ويقيمون في البيت مع بعضهم البعض.
كذلك تأمل الرسالة المشتركة أيضًا أن تواصل الهيئات الأسقفية القارية دراسة الخبرات وتبادلها لصالح الشعوب، والعمل بلا كلل لوضع حد للتحيز والتعصب والعداء والعنف في كل مكان. وإذ يطلبون السلام لجميع البلدان التي تعاني من حالات الصراع في أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم، يؤكد الأساقفة الموقعون أخيرًا على التزامهم بالصلاة وتعزيز السلام والتضامن والكرامة البشريّة في المجتمع بأسره.