بحث

خادم رعية العائلة المقدسة يتحدث عن التصعيد الأمني في غزة ويقول: إننا نسعى إلى نشر نور الإنجيل خادم رعية العائلة المقدسة يتحدث عن التصعيد الأمني في غزة ويقول: إننا نسعى إلى نشر نور الإنجيل 

خادم رعية العائلة المقدسة يتحدث عن التصعيد الأمني في غزة ويقول: إننا نسعى إلى نشر نور الإنجيل

إزاء التصعيد الأمني الخطير الذي يشهده قطاع غزة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مساء أمس الأربعاء مقابلة مع خادم رعية العائلة المقدسة في غزة الأب غابريال رومانيلّي الذي تحدث عن الأوضاع الراهنة في القطاع في أعقاب يومين من القصف، الذي أودى بحياة عشرات الأشخاص بينهم عدد من الأطفال، مؤكدا أن الصغار الأبرياء لا ينتمون إلى أي حزب أو فصيل سياسي.

مما لا شك فيه أن التصعيد الأمني في القطاع والذي تعرض لقصف إسرائيلي عنيف على أثر الصواريخ التي أطلقتها حماس على مدينة تل أبيب يُعتبر الأخطر في المنطقة منذ العام 2014. وقد تحدثت القيادات العسكرية الإسرائيلية عن تصفية عدد من قادة حركة المقاومة الإسلامية مع أن الغارات حصدت ضحايا في صفوف المدنيين الأبرياء. يعيش في القطاع حاليا قرابة مليون وستمائة ألف شخص بينهم جماعة كاثوليكية صغيرة يخدمها – في مدينة غزة – الأب رومانيلّي الذي احتفل صباح أمس الأربعاء بالقداس في دير راهبات سيدة الوردية، والذي تعرض لأضرار مادية طفيفة نتيجة القصف.

استهل الكاهن الإيطالي حديثه لموقعنا لافتا إلى أن أهالي مدينة غزة هم عرضة للقنابل والصواريخ وأضاف أن الجماعة الكاثوليكية بخير كما الراهبات والأشخاص المكرسين والمكرسات. وقال إن السكان لا يغادرون بيوتهم إلا عند الضرورة القصوى، كما أن القصف لا يقتصر على ساعات الليل إذ يستمر أيضا خلال النهار. وأضاف قائلا: إننا نطلب إلى جميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة لاسيما أصحاب النفوذ أن يعملوا من أجل التوصل إلى هدنة، كي لا تنزلق المنطقة إلى حرب بكل ما للكلمة من معنى، وهذا الأمر سيشكل كارثة حتماً. وذكّر بأن الهجمات الإسرائيلية لا تستهدف المقاتلين وحسب إنما ذهب ضحيتها عدد من المدنيين العزل، ما يعكس قذارة الحرب وغبنها، على حد قوله.

رداً على سؤال حول إمكانية أن تستمر الحياة اليومية وسط القصف، أكد خادم رعية العائلة المقدسة في غزة أنه في هذه الحالات يتعين على الإنسان أن يتحلّى بالهدوء وبرودة الأعصاب. وقال: إذا كان الشخص عاجزاً عن تغيير الوضع الذي يعيش فيه عليه أن يتحمّله بصبر. وهذا الأمر ينطبق علينا أيضا كمرسلين، ليس فقط في قطاع غزة، بل أيضا في العديد من مناطق الشرق الأوسط. مع ذلك، ذكّر رومانيلي بالتأثير النفسي للقصف على السكان. ولفت إلى أنه على أثر التصعيد الأمني حاول الاتصال مع جميع أبناء الرعية: مع الأطفال والمراهقين والشبان ومعلمي الدين وخدّام المذبح وأعضاء الحركات الكشفية وغيرهم.

وأضاف  الكاهن الإيطالي أن الجماعة الكاثوليكية في غزة صغيرة جداً وثمة رباط قويّ يجمعها، ومع ذلك لا تقتصر العلاقات على هؤلاء الأشخاص وحسب إنما تشمل أيضا الأساتذة والموظفين المسلمين في الرعية والمدرسة. وأوضح أن أهالي غزة لزموا بيوتهم بسبب جائحة كوفيد. وقد استأنفوا نشطاتهم وأعمالهم مؤخرا، لكنهم سرعان ما عادوا إلى بيوتهم نتيجة القصف، وأكد قائلا: إننا نسعى إلى نشر نور الإنجيل، وتشجيع الناس على العيش بسلام وهدوء، ونحثهم على الصلاة وعلى عيش المحبة الداخلية وممارسة الصبر مع بعضهم.

في سياق حديثه عن مخاوف الناس وتطلعاتهم قال الأب رومانيلي إنه خلال الجائحة عاش القطاع بسلام ولم تُسجل مصادمات على مدى سنة ونصف. وأوضح أن الأشخاص اعتادوا على هذه الأوضاع الصعبة، كمن يعيش في منطقة باردة ويعتاد على الثلج والجليد. وعلى الرغم من ذلك – مضى يقول – يشعر الناس باليأس والإحباط. وهذا الأمر يمكن لمسه بنوع خاص لدى الشبان لأن جميع هؤلاء يريدون الهجرة ومغادرة القطاع.

ولم تخلُ كلمة خادم رعية العائلة المقدسة من تسليط الضوء على أهمية الإيمان المسيحي في هذه الأوضاع، لأن الإيمان يساعد الإنسان على تخطي الصعوبات إذ إن المؤمن يتوكل على الرب الذي سيضع حداً لكل الشرور، وختم مؤكدا أن المؤمنين يتعاملون مع الصعوبات بشكل أفضل من أخوتهم في مناطق أخرى لأنهم ممتحنون جدا.        

13 مايو 2021, 12:43