بحث

المرسل البرتغالي الأب ماركيس: الصوت النبوي الوحيد في موزمبيق هو صوت البابا فرنسيس المرسل البرتغالي الأب ماركيس: الصوت النبوي الوحيد في موزمبيق هو صوت البابا فرنسيس 

المرسل البرتغالي الأب ماركيس: الصوت النبوي الوحيد في موزمبيق هو صوت البابا فرنسيس

في وقت ما تزال فيه موزمبيق تعاني من العنف حاول المرسل البرتغالي الأب ريكاردو ماركيس أن يقدّم صورة عن الأوضاع الصعبة التي يمر بها البلد الأفريقي، لاسيما في محافظة بيمبا، لافتا إلى أن آلاف الأشخاص باتوا في عداد المفقودين.

في مقابلة أجرتها معه وكالة "إيكليزيا" الصحفية، التابعة لمجلس أساقفة البرتغال الكاثوليك، قال الأب ماركيس – المتواجد في بيمبا منذ العام 2015 – قال إن البلاد تواجه اليوم عدوّاً لا وجه له، متحدثا عن أوضاع مأساوية يعيشها سكان المناطق الشمالية نتيجة الهجمات الإرهابية المتكررة في المنطقة. ولفت إلى أن الصراع المسلح والعنف خلّفا أكثر من ثلاثة آلاف قتيل لغاية اليوم، ناهيك عن ثمانمائة ألف نازح على الأقل في المحافظة. وسلط الكاهن البرتغالي، الذي يخدم رعية محلية مكرسة لسيدة المعونة، الضوء على آلاف الأشخاص المفقودين مع ما حمل هذا الأمر من انعكاسات مأساوية على الأسر. وأوضح أن معظم النازحين يلجأون إلى الغابات والأحراج، هربا من الموت المحتّم، وثمة أشخاص كثيرون لا يعرفون مكان وجود باقي أفراد عائلاتهم، وما إذا كانوا أحياء أم أموات.

ويستمر السكان في الهروب بسبب تواصل القتال في المنطقة بين القوات الحكومية النظامية والمجموعات المسلحة والميليشيات الجهادية التابعة لحركة "الشباب" المتصلة بتنظيم داعش. وكان هجوم شنه هؤلاء الثوار على مدينة بالما الساحلية قد أرغم حوالي أحد عشر ألف شخص على النزوح، مع وجود آلاف آخرين ما يزالون محاصرين داخل بعض أحياء المدينة. وبدأ هؤلاء السكان الفارون بالتوافد إلى منطقة بيمبا، ومعظمهم من النساء والأطفال. وأكد المرسل البرتغالي  في هذا السياق أن التصعيد في أعمال العنف بدأ يؤجج أحقاداً قديمة، مشددا على ضرورة ألا تنسى الجماعة الدولية ما يجري في تلك البقعة من العالم. وسطّر أهمية أن يحصل تدخل طارئ في المنطقة قبل أن يفوت الأوان. وناشد كافة السلطات وجميع الأشخاص ذوي الإرادة الحسنة، داعيا إلى البحث عن حلول ناجعة تضع حدا لهذه الحرب الأليمة والمدمرة.

وفي وقت أعلنت فيه المفوضية العليا للاجئين أن عدد النازحين من المناطق الشمالية في موزمبيق قد يتخطى عتبة المليون قبل نهاية حزيران يونيو المقبل إن لم يتوقف العنف، لفت الأب ريكاردو ماركيس إلى أن تلك الهجمات المسلحة يمكن أن تستهدف محافظة بيمبا قريباً. وقال إن هذا الخطر هو واقعي، مضيفا أنه إذا لم تتبنى الحكومة المحلية موقفا حازماً وإذا استمرت في رفض المساعدات الدولية لن يتوقف مسلسل الموت، كما أن المحافظة يمكن أن تسقط بيد المجموعات الإرهابية.

بعدها قال المرسل البرتغالي إن الصوت النبوي الوحيد الذي يتردد صداه في البلد الأفريقي المعذّب هو صوت البابا فرنسيس، مذكراً بأن هذا الأخير ندد بأوضاع الظلم وبالانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان. وفي معرض حديثه عن التزام الكنيسة لصالح السكان المحتاجين قال الأب ماركيس إن الكنيسة المحلية تحاول أن تكون صوت من لا صوت لهم، وأن تُسمع  صراخ الضحايا. كما تسعى إلى إيصال كلمات التعزية والمواساة لجميع العائلات الممتحنة، وتفعل ذلك بالتعاون مع السلطات المدنية، قدر المستطاع، وأيضا مع هيئة كاريتاس الأبرشية والمنظمات غير الحكومية، لمساعدة العائلات المحتاجة وتوفير المستلزمات الضرورية لها.

وأوضح على سبيل المثال أن النازحين الذين وصلوا إلى محافظة بيمبا يقيمون حاليا في الأماكن التي وضعتها الحكومة بتصرفهم، لكن المشكلة تكمن في أنهم يفتقرون إلى الحد الأدنى من الظروف الصحية اللائقة، لافتا إلى وجود عائلات تتألف من ثلاثين أو أربعين فرداً تعيش ضمن مساحة ضيقة جدا. والعديد من هؤلاء النازحين لا يجدون ما يأويهم من الشمس والمطر. وختم الأب ريكاردو ماركيس بالقول إن ما يزيد من مخاوف هؤلاء الأشخاص هو خطر انتشار فيروس كورونا المستجد وسط النازحين، لأن الإصابة بهذا الوباء تعني، في غالب الأحيان، الموت المؤكد للمريض بغياب الرعاية الصحية.          

13 أبريل 2021, 10:57