بحث

الاتحاد الأوروبي يهدد بفرض مزيد من العقوبات على بيلوروسيا الاتحاد الأوروبي يهدد بفرض مزيد من العقوبات على بيلوروسيا 

الاتحاد الأوروبي يهدد بفرض مزيد من العقوبات على بيلوروسيا

يبدو أن الاتحاد الأوروبي بات مستعداً لفرض عقوبات على النظام الحاكم في بيلوروسيا الذي قرر الردّ على المتضاهرين من خلال حملات من الاعتقالات، وسط خطر تقافم الأوضاع في الشارع وإمكانية لجوء القوى الأمنية إلى استخدام الأسلحة القاتلة.

الأزمة في بيلوروسيا لا تتجه نحو الحل، على ما يبدو،   وما يزال الوضع يبعث على القلق الشديد. فالاتحاد الأوروبي حذّر رئيس البلاد ألكسندر لوكاشنكو بأنه مستعد لفرض عقوبات عليه، وعلى قياديين آخرين رفيعي المستوى، في وقت هددت فيه حكومة مينسك باللجوء إلى الأسلحة القاتلة من أجل احتواء موجة التظاهرات التي بدأت احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية في التاسع من آب أغسطس الفائت، عندما نزل المواطنون إلى الشارع مطالبين بإعادة إجرائها، وداعين رئيس البلاد إلى التخلي عن منصب يشغله منذ ستة وعشرين عاما.

وكانت الأجهزة الأمنية قد تصدت للمتظاهرين مستخدمة خراطيم المياه، كما أقدمت على اعتقال أكثر من سبعة آلاف شخص. وقد ندد الاتحاد الأوروبي بهذه الانتهاكات، مطالبا السلطات في بيلوروسيا بالإفراج فورا عمن أوقفوا بصورة اعتباطية، كما أعلنت بروكسيل عن تشديد القيود على السلطة في مينسك، بعد أن كانت قد فرضت عقوبات على أربعين شخصا، حمّلتهم مسؤولية تزوير الانتخابات الرئاسية وقمع المتظاهرين السلميين.

وإزاء هذه التطورات أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الصحفية الإيطالية أورييتا موسكاتيلّي، رئيسة تحرير قسم الأخبار الخارجية في وكالة "أسكا نيوز" والمتخصصة في الشؤون الروسية ودول الاتحاد السوفيتي السابق، التي رأت أن العقوبات التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي جاءت متأخرة، وقد تأتي بالنتائج العكسية. وأشارت إلى أن إجراءات من هذا النوع قد تعود بالفائدة على الاتحاد الأوروبي، بمعنى أنه يُظهر اليوم وحدة الصفّ وتناغما في المواقف حيال ما يجري في بيلوروسيا، بعد الانقسامات التي شهدها في الآونة الأخيرة. واعتبرت أن العقوبات يمكن أن تشكل رسالةً موجهة إلى روسيا التي تسعى حاليا للتوصل إلى حل للأزمة، كما أنها قد تحدّ من عدد المسؤولين المحليين الذين يمكن أن يشاركوا في الحوار.

وأضافت السيدة موسكاتيلّي أن الاحتجاجات في بيلوروسيا ستتواصل إن لم تلق مطالب المتظاهرين التجاوب المطلوب من قبل السلطات. وأشارت إلى أن الدعوة إلى التغيير باتت عارمة، وهذا ما يطالب به جميع المواطنين تقريبا. وقد انضمت الأجيال السالفة إلى الشبان المتظاهرين في الشارع الذي بات يطالب باحترام إرادة الشعب. واعتبرت أن التحوّل الحقيقي يمكن أن يتم من خلال إصلاح دستور البلاد، ويبدو أن روسيا تعمل على هذا الصعيد أكثر من الحكومة في بيلوروسيا، محذرة من خطر انزلاق التظاهرات نحو أعمال الشغب والعنف إذ قالت: من الصعب جدا أن نتصوّر أن تستمر الاحتجاجات السلمية إلى ما لا نهاية.

وقالت الصحفية الإيطالية إنه استنادا إلى إفادات المتظاهرين في الشارع وتقارير الصحفيين في مينسك ثمة ميل إلى مزيد من التطرف داخل الحركة الاحتجاجية، مع أن المتطرفين يشكلون لغاية اليوم أقلية. وأوضحت أن هذا الأمر، في حال تم، سيُعطي ذريعة للسلطات كي تشن موجة جديدة من القمع وتسعى إلى القضاء على التظاهرات من خلال قوة السلاح. وختمت بالقول إن هذه الفرضية قد تولد صراعا، لا يقتصر على الداخل وحسب إنما يشمل أيضا الأطراف السياسية الخارجية الساعية اليوم لإيجاد مخرج لهذه الأزمة، شأن الاتحاد الأوروبي وروسيا.     

15 أكتوبر 2020, 10:53