بحث

اتحاد مجالس أساقفة أوروبا: الدليل الجديد للتعليم المسيحي، الإبداع لا مطابقة اتحاد مجالس أساقفة أوروبا: الدليل الجديد للتعليم المسيحي، الإبداع لا مطابقة 

اتحاد مجالس أساقفة أوروبا: الدليل الجديد للتعليم المسيحي، الإبداع لا مطابقة

ندوة عبر الإنترنت لتقديم الدليل الجديد للتعليم المسيحي الذي يقدّم المبادئ اللاهوتية والراعوية الأساسية وبعض التوجيهات العامة المتعلّقة بممارسة التعليم المسيحي في عصرنا.

"إنَّ الدليل الجديد للتعليم المسيحي الذي وافق عليه البابا فرنسيس في الثالث والعشرين من آذار مارس الماضي لا يبحث عن المطابقة بأي ثمن كان، ولكنه يهدف إلى تحفيز الإبداع في التعليم المسيحي، إن كان في خطِّ المبادئ العامة الواردة في النص وكذلك في الانسجام مع البيئة الاجتماعية والثقافية والراعوية والتعليمية الخاصة التي يتم فيها وضعهم موضع التنفيذ" هذا ما قاله الأب كارل ماريو سلطانا، أمين سرِّ قسم التعليم المسيحي في لجنة البشارة والثقافة التابعة لاتحاد مجالس أساقفة أوروبا، بمناسبة اجتماع عبر الإنترنت يهدف إلى التفكير حول الآثار والتحديات التي سيحملها هذا الدليل إلى الوقائع الراعوية للقارة القديمة بأكملها. هذه الوثيقة التي صاغها المجلس البابوي لتعزيز البشارة الجديدة بالإنجيل، استغرقت حوالي خمس سنوات من العمل وشارك فيها أكثر من ثمانين خبير في التعليم المسيحي على المستوى الدولي.

خلال الأعمال، التي شارك فيها في إطار ندوة عبر الإنترنت سبعة وعشرون أسقفًا ومديرًا وطنيًا، ومسؤولون عن التعليم المسيحي في مجالس أساقفة أوروبا، قدم الأب كارل ماريو سلطانا قراءة رعوية للنص الجديد، موضحًا ستة مواضيع رئيسية، والتي اعتبرها رائعة ومميّزة من بعض النواحي: الإرشاد الرسولي للبابا فرنسيس "فرح الإنجيل" كأساس ثابت للدليل، تعليم البشارة، الشخص الموجّه إليه التعليم المسيحي، السياق الاجتماعي والثقافي المعاصر المطبوع بالثقافة الرقمية، الصوفية، وأخيراً موضوع بعنوان "Via Pulchritudinis" أي درب الجمال. وإذ توقّف عند هذا المفهوم الأخير، أكّد الأب كارل ماريو سلطانا أن درب الجمال لا تزال أحد مصادر التعليم المسيحي التي يمكنها أن تبلغ الأشخاص اليوم في السياق الحقيقي الذي يعيشون فيه. فمن خلال الفن والأدب والموسيقى الموجودين في كل كنيسة خاصة، يمكن للمرء أن يحث الأفراد على طرح أسئلة ذات طبيعة وجودية من شأنها أن تقود في النهاية إلى الله، وشرح الأب سلطانا في هذا السياق أن الكنائس الأوروبية، مع ثرواتها العديدة من الجمال تستفيد من فرصة كبيرة في هذا الإطار.

من جهته ذكّر المطران "Đuro Hranić" رئيس أساقفة "Đakovo-Osijek" ورئيس قسم التعليم المسيحي في لجنة البشارة والثقافة التابعة لاتحاد مجالس أساقفة أوروبا أن التعليم المسيحي هو مهمة خاصة للأساقفة: فهم، في الواقع، أول مُعلِّمي التعليم المسيحي في أبرشياتهم، وعليهم، جنبًا إلى جنب مع مدراء مكاتب التعليم المسيحي، أن يعملوا على تعزيز المبادئ التوجيهية للدليل الجديد في الأبرشيات. وأضاف أن مهمتهم التي يجب أن تُنفذ دائمًا بشغف وبكل جهد ممكن، هي التعليم المسيحي، وصلته الحيوية بالبشارة، وكيفية مساعدة كل شخص لكي يكون لديه لقاء شخصي مع يسوع المسيح ولكي ينفتح على خدمة الكنيسة لكي يصل إعلان الرب إلى الجميع ويعرفونه.

أما رئيس المجلس البابوي لتعزيز البشارة الجديدة بالإنجيل المطران رينو فيزيكيلا فقد شرح في مداخلته التي حملت عنوان "الجانب الراعوي للدليل العالمي للوقائع الأوروبية المختلفة" أنّ هذه الوثيقة ليست الكلمة الأخيرة بل هي الكلمة ما قبل الأخيرة إذ يتعيّن على الكنائس المحليّة أن تضيف الكلمة الأخيرة من خلال تطبيق مجالس الأساقفة المختلفة الدليل الجديد واختبار نتائجه داخل أراضيها. وفي ختام الأعمال أكد الكاردينال أنجيلو بانياسكو، رئيس اتحاد مجالس أساقفة أوروبا، أن أفضل حليف للإنجيل هو الإنسان نفسه، وإذ ذكّر بكلمات القديس أوغسطينوس، "عُد إلى نفسك"، أكّد الكاردينال بانياسكو على ضرورة مساعدة بشريّتنا لكي تجد نفسها، ولكي تفكّر من أجل إخراج الفراغ من العديد من الأساطير التي من أجلها يبذل الإنسان حياته ولكنها تبقى قلقة وغير راضية.

وكما تلخّص المادة العاشرة من الدليل، يقدّم هذا الدليل الجديد للتعليم المسيحي – وهو الثالث بعد المجمع الفاتيكاني الثاني بعد دليل عام ١۹٧١ ودليل عام ١۹۹٧ – المبادئ اللاهوتية والراعوية الأساسية وبعض التوجيهات العامة المتعلّقة بممارسة التعليم المسيحي في عصرنا. ومن الطبيعي - يتابع النص - أن يكون تطبيقها وإرشاداتها العملية مهمة الكنائس الخاصة، المدعوّة لكي تطوِّر هذه المبادئ المشتركة، بحيث يصبح من الممكن إدخالها وإدراجها في سياقها الكنسي. وبالتالي يشكل هذا الدليل أداة لوضع دليل وطني أو محلي ... قادر على ترجمة المبادئ التوجيهية العامة إلى لغة وأسلوب الجماعات الكنسية المعنيّة.  

 

26 أكتوبر 2020, 12:02