بحث

TOPSHOT-SYRIA-CONFLICT-ALEPPO TOPSHOT-SYRIA-CONFLICT-ALEPPO 

البروفيسور ماتيو بريسان يحدثنا عن مؤتمر الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن سورية

ما تزال الجماعة الدولية ملتزمة في البحث عن حل سياسي للحرب الدائرة رحاها في سورية منذ أكثر من تسع سنوات لكن تفاقم الأزمة الاقتصادية في العالم زاد من صعوبة مساعدة ملايين النازحين واللاجئين جراء الصراع المسلح، ويتزامن ذلك مع عقد قمة عبر الإنترنت للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل التباحث في الأوضاع الراهنة في البلد العربي.

هذه القمة المشتركة الرابعة والتي بدأت أعمالها صباح اليوم تهدف بحسب القيمين عليها إلى دعم مستقبل سورية والمنطقة وقد تطرق إليها البابا فرنسيس يوم الأحد الفائت في أعقاب تلاوته صلاة التبشير الملائكي إذ قال: يوم الثلاثاء المقبل في الثلاثين من حزيران يونيو سيُعقد المؤتمر الرابع للاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتّحدة من أجل "دعم مستقبل سورية والمنطقة". لنصلِّ من أجل هذا اللقاء المهم لكي يتمكن من تحسين الوضع المأساوي للشعب السوري والشعوب القريبة ولاسيما لبنان في إطار الأزمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الخطيرة التي جعلها الوباء أصعب. فكّروا أنّ هناك العديد من الأطفال الذين يعانون الجوع وليس لديهم ما يأكلوه. من فضلكم ليكن المسؤولون قادرين على صنع السلام.

لمناسبة انطلاق الأعمال جاء في مذكرة صدرت عن المسؤول عن السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي يوزيب بوريل، ونُشرت على الموقع الإلكتروني التابع للمجلس الأوروبي، أن الشغل الشاغل في الفترة الراهنة يتمثل في التعامل مع الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري، بالإضافة إلى السعي إلى تطبيق وقف دائم لإطلاق النار على كامل التراب الوطني، والتوصل إلى حل سياسي شامل. وأكد المسؤول الأوروبي أن المؤتمر المشترك بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يشكل أداة ناجعة تتيح للاتحاد إمكانية الحفاظ على الحوار مع جميع الأطراف المعنية ودعم الجهود السياسية والإنسانية التي تبذلها منظمة الأمم المتحدة في هذا الإطار.

بالتزامن مع انطلاق أعمال المؤتمر أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع البروفيسور الجامعي ماتيو بريسان، الخبير في العلاقات الدولية، الذي اعتبر أن هذا اللقاء يتماشى أيضا مع المخاوف التي عبّر عنها البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة حيال الوضع في سورية. ولفت إلى أن الظروف الإنسانية الصعبة في البلد العربي – وليدة الصراع المسلح – تفاقمت جداً بسبب الأزمة الاقتصادية، وما زاد الطين بلة جائحة كوفيد 19 وما خلفته من نتائج وخيمة على الصعيد العالمي.  وأضاف أن سورية لم تعد تعاني اليوم من الصراع المسلح وحسب إذ إن البلاد تمر بأزمةاقتصادية خانقة ولّدت انعداما للاستقرار أكثر من الحرب نفسها.

وفي معرض حديثه عن المؤتمر الدولي الرابع للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي قال البروفيسور بريسان إن المؤتمرين سيتباحثون في فرص التدخل وفقا للإمكانات المتاحة، متوقعا أن يقتصر الدعم على المساعدات الإنسانية، وذكّر بوجود عقوبات اقتصادية مفروضة على سورية وهي تحول دون تقديم أي دعم مادي من أجل البدء في عملية إعادة الإعمار، مع أن المسألة تبقى اليوم فرضية ومعقدة للغاية.

بعدها لفت البروفيسور الجامعي الإيطالي في حديثه لموقعنا الإلكتروني إلى أن المؤتمرات الثلاثة السابقة شهدت مشاركة قسم لا بأس به من الجماعة الدولية، وتم جمع حوالي سبعة مليارات ومائتي مليون يورو خلال العام 2019، بالإضافة إلى ملياري يورو تقريبا منذ مطلع العام 2020. هذا ويذكّر الاتحاد الأوروبي أنه منذ بداية الصراع في سورية في ربيع العام 2011 تم وهب أكثر من عشرين مليار يورو من أجل مساعدة سورية ودعم الدول المجاورة التي تستضيف القسم الأكبر من النازحين السوريين، والذين بلغ عددهم أحد عشر مليون شخص.

وشدد في هذا السياق البروفيسور بريسان على أن المساعدات التي تقدمها المؤسسات الأوروبية والأمم المتحدة وباقي الوكالات الدولية لا تحمل تأثيرا على المهجرين في الداخل السوري وحسب إنما تهدف أيضا إلى مساعدة الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين. ولفت إلى أهمية التنبه لهذا الأمر، موضحا أن أكثر من نصف سكان البلد العربي باتوا من المهجرين، فيما يوجد ملايين آخرون يتوزعون حالياً على كل من تركيا، لبنان والأردن.

وختم الأستاذ الجامعي الإيطالي حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مسلطا الضوء على ضرورة أن تساعد الجماعة الدولية هذه البلدان، التي تعاني أصلا من أزمات مالية واقتصادية، وقد أضيف إليها عبء النازحين السوريين. وأكد أن الوضع اليوم يتطلب مساعدة البلدان المضيفة على أمل أن يتم التوصل إلى تسوية سياسية في أسرع وقت ممكن.

30 يونيو 2020, 10:48