بحث

Z4Z Z4Z 

رئيس الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية يتحدث عن دور القطاع الثالث في مواجهة جائحة كورونا

يرى رئيس الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية، الخبير الاقتصادي ستيفانو زامانيي أن الدولة الإيطالية وفي مساعيها الهادفة إلى التصدي لجائحة كورونا لم تطلب بعد، بالقدر الكافي، مساعدة القطاع الثالث، أو القطاع الطوعي وغير الربحي، الذي لا مثيل له على الصعيد العالمي ويحظى بتقدير كبير لدى جميع المواطنين الإيطاليين.

ففي مقابلة أجراها معه موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني عبر البروفيسور زامانيي عن قناعته بأن المنظمات غير الربحية يمكنها أن تقدم إسهاماً كبيراً بغية رفع مستوى الرعاية الاجتماعية والروحية تجاه الأشخاص الذين يعانون من تفشي فيروس كوفيد 19. ورأى أن التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبيه كونتيه تسير في هذا الاتجاه مع أنها ما تزال تنتظر التطبيق، خصوصا وأن المسؤول الإيطالي أعلن في آخر مؤتمر صحفي له عن إصدار مرسوم يقضي بصرف أربعة مليارات وثلاثمائة مليون يورو لـ"صندوق التعاضد" في البلديات.

ولفت رئيس الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية إلى أن البعدين الصحي والاقتصادي – المالي لهذه الأزمة طغيا على كافة اهتمامات المؤسسات والقادة السياسيين والمواطنين، مشيرا إلى ارتكاب خطأ كبير يتمثل في عدم الإفادة بالكامل من الخبرات والمعلومات التي اكتسبها القطاع الثالث في المناطق. ولفت إلى أن الهيئات التطوعية والمنظمات غير الربحية يمكنها - على سبيل المثال – أن تطلق برنامجاً لقياس حرارة الجسم لدى الأشخاص المشتبه بإصابتهم، فضلا عن سحب عينات الفحوص المخبرية أو نقل المرضى، لاسيما وأن هذه الأزمة أنهكت العاملين الصحيين، ومن هذا المنطلق لا بد من الاعتماد على جهوزية المتطوعين الذين يمكنهم أيضا أن ينظموا حملات للتوعية الصحية، كي يتحمل كل مواطن مسؤولياته. وقال إن أزمة من هذا الحجم، كالتي نعيشها، تتطلب مشاركة الجميع وإسهامَ كل مكون في المجتمع بحسب اختصاصه وقدراته، كي تُلبى الاحتياجات الرئيسة للناس.

وأكد البروفيسور زامانيي أن العالم كله يحسد إيطاليا على القطاع الثالث، لاسيما منظمات العمل الطوعي، مشيرا في هذا السياق إلى وجود أكثر من ستة ملايين متطوع يتوزعون على كامل التراب الإيطالي وينتمون إلى جمعيات أهلية ومؤسسات تعمل أيضا في القطاع الصحي - الاجتماعي. وأضاف أن السلطات المعنية لم تعمل على إشراك هؤلاء المتطوعين أكان على صعيد التخطيط للعمليات أم على صعيد تنفيذها. ومن بينها هيئات يوفّر متطوعوها الخدمة المنزلية للأشخاص المصابين بالسرطان، وأخرى تهتم بالمرضى غير القابلين للشفاء. وثمة العديد من الأطباء والممرضين الذين يتعاونون مع هذه الهيئات. وتساءل لماذا لم يُطلب من هؤلاء المتطوعين أن يقدموا إسهامهم في المجتمع، خصوصا وأنهم يفعلون ذلك بدون أي مقابل، لافتا إلى أن هذا الأمر يخفف كثيرا من الأعباء التي يتحملها اليوم الأطباء والممرضون في المستشفيات الإيطالية المكتظة.

وأوضح رئيس الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية أن الكائن البشري ليس جسداً وحسب إنما هو روح أيضا، لذا لا يمكن الفصل بين الاعتناء بالجسد والاعتناء بالروح، مشيرا في هذا السياق إلى المشاكل النفسية التي يعاني منها المصاب بالفيروس شأن الوحدة والعزلة وشعوره بأنه متروك. وتترتب على هذا الأمر نتائج وخيمة. وأضاف أنه إذا تمكن الأطباء والممرضون في المستشفيات من صنع المعجزات وشفاء الجسد، فلا يستطيعون أن يعتنوا بالبعدين العلائقي والروحي للمريض.

بعدها لفت البروفيسور زامانيي إلى أن الفرصة ما تزال متاحة أمامنا لإشراك القطاع الثالث في جهود مكافحة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن مجلس الشيوخ الإيطالي ينظر في اقتراح يقضي بتعديل المادة الثانية والأربعين من المرسوم الصادر عن رئيس مجلس الوزراء والتي تتعلق بدور القطاع الثالث. وعبّر عن أمله بأن يوافق المجلس التشريعي على هذا المقترح، وأن تشكل الحكومة في القريب العاجل "فريق بحث" يضم شخصيات من مختلف الأحزاب، يتم اختيارها استنادا إلى الكفاءة والنزاهة الفكرية، من أجل وضع خطة للنهوض بالبلاد، لأننا لا نستطيع أن ننتظر نهاية الجائحة.

في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني شدد رئيس الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية على ضرورة أن تقدم الشركات الإيطالية إسهامها، مشيرا إلى وجود العديد من المؤسسات والشركات التي تتمتع برساميل طائلة، وأشاد بمبادرات حسن النوايا لدى عدة شركات قدّمت التبرعات بشكل طوعي. واعتبر أنه باستطاعة الشركات أن تساهم أيضا في تقديم الاستشارات وتنظيم الخطط والبرامج بشكل يصب في صالح الجميع.

 

30 مارس 2020, 10:27