بحث

نازحون من إدلب نازحون من إدلب 

الأستاذ ألفونسو جوردانو يعبر عن قلق الجماعة الدولية حيال التصعيد في سورية

غداة النداء الذي أطلقه البابا من أجل وقف إراقة الدماء في سورية في أعقاب مقابلة الأربعاء العامة مع المؤمنين أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع ألفونسو جوردانو الخبير في الشؤون الجيوسياسية والأستاذ في جامعة "لويس" بروما.

في وقت تسعى فيه موسكو إلى لعب دور الوسيط بين دمشق وأنقرة لم يستبعد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان شنّ هجمات في أي منطقة من سورية في حال تعرضت الوحدات التركية للضرر، كما قال. هذا وتتنامى المخاوف حيال مصير المدنيين في محافظة إدلب. وقد ذكرت مصادر الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره التركي تطرقا خلالها إلى الأوضاع الراهنة في إدلب، وسطر الجانبان ضرورة العمل على تطبيقٍ كامل للاتفاقات الموقعة بين روسيا وتركيا، بما في ذلك مذكرة سوتشي التي يعود تاريخها إلى أيلول سبتمبر من العام 2018.

استهل جوردانو حديثه لموقعنا متوقفاً عند التهديدات التي أطلقها إردوغان وقال إنها كانت مقصودة ولم تندرج في إطار مبادئ القانون الدولي. واعتبر أن الرئيس التركي يسعى إلى تثبيت وجود بلاده كقوةٍ إقليمية ومن الواضح أنه يحاول الإفادة من وضع سورية الضعيف والهش بسبب الحرب الدائرة منذ سنوات. واعتبر أن ما نحتاج إليه هو المزيد من التنسيق الدولي واحترام القوانين. وأضاف أن أنقرة تسعى حالياً إلى خلق منطقة عازلة. كما لا بد من الإشارة إلى مشكلة النازحين إذ يُحكى حالياً عن حوالي سبعمائة ألف شخص يمكن أن يتوجهوا نحو الحدود التركية، مع العلم أن هذا البلد يستضيف حالياً أكثر من ثلاثة ملايين مواطن سوري. ورأى أن الرئيس التركي يريد من أوروبا ألا تتدخل في عملياته العسكرية في تركيا مقابل عدم فتحه أبوب النزوح أمام هؤلاء السوريين باتجاه القارة الأوروبية.

وفي سياق حديثه عن مذكرة سوتشي قال الخبير في الشؤون الجيوسياسية إن هذه الوثيقة تلحظ سلسلة من الاتفاقات بين الدول المعنية في الصراع، تشمل إمكانية جلوسها إلى طاولة المفاوضات في حال وقوع مواجهات، هذا فضلا عن إمكانية تقديم المساعدات الإنسانية للسكان المحتاجين. وأضاف أن هذه المذكرة لم تعد تُحترم، وقد تم خرقها، لذا فمن البديهي أن تسعى تركيا إلى تثبيت حضورها على الساحة الإقليمية في وقت يبدو فيه أن روسيا أصبحت اللاعب الجيو استراتيجي الوحيد في المنطقة الشرق أوسطية المطلة على البحر المتوسط. وكل هذا الأمر منوط نوعاً ما بغياب الولايات المتحدة الأمريكية عن الساحة.

في ختام حديثه لموقعنا أكد الأستاذ الجامعي أن كل هذه القوى الإقليمية والدولية وجدت اتفاقاً عندما تعلق الأمر بمحاربة إرهاب داعش، وها هي اليوم تحاول تقاسم النفوذ في المنطقة لاعتبارات مختلفة. وبعد نهاية الحرب في سورية ستختلف الحسابات عما كانت عليه في السابق إذ يتعين على كل هذه الأطراف أن تشارك في عملية مقاسمة ما تم إنجازه. يشار إلى أن البابا فرنسيس دعا المؤمنين يوم أمس الأربعاء إلى الصلاة على نية سورية لافتا إلى وجود العديد من العائلات والعجزة والأطفال المرغمين على الهروب بسبب الحرب، وقال: سورية تنزف منذ سنوات. فلنصلِّ من أجلها.

13 فبراير 2020, 13:04