بحث

الكاردينال بارولين يناشد حماس الإفراج عن الرهائن ويحث إسرائيل على حماية المدنيين الأبرياء في غزة الكاردينال بارولين يناشد حماس الإفراج عن الرهائن ويحث إسرائيل على حماية المدنيين الأبرياء في غزة 

الكاردينال بارولين يناشد حماس الإفراج عن الرهائن ويحث إسرائيل على حماية المدنيين الأبرياء في غزة

إزاء الأوضاع المأساوية التي يشهدها قطاع غزة بعد الهجمات الدامية التي شنها مقاتلو حماس داخل الأراضي الإسرائيلية ما استدعى رداً من إسرائيل تُرجم في قصف عنيف للقطاع أوقع مئات القتلى والجرحى، أجرى موقع فاتيكان نيوز وصحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقابلة مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بارولين الذي شدد على أهمية العمل على إطلاق سراح جميع الرهائن، لافتا إلى أن الكرسي الرسولي مستعد للقيام بأي وساطة ضرورية.

وصف الكاردينال بارولين الهجوم الذي شنته حماس في عمق الأراضي الإسرائيلية يوم السبت الفائت باللاإنساني، ودعا حركة المقاومة الإسلامية إلى الإفراج عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم، مطالباً في الوقت نفسه إسرائيل بأن يكون الدفاع المشروع عن النفس متناسباً مع الهجوم الذي تعرضت له، معربا عن قلقه حيال سقوط ضحايا مدينيين نتيجة القصف على قطاع غزة، وعاد ليؤكد أنه على الرغم من كل ما جرى لا بد من التوصل إلى حل الدولتين الذي يسمح للفلسطينيين والإسرائيليين بالعيش جنباً إلى جنب بأمن وسلام.

بعدها أكد نيافته أن الكرسي الرسولي يدين بحزم هجوم حماس واصفا إياه بالعمل الإرهابي، موضحا أنه قلق جداً على مصير الرهائن في غزة من رجال ونساء وأطفال ومسنين، وهو يعرب عن قربه من عائلاتهم، ويصلي من أجلهم ومن أجل الجرحى. وشدد في هذا السياق على ضرورة تحكيم لغة العقل والتخلي عن منطق الحقد الأعمى ونبذ العنف كحل للمشاكل. وأشار إلى أنه يحق لمن يُهاجم أن يدافع عن نفسه، بيد أن الدفاع المشروع عن النفس عليه أن يحترم معايير النسبية. وأضاف أنه لا يعلم ما إذا كان يوجد اليوم هامش للحوار بين إسرائيل وحماس، لكن في حال وجود هذا الهامش لا بد من الجلوس إلى طاولة الحوار فورا، بغية الحيلولة دون إراقة المزيد من الدماء، كما يحصل في غزة، حيث سقط عدد كبير من الضحايا الأبرياء نتيجة هجمات الجيش الإسرائيلي.

هذا ثم لفت أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى أن السلام لا يمكن إلا أن يرتكز إلى العدالة، معتبرا أن العدالة الوحيدة الممكنة في الأرض المقدسة تكمن في حل الدولتين الذي يستجيب لتطلعات الشعبين. وأكد أن الكرسي الرسولي واثق بأن هذا الحل قابل للتطبيق، وعاد ليشدد على ضرورة الإفراج عن الرهائن، حتى أولئك الذين احتجزتهم حماس أثناء الصراعات السابقة، وقال إنه يود أن يجدد النداءات التي أطلقها البابا فرنسيس خلال الأيام الماضية، مؤكدا أن الدفاع المشروع عن النفس يجب ألا يعرض للخطر حياة المدنيين المقيمين في القطاع، كما لا بد من احترام القانون الدولي الإنساني بالكامل.

تابع الكاردينال بارولين حديثه مشيرا إلى أن تحرير الرهائن الإسرائيليين وحماية المدنيين الأبرياء في غزة هما في صلب المشكلة التي ظهرت بعد هجوم حماس ورد الجيش الإسرائيلي. وقال إن هذه المسألة تثير قلق البابا والجماعة الدولية بأسرها، موضحا أن الكرسي الرسولي مستعد للعب دور الوسيط كما يفعل دائما وأضاف أن كل وساطة ترمي إلى وقف الصراع عليها أن تأخذ في عين الاعتبار سلسلة من العناصر التي تجعل المسألة أكثر تعقيداً، شأن قضية المستوطنات الإسرائيلية، والأمن وعقدة مدينة القدس. وقال إن الحل يمكن أن يتحقق من خلال الحوار المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الذي يحظى بدعم وتشجيع من الجماعة الدولية، مع أن كل شيء يبدو اليوم صعبا.

هذا ثم سُئل نيافته عن كيفية مساعدة الجماعة المسيحية وأجاب أن هذا الدعم يتم بالدرجة الأولى من خلال الصلاة والقرب الروحي والمادي، مؤكدا أن البابا فرنسيس والكرسي الرسولي قريبان من تلك الجماعات التي هي جزء لا يتجزأ من الأرض حيث ولد يسوع وعاش ومات وقام من الموت. وذكّر بأن الجماعة المسيحية الصغيرة في غزة تعاني كثيراً، وعندما يتألم عضو في الكنيسة تتألم الكنيسة كلها. في الختام حثّ أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الجميع على الصلاة من أجل الإسرائيليين والفلسطينيين، وعلى نية المسيحيين واليهود والمسلمين، مذكراً بكلمات صاحب المزامير "اطلبوا السلام لأورشليم".

13 أكتوبر 2023, 13:39