بحث

زيارة الكاردينال بارولين إلى جنوب السودان. مقابلة مع أسقف أبرشية مالاكال زيارة الكاردينال بارولين إلى جنوب السودان. مقابلة مع أسقف أبرشية مالاكال 

زيارة الكاردينال بارولين إلى جنوب السودان. مقابلة مع أسقف أبرشية مالاكال

على هامش الزيارة التي يقوم بها أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين إلى جمهورية جنوب السودان، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المطران Stephen Nyodho Ador Maiwok أسقف أبرشية مالاكال الذي استقبل الضيف الفاتيكاني لدى وصوله إلى الأبرشية حيث التقى النازحين الفارين من الحرب الدائرة في السودان المجاور. قال سيادته إن السكان لا يملكون شيئاً، وهم يناشدون الجماعة الدولية والأشخاص ذوي الإرادة الحسنة.

قال المطران مايووك في حديثه لموقعنا إن حضور الكاردينال بارولين في مالاكال بالغ الأهمية، لأن هذه الزيارة تمنح الأمل، وتحمل معها محبة الكنيسة، كما أنها تعرب عن قرب وتضامن الكنيسة الكاثوليكية مع جميع الأشخاص المتألمين. واعتبر سيادته أن الزيارة ستساعد الناس أيضاً في فهم أهمية العمل معاً، وتكاتف الجهود بين مختلف الجماعات، لأن هذا الأمر يمكنها من السير إلى الأمام ومن بناء البلاد والدولة والأبرشية. وأضاف أنه يعلق آمالاً كبيرة على زيارة الكاردينال بارولين إلى جنوب السودان، مع العلم أن نيافته التقى يوم أمس الأربعاء بعض المواطنين السوادنيين الفارين من الحرب الدائرة في بلادهم منذ أربعة أشهر، وقد رافق مجموعة من هؤلاء، وصلت على متن زورق، نحو وجهتها الأخيرة، وهي مركز للضيافة في مالاكال. كما ترأس بارولين بالأمس القداس الإلهي في كاتدرائية الأبرشية.

مدينة مالاكال الواقعة في شمال شرق جمهورية جنوب السودان استضافت مؤخراً أكثر من اثنين وأربعين ألف نازح، بينهم أكثر من خمسة وثلاثين ألفاً تم نقلهم إلى مناطق وجدوا فيها السكن لدى أقرباء، خصوصا وأن النسبة الأكبر من هؤلاء هم مواطنون من جنوب السودان انتقلوا خلال السنوات الماضية للعيش في الخرطوم. وتشير الإحصاءات إلى وجود مليون ونصف مليون مواطن من جنوب السودان في السودان، معظم هؤلاء عادوا إلى بلادهم مع اندلاع الحرب بين القوات النظامية والميليشيات المعروفة باسم "وحدات التدخل السريع" في الخامس عشر من أبريل نيسان الماضي. ويُقدر مجموع عدد الوافدين إلى جنوب السودان بمائتي ألف شخص تقريبا. أبرشية مالاكال تساعد العديد من هؤلاء على بلوغ وجهتهم على متن مراكب كانت تُستخدم سابقاً لنقل القمح، وهي اليوم يمكن أن تُقل ما بين أربعمائة وثمانمائة شخص في رحلات تستغرق يومين أو ثلاثة. ومن بين هذه المراكب ذلك الذي صعد على متنه الكاردينال بارولين.

تابع المطران مايووك حديثه لموقعنا الإلكتروني لافتا إلى أن أبرشية مالاكال هي من بين الأبرشيات الأكثر تضرراً بسبب الكوارث الطبيعية، كما أن عانت من الدمار بسبب الحرب. وهذه الأبرشية نفسها، مضى يقول، تستقبل اليوم آلاف الأشخاص الفارين من الحرب الدائرة في السودان. وأضاف أن مالاكال كانت في طليعة الأبرشيات التي حاولت أن تستجيب لاحتياجات النازحين، إذ وفرت ممراً سمح لهؤلاء بعبور الحدود السودانية وصولا إلى أراضي الأبرشية.  

وقال سيادته: إن الأشخاص هنا يحتاجون إلى السلام والمصالحة، إنهم بحاجة إلى الوحدة، كما قال البابا فرنسيس عندما زار جنوب السودان في شباط فبراير الماضي. وأضاف أن زيارة الكاردينال بارولين تكتسب بالنسبة للسكان أهمية كبيرة، وتساعدهم على أن يدركوا أهمية أن يكونوا موحدين كي يسيروا قدما، مع أن المسألة ليست سهلة، لأن الأمر يتعلق بفئات كانت تتقاتل فيما بينها، لذا فإن بلوغ الوحدة يحتاج إلى وقت طويل. وأشار في هذا السياق إلى أن زيارة البابا فرنسيس الأخيرة أعطت الناس دفعاً قوياً، وحملت لهم الأمل في تحقيق المصالحة، التي هي مسألة في غاية الأهمية.

بعدها ذكّر سيادته بالحرب وما خلفته من دمار وأعمال السلب والنهب. وقال: لم يعد يوجد شيء هنا! متسائلا كيف تستطيع المنطقة أن تمد يد المساعدة إلى الأشخاص القادمين بحثاً عن ملجأ آمن. ولفت على سبيل المثال إلى أن كلفة المحروقات لرحلة واحدة لنقل النازحين من الحدود السودانية إلى مالاكال تتراوح بين سبعة وثمانية آلاف دولار أمريكي، وتُضاف إلى ذلك المبالغ اللازمة لتوفير الطعام والمأوى والرعاية الصحية إزاء تفشي الأمراض والأوبئة. وأكد أن الأبرشية لا تستطيع أن تقف موقف المتفرج، إذ عليها أن تفعل شيئاً بكل ما لديها من إمكانات. ومن هذا المنطلق شاء سيادته أن يختم حديثه لموقعنا الإلكتروني مطلقاً نداء إلى الجماعة الدولية والأشخاص ذوي الإرادة الصالحة كي يمدوا يد المساعدة، مذكراً بأن جنوب السودان عانى الكثير وما يزال يعاني لغاية اليوم، والناس بحاجة ماسة إلى المساعدات.

17 أغسطس 2023, 10:52