الكاردينال المستقبلي أغيّار في أوكرانيا إلى جانب الشباب الذين لن يشاركوا في اليوم العالمي للشباب
لقد جئت إلى هنا لكي أصلي معكم ومن أجلكم ومن أجل جميع الذين يدافعون ببطولة عن بلادهم. إن شباب لشبونة ينتظرون لكي يستقبلوا بأذرع مفتوحة الشباب القادمين من أوكرانيا. والذين لا يستطيعون القدوم والذين هم في السماء سأحملهم في قلبي إلى لشبونة". بهذه الكلمات حمل المطران أميريكو أغيار، الأسقف المعاون في أبرشية لشبونة ورئيس اللجنة المنظمة لليوم العالمي للشباب، قرب البابا والكنيسة لشباب أوكرانيا الذين لن يتمكنوا من المشاركة في اليوم العالمي للشباب في لشبونة بسبب النزاع، يزور المطران أغيار أوكرانيا منذ بضعة أيام وقد التقى بالعديد من الشباب في مناطق مختلفة في إطار برنامج مغلق لم يتم الإعلان عنه مسبقًا لأسباب أمنية. ومن بين المناطق التي زارها مدينة بوخا التي تبعد بضع كيلومترات عن كييف والتي أصبحت مسرحًا لمذبحة للمدنيين. وقد أجاب أغيار على دعوة ممثلي مجلس أساقفة أوكرانيا الذين زاروا قبل أسبوعين مقر مؤسسة اليوم العالمي للشباب لشبونة ٢٠٢٣، بقيادة الأسقف. المؤسسة عينها التي جمعت مع اللجان الأبرشية، حوالي ٣٠ ألف يورو في الأشهر الأخيرة لدعم سكان أوكرانيا المتضررين من الحرب.
كان اللقاء الأول، بعد توقف في لفيف، مع شباب الروم الملكيين في المركز المريمي في زارفانيتسيا، غرب أوكرانيا، يوم السبت ١٥ تموز يوليو الجاري، خلال الحج الوطني السنوي. وإلى الشباب الحاضرين في المزار، برفقة الأب رومان ديموش معاون رئيس اللجنة المنظمة لليوم العالمي للشباب في أوكرانيا، حمل المطران أغيار تحية البابا فرنسيس، الذي وفي دعواته إلى لقاء لشبونة، "شدد على الدوام أنّه من المهم بشكل خاص الوصول إلى جميع الشباب، ولاسيما الذين لا يستطيعون القدوم إلى اليوم العالمي للشباب". وقال أغيار لهذا السبب "أنا اليوم بين الشباب" في أوكرانيا. بعدها ذكر المطران أغيار بالزيارة التي قام بها إلى لفيف حيث قال إنه صلى عند قبور الجنود الذين لقوا حتفهم في الحرب، وأضاف "هناك التقيت بأم فقدت ابنها الصغير في الحرب ... لقد كانت لحظة مؤثرة للغاية تكشف مأساة ما يمر به الشعب الأوكراني". مأساة، مع ذلك، لا يجب أن تطفئ الرجاء، ولا حتى الأحلام. إن البابا فرنسيس يريد حقًا أن يكون الشباب حالمين ومقاتلين وشعراء. لذا، يا أصدقائي الشباب في أوكرانيا، لا تخافوا من أن تحلموا. ولا تخافوا من أن تدمروا الجدران. إن اليوم العالمي للشباب هو لقاء يساعد على تخطي العقبات وتدميرها. ثم قال أغيار إنه من لشبونة حمل العذراء مريم سيدة فاطيما في قلبه وأضاف: "لنترك أفراحنا وأحزاننا في قلب الأم" وذكر في هذا السياق بموضوع اليوم العالمي للشباب ٢٠٢٣: "قامت مريم فمضت مسرعة". وخلص إلى القول: "لننهض وننطلق مسرعين لكي نلتقي ونعانق بعضنا بعضًا".
بعد زارفانيتسيا، ذهب المطران أغيار إلى وسط أوكرانيا، إلى بيرديشيف، يوم الأحد ١٦ تموز يوليو. وكان هناك أيضًا موعد في مزار مريمي، ولكن هذه المرة، مع الشباب اللاتين الذين يشاركون في حج مهم. وكان السفير البابوي في أوكرانيا، المطران فيسفالداس كولبوكاس، حاضرًا أيضًا في كلا الحدثين. وقال الأسقف البرتغالي لشباب بيرديشيف: "يجب أن نفعل كل شيء لكي يكون لدى كل واحد منكم، أنتم جميع شباب أوكرانيا، الشجاعة لكي تحلموا مجدّدًا". وأوصاهم بأن يوكلوا أنفسهم إلى العذراء مريم وقال: "نحن هنا في مزار الأم هذا، ونقول أيضًا بكل قلوبنا أن لدينا أمًا! وفي قلب الأم نحن نضع على الدوام أفراحنا وآلامنا وابتساماتنا ودموعنا ... ولذلك أريد أن تصغي الأم التي تصغي إلى الجميع وتستقبل الجميع وتحفظ في صمت قلبها صلوات الجميع، صرخة كل واحد منكم". تابع المطران أغيار يقول: "نريد أن نبني المستقبل بما في قلب كل واحد منكم"، وشدّد في هذا السياق على أن اليوم العالمي للشباب هو قبل كل شيء "لقاء مع المسيح الحي، وهذا المسيح الحي هو الذي نريد أن نشهد له بفرح مشاكلنا وصعوباتنا ودموعنا. حتى في خضم رعب الحرب ومعاناتها، نحن نريد أن نشهد للمسيح الحي".
