بحث

عميد دائرة الاتصالات الفاتيكانية يتحدث عن زيارة البابا إلى لامبدوزا لعشر سنوات خلت عميد دائرة الاتصالات الفاتيكانية يتحدث عن زيارة البابا إلى لامبدوزا لعشر سنوات خلت  (© Todos os Direitos Reservados)

عميد دائرة الاتصالات الفاتيكانية يتحدث عن زيارة البابا إلى لامبدوزا لعشر سنوات خلت

لمناسبة الذكرى السنوية العاشرة للزيارة التي قام بها البابا فرنسيس إلى جزيرة لامبدوزا الإيطالية نُظم مؤتمر شارك فيه عميد دائرة الاتصالات الفاتيكانية باولو روفيني الذي تحدث لموقعنا الإلكتروني عن هذه الزيارة الهامة خصوصا وأنها كانت الزيارة الأولى في حبريته وجرت بعد أقل من أربعة أشهر على انتخاب البابا برغوليو وشاء من خلالها أن يسلط الضوء على موضوع شكل محور تعليمه.

أكد المسؤول الفاتيكاني أن الذاكرة تساعدنا على فهم الحاضر، مشددا على ضرورة عدم تبسيط الأمور عندما نتحدث عن الهجرات، وعلى أهمية نبذ الشعارات السهلة، إذ لا بد من النظر إلى هذه المسألة بأعين القلب، وتلبية الاحتياجات الملحة. المؤتمر الذي استضافته الجزيرة يوم أمس السبت جرى تحت عنوان "من الحرب إلى الهجرات: الحديث عن الأزمة وأوروبا المستقبل".

لفت روفيني إلى أن البابا فرنسيس قام بتلك الزيارة التي لم تكن مبرمجةً وأراد أن يقول لنا إن حياتنا ينبغي أن ترتكز إلى قدرتنا على رؤية الأمور والإصغاء بواسطة القلب. وهذه مسؤولية ملقاة على عاتق جميع الأشخاص، لا الصحفيين والإعلاميين وحسب. وتوقف المسؤول الفاتيكاني عند مثل السامري الصالح في الإنجيل، الذي يحثنا على فعل شيء ما حيال الأشخاص الذين نلتقي بهم ومن هم بحاجة إلى مساعدتنا. وذكّر بأن الحبر الأعظم تحدث، خلال زيارته للامبدوزا، عن "شوكة في القلب". وأوضح روفيني بهذا الصدد أنه يُقال غالباً إن صوت البابا هو كصوت صارخ في البرية، لكن في واقع الحال إن الجميع يصغون إليه، مشيرا إلى أن هذا هو مصير جميع الأنبياء، الذين يتكلمون ويزرعون البذور، وتُثمر بذورهم مع مرور الزمن.

وذكّر عميد دائرة الاتصالات بالخطاب الذي وجهه البابا الراحل بولس السادس إلى الصحفيين الكاثوليك في العام ١٩٦٦ متحدثا عن الحرب وعن مقترح لتحقيق السلام في فيتنام. وأكد أنه من حقه أن يقدم شهادة واضحة، شهادة من يقول للعالم إن السلام ممكن، لكنه بحاجة إلى الصبر. وبعد عشر سنوات تقريباً انتهت الحرب في فيتنام. وأشار روفيني إلى أن جميع الأشخاص يستمعون إلى البابا ويعرفون مواقفه بشأن الحرب والاقتصاد والإيكولوجيا، بالإضافة إلى الهجرة، علما أن كل تلك الأزمات مترابطة مع بعضها البعض. وأكد أنه في زمن الإعلام والتواصل يغض الإنسان الطرف عن الكثير من الأمور التي يسمعها، ويتوهم بأن تخطي المشاكل ممكن إذا ما تم تجاهلها، بيد أن حلها يتطلب الإقرار بها ومواجهتها.

لم تخلُ كلمات روفيني من الإشارة إلى ضرورة أن نتذكر زيارة البابا فرنسيس إلى لامبدوزا، وقال إن الذاكرة مهمة جداً بالنسبة للمستقبل، وهي أساسية من أجل ممارسة جيدة للعمل الصحفي، كما أن كل شخص يقوم بالتواصل مدعو إلى تذكار مناسبات كهذه كي نتمكن من اكتناز الخبرات السابقة. وحذّر المسؤول الفاتيكاني في هذا السياق من مغبة اللجوء إلى الصور النمطية ومن تبسيط الأمور بشكل مفرط، إذ لا بد من التعامل مع الواقع المعقد وعدم التفكير بأن المشكل المعقدة يمكن أن تُواجه بحلول سهلة. وختم روفيني حديثه لموقعنا الإلكتروني مشدداً على أهمية التعامل مع ظاهرة الهجرة بطريقة تحترم الحقوق الأساسية للإنسان، وإرساء أسس اندماج تسمح بتعايش الثقافات المختلفة ضمن الحوار والتلاقي.

08 يوليو 2023, 14:56