الكرسي الرسولي وجمهورية كوريا، ذكرى العلاقات الدبلوماسيّة تحت شعار "كُن مُسبّحًا"
إنَّ العالم يحتاج للجمال. هذا اليقين يُحرّك مُنظِّمي المعرض المستوحى من الرسالة العامة "كُن مُسبّحًا" والذي يقام في ميونغدونغ في سيول، بمناسبة الذكرى السنوية الستين للعلاقات الدبلوماسية بين جمهورية كوريا والكرسي الرسولي، التي بدأت في ١١ كانون الأول ديسمبر ١٩٦٣.
"إن البابا سيفرح جدًّا لمعرفته أن الفنانين الكوريين حريصون جدًا على تعزيز الأعمال الفنية، لاسيما تلك المتعلِّقة بمواضيع دينية، كوسيلة فعَّالة لنشر الحب للجمال ولبشرى الإنجيل السارة" هذا ما قاله خلال مشاركته في افتتاح المعرض في ١٤ حزيران يونيو، المطران ألفريد شويريب، السفير البابوي في كوريا، الذي نقل أيضًا تحيات البابا فرنسيس وبركته لجميع المشاركين والزوار وقال: "هذا المعرض المهمّ سيعزز العلاقة المميزة بين كوريا والكرسي الرسولي".
هذا المعرض هو المعرض السنوي الخمسين الذي تنظمه جمعية الفنانين الكاثوليك في سيول (CAAS)، وهي منظمة علمانيّة تابعة للأبرشية. ومن بين الأعمال المعروضة نجد أعمالاً من السفارة البابوية في جمهوريّة كوريا، من بينها صليب البرونز الثمين للكنيسة ومرسومين أصليَّين للبابا بولس السادس تم توقيعهما في عامي ١٩٦٣ و١٩٦٦، بالإضافة إلى أعمال حديثة لأعضاء جمعية الفنانين.
وجه المونسنيور شويريب عبارات التشجيع للجميع وقال: "أشكركم على عملكم وعلى الفرح الذي تمنحوه للعالم من خلال أعمالكم. أحثكم على مواصلة خدمتكم بمحبة وكفاءة، لأن العالم يحتاج اليوم إلى الجمال أكثر من أي وقت مضى". من جهته شرح رئيس أساقفة سيول بيتر تشونغ سون تايك كيف أن المعرض هو تعبير عن تفسير الفنانين المعاصرين للتعاليم الواردة في الرسالة العامة "كُن مُسبّحًا" حول العناية بالبيت المشترك التي صدرت عام ٢٠١٥. وقال تتناول الأعمال في الواقع، مواضيع العلاقة بين جميع المخلوقات، والعناية بالبيت المشترك والحاجة إلى "إرتداد إيكولوجي" على مستوى عالمي كما يرغب البابا فرنسيس. وتمنى رئيس أساقفة سيول أن تلمس رسالة البابا فرنسيس قلوب جميع الزوار لكي تصبح هذه المبادرة فرصة للتأمل في تعاليمه.
أما رئيسة جمعية الفنانين الكاثوليك في سيول صوفي بارك هيه وون فأكدت أن الجمعيّة أرادت أن تكرِّس هذا المعرض "لذكرى التضحية النبيلة للأسقف والمرسل الأمريكي باتريك بيرن، الذي وصل إلى كوريا كأول مندوب بابوي في عام ١٩٤٧ واستشهد في كوريا الشمالية خلال مسيرة الموت عام ١٩٥٠". وبالتالي يتوجّه فكرنا إلى جميع الشهداء الذين تشكل تضحياتهم أساس تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الكورية. وتمنّت صوفي بارك أن يشكل هذا المعرض حول الرسالة العامة كُن مُسبّحًا نقطة للنقاش والتبادل بين الكرسي الرسولي وجمهورية كوريا.
هذا وتجدر الإشارة إلى أنه للاحتفال بالذكرى السنويّة الستين للعلاقات الدبلوماسية بين الكرسي الرسولي وجمهورية كوريا، من المقرر تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والفنية المجانية: ففي مساء يوم ١٩ حزيران يونيو، سيتردد صدى نشيد المجد لله لأنطونيو فيفالدي وروحانية الأناشيد الغريغورية داخل كاتدرائية ميونغدونغ، حيث ستقام حفلة موسيقية خاصة تنظمها أبرشية سيول. كذلك ومن ٥ تشرين الاول أكتوبر وحتى ٢٥ كانون الأول ديسمبر، سيستضيف المتحف التاريخي لمزار سيوسومون معرض "نحو الخير العام لعالم معًا"، الذي تنظمه لجنة تعزيز عبادة شهداء أبرشية سيول.