بحث

غالاغر: القيم الإيجابية للديانات تشكل إسهاما ملموسا لصالح السلام غالاغر: القيم الإيجابية للديانات تشكل إسهاما ملموسا لصالح السلام  (AFP or licensors)

غالاغر: القيم الإيجابية للديانات تشكل إسهاما ملموسا لصالح السلام

شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية، رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر، في طاولة مستديرة عُقدت خلال الأيام القليلة الماضية في مقر مجلس النواب الإيطالي حول موضوع "الديانات، الصراع وبناء السلام وسط الأزمات الدولية"، وألقى مداخلة سلط فيها الضوء على التزام الكنيسة في البحث عن الحوار والأخوة بين مختلف البلدان.

احترام الحياة والالتزام لصالح اللاعنف؛ التكلم والتصرف بصدق بعيداً عن الخداع والمناورات؛ التعامل بنزاهة وعدل؛ محبة القريب. هذه هي بعض المبادئ التي سلط عليها الضوء رئيس الأساقفة غالاغر في مداخلته، مؤكدا أنها تشكل قيماً إيجابية تجمع بين ديانات العام كافة، ويمكن بالتالي أن تجعل منها عنصراً مقررا في عملية بناء السلام. ولفت سيادته إلى أن خمسة وثمانين بالمائة من سكان العالم يقولون عن أنفسهم إنهم مؤمنون، وهم يجدون في الصلاة الطريقة المميزة والفضلى للتعبير عن رغبتهم في السلام. وأضاف أن الديانة هي في طبيعتها علاقة وطيدة بين الله والإنسان، وهذه العلاقة تجدُ تعبيرها في الصلاة التي هي حوار.

بعدها أكد رئيس الأساقفة غالاغر أن الهدف الأخير من الحوار يتمثل في تفادي أو إنهاء الحرب والتوصل إلى السلام. ولفت إلى أن الاختيار بين السلام والحرب هو في الواقع اختيار بين الفوضى والتناغم. وهذا الأمر دفع بالبابوات المعاصرين إلى الدعوة للسلام والتنديد بالحرب، وصولا إلى البابا فرنسيس الذي قال إن الحرب هي ضرب من الجنون، خلال زيارته "ريديبوليا" في العام ٢٠١٤، لمناسبة الذكرى المئوية لاندلاع الحرب العالمية الأولى.

تابع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول مداخلته مذكراً بأن الأحبار الأعظمين توقفوا عند مفهوم ما يُمسى بالحرب العادلة أو المحقة، والذي يُستخدم لتبرير اللجوء إلى القوة. وتحدث غالاغر عن وجود تضارب بين هذه العقيدة ونظرة الإنجيل اللاعنفية، لكن في الواقع إنهما مفهومان مختلفان، ويتكاملان مع بعضهما. فالواحد يتعلق بتصرف الشخص المسيحي، والآخر يتعلق بالدول وبالتعبير عن المبدأين الطبيعيين للعدالة والإنصاف.

وذكّر سيادته في هذا السياق بأن الكنيسة الكاثوليكية، كانت وما تزال، تؤيد مبدأ اللاعنف، مشيرا إلى تصديق البابا بيوس التاسع، في العام ١٨٦٨ على معاهدة جنيف الأولى بشأن التعامل مع ضحايا الصراعات المسلحة. وقال إنه منذ ذلك التاريخ لم يوفر الكرسي الرسولي جهداً من أجل تعزيز السلام، الذي لا يفرض بالقوة على أنه غياب الحرب، بل هو فعل عدالة يتحقق في واقع اليوم. وختم رئيس الأساقفة غالاغر مداخلته مؤكدا أن ركيزة السلام، كما يؤكد البابا فرنسيس، هي الأخوة، نظرا للترابط القائم بين كل كائن بشري وكل بلد.

16 يونيو 2023, 13:11