البيان الختامي للقاء الدولي حول الأخوّة الإنسانية "Not Alone"
صدر في ١٠ حزيران يونيو بيان ختامي عن اللقاء الدولي حول الأخوّة الذي عُقد في الفاتيكان بعنوان "Not Alone". وذكَّر البيان في البداية بكلمات البابا فرنسيس التي أكد فيها أننا جميعا أخوة ونرغب في العيش معا في سلام رغم اختلافاتنا الثقافية أو الدينية. وتابع الموقعون على البيان أننا نشهد في كل أركان العالم على أن التناغم يزدهر حين يتم احترام الكرامة وحين تُجفَّف الدموع ويحصل العمل على ما يستحق من أجر ويتم ضمان التعليم والصحة وتثمين التنوع. وتحدث البيان من جهة أخرى عن اختيارنا جميعا عيش علاقاتنا على أساس الأخوّة التي يغذيها الحوار والمغفرة التي لا تعني النسيان بل عدم جعل قوى التدمير تسيطر علينا ما يؤدي إلى معاناتنا جميعا حسب ما ذكر البابا فرنسيس في الرسالة العامة Fratelli tutti.
شدد الموقعون بالتالي على الرغبة في التأكيد مع البابا فرنسيس على أن "المصالحة الحقيقية لا تهرب من الصراع بل تتحقّق فيه، إذ تتخطّاه عن طريق الحوار والتفاوض الشفّاف والصادق والصبور". ونريد أن نصرخ إلى العالم باسم الأخوة، واصل البيان: لا حرب بعد اليوم. فالسلام والعدالة والمساواة هي ما يقود مصير البشرية بأسرها، كما وطالب الموقعون يإنهاء النزاعات المسلحة. وتابعوا: نقول كفى للأسلحة النووية والألغام المضادة للبشر. تحدث البيان أيضا عن الدعوة إلى إنهاء الهجرة القسرية والتطهير العرقي، الدكتاتورية، الفساد زالعبودية، وعن المطالبة بإيقاف الاستخدام المتلاعب للتقنيات والذكاء الاصطناعي وبإخصاب التطور التكنولوجي بالأخوّة.
يؤكد البيان من جهة أخرى تشجيع الدول على تعزيز الجهود المشتركة من أجل خلق مجتمعات سلام، وذلك من خلال تأسيس وزارة للسلام على سبيل المثال. أكد الموقعون من جانبهم الالتزام من أجل تطهير الأرض التي لوثتها دماء العنف والكراهية واللامساواة الاجتماعية وفساد القلوب، وللرد على الكراهية بالمحبة. أكد البيان أيضا على كون الشفقة والتقاسم والمجانية والاعتدال والمسؤولية بالنسبة للموقعين اختيارات تغذي الأخوّة الشخصية أي على صعيد القلوب.
وتحدث الموقعون في بيانهم على أن إنماء بذرة الأخوّة الروحية يبدأ منا، حيث يكفي زرع بذرة صغيرة كل يوم في أماكن علاقاتنا من بيوت ومدارس وأحياء وأماكن عمل وأيضا المؤسسات التي عليها اتخاذ قرارات.
ثم تحدث البيان عن إيمان الموقعين بأخوّة اجتماعية تعترف بكرامة متساوية للجميع وتغذي الصداقة والانتماء وتعزز التربية وتَساوي الفرص وظروف العمل الكريم والعدالة الاجتماعية، الاستقبال والتضامن والتعاون والاقتصاد التضامني وتحول تكنولوجي سليم وزراعة مستدامة تضمن الغذاء للجميع، وذلك لتعزيز علاقات متناغمة تتجذر في الاحترام المتبادل والاهتمام بخير الجميع.
شدد الموقعون أيضا على الرغبة في بناء أخوّة بيئية وبلوغ سلام مع الطبيعة مع الوعي بكون كل شيء في ترابط، أي مصير البشرية والعناية بالخليقة، تناغم الطبيعة وأساليب عيش مستدامة.
وواصل الموقعون أنهم من اجتماعهم هذا في اللقاء العالمي حول الأخوّة الإنسانية يوجهون نداء أخوّة إلى جميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة، فأبناؤنا ومستقبلنا سيتوفر لهم الرخاء فقط في عالم يسوده السلام والعدالة والمساواة لصالح العائلة البشرية الواحدة. وأضاف البيان أن الأخوّة وحدها تخلق الإنسانية، وواصل أنه يتوقف علينا اختيار الأخوّة وبناء الوحدة معا، ودعا بالتالي إلى المشاركة مع الموقعين في هذا النداء.
