بحث

الكاردينال بارولين: سلام المسيح يُخرج الإنسان من عزلته ويدفعه نحو الآخرين كما فعل الأب ماتيو ريتشي الكاردينال بارولين: سلام المسيح يُخرج الإنسان من عزلته ويدفعه نحو الآخرين كما فعل الأب ماتيو ريتشي 

الكاردينال بارولين: سلام المسيح يُخرج الإنسان من عزلته ويدفعه نحو الآخرين كما فعل الأب ماتيو ريتشي

خلال زيارة قادته إلى مدينة ماشيراتا الإيطالية قام أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين بتدشين ومباركة تمثالين جديدين وُضعا على واجهة كاتدرائية القديس يوحنا، ويعودان للكاهن اليسوعي ماتيو ريتشي وصديقه وتلميذه الصيني بول كزو غوانكي.

قبل تدشين التمثالين ترأس نيافته القداس الإلهي في كاتدرائية ماشيراتا وسلط في عظته الضوء على الكاهن ريتشي، الذي اعتُبر مبشر الصين، والطبيب كزو غوانكي الذي كان من أبرز المرتدين الصينيين وصديقا عزيزا لريتشي. وقال بارولين إن الرجلين كانا شرارة نور، ومركزا للمحبة وخميرة للآخرين لأنهما عاشا بشراكة مع الله، مشددا على ضرورة أن نفعل نحن أيضا الشيء نفسه.

هذا ثم ذكّر المسؤول الفاتيكاني المؤمنين بأن السلام الحقيقي هو السلام الذي يأتي من عند الله، كما يتعين على المؤمن أن يكون كياناً واحداً مع الله وأن يعرف كيف يغفر للجميع، بما في ذلك الأعداء. وقال نيافته إن هذا المبدأ شدد عليه البابا القديس يوحنا الثالث والعشرون في رسالته العامة الشهيرة "السلام في الأرض" التي صدرت لستين سنة خلت في وقت كان فيه السلام مهدداً في العالم كله، وكان زمناً صعباً يُشبه الوضع الذي نعيشه اليوم منذ أكثر من سنة.

وأكد بعدها الكاردينال بارولين أن ريتشي وتلميذه الصيني، ومع أنهما كانا ينتميان إلى ثقافتين متباعدتين ومختلفتين تماماً إلا أنهما التقيا في إطار الصداقة ونتجت عن لقائهما صداقة اجتماعية، ولم يدعيا أنهما متساويان، لكن اقتربا من بعضهما على الرغم من ذلك وفي إطار الاحترام المتبادل. وبهذه الطريقة قاما بمواجهة تحدٍّ ما يزال آنياً اليوم، ألا وهو تحدي الاحترام الكبير للعظمة الثقافية للصين، ومقاسمة هبة الإنجيل – التي لا تُقدر بثمن – مع الشعب الصيني، الذي يتضمن حكمة الرب ويقدمها لجميع الأشخاص الباحثين عن الخلاص.

في ختام عظته لفت أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى أن السلام الذي يهبنا إياه الله ليس سلاماً يستطيع العالم أن يمنحنا إياه، لأن سلام العالم هو غالباً نتيجة للقوة، وهذا السلام ينتهي عاجلا أم آجلاً، كما يذكرنا البابا فرنسيس، ويتم البحث عن سلام آخر، يرتكز غالباً إلى معاناة الأشخاص واستغلالهم. أما سلام المسيح فهو يُخرج الإنسان من عزلته، ويدفعه نحو الآخرين، تماماً كما فعل الكاهن اليسوعي ماتيو ريتشي عندما أدى رسالته في الصين.

12 مايو 2023, 09:43