بحث

عظة الكاردينال شيرني خلال قداس افتتاح أعمال الجمعية العامة لكاريتاس الدولية عظة الكاردينال شيرني خلال قداس افتتاح أعمال الجمعية العامة لكاريتاس الدولية  

عظة الكاردينال شيرني خلال قداس افتتاح أعمال الجمعية العامة لكاريتاس الدولية

ترأس عميد الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال مايكل شيرني القداس الإلهي مساء أمس الخميس في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان مفتتحاً أعمال الجمعية العامة لهيئة كاريتاس الدولية، ذكّر فيه بأن الهيئة أبصرت النور لسبعين سنة خلت لتعبر عن المحبة النابعة من قلب الكنيسة.

استهل نيافته عظته لافتا إلى أهمية التأمل في الرسالة التي تقوم بها هيئة كاريتاس، كما لا بد أن تُعاش هذه الرسالة من جديد. وذكّر شيرني بأن بعد أهوال الحرب العالمية الثانية شاء البابا الطوباوي بيوس الثاني عشر أن يُظهر رأفة الكنيسة للعالم بأسره، وفي العام ١٩٥١ شجع على إنشاء اتحاد يدعم وينسق ويعزز التعاون بين المنظمات الخيرية الكاثوليكية. وفي العام ٢٠٠٤ سلط البابا القديس يوحنا بولس الثاني الضوء على الرباط القائم بين كاريتاس الدولية ورعاة الكنيسة من خلال الحديث عن ينبوع المحبة بالنسبة للكنيسة، الذي هو يسوع المسيح. وأوضح شيرني أن هذه المحبة توجد في سر الإفخارستيا.

بعدها لفت المسؤول الفاتيكاني إلى أنه باستطاعتنا أن نتجاوب مع محبة الله تجاهنا عندما نكون علامة لهذه المحبة حيال الآخرين، وعندما نهب ذاتنا لهم، بواسطة الخدمة المتواضعة. من هذا المنطلق شجع نيافته المشاركين في القداس على أن يتذكروا دوماً أن الرسالة التي يقومون بها نالوها من الكنيسة، كما قال البابا فرنسيس. وقال إن ما يميز هيئة كاريتاس عن باقي الجمعيات الكنسية هو أنها تدعم الأساقفة في ممارستهم لمهامهم الرعوية الخيرية في الأبرشيات. وسأل الحاضرين أن يتابعوا نشاطهم تحركهم المحبة حيال الفقراء، وفي إطار الوحدة مع الكنيسة.

هذا ثم أشار الكاردينال شيرني إلى أن المحبة هي طريقة للتعرف على الله ولفهم الإيمان المسيحي، والقديس بولس الرسول يؤكد أن أسخى خدمة يمكن أن يقوم بها الإنسان لا تعني شيئا بغياب هذه الفضيلة التي هي المحبة. وأضاف نيافته أنه عندما نعانق محبة الله ونحب كما يحب هو ونثبت في حبه، نفهم معنى حياتنا، وندرك مدى أهميتها عندما نعرف كم هي ثمينة حياة الآخرين. وأضاف نيافته أن المحبة تفتح أعيننا وتجعلنا ندرك أن القريب الذي يحتاج إلينا هو أخونا، هو شخص لديه اسم وقصة، إنه شخص فريد من نوعه.

تابع الكاردينال شيرني عظته مذكراً بأن المحبة تصبر على كل شيء، كما يقول القديس بولس الرسول، كما أن الاعتماد على محبة الله يمنحنا القدرة والقوة على العمل بصبر. فالثبات في الله لا يترك فسحة للإحباط. والمحبة تساعد خدام الإنجيل والكنيسة على التخلي عن الغرور والشعور بالتفوق على الآخرين. كما أن المحبة تبحث عن خير الآخر، وهي تسامح وتغفر للآخرين ولا تحتفظ بقائمة بزلاتهم وأخطائهم.

بعدها ذكر المسؤول الفاتيكاني بأن هيئة كاريتاس أبصرت النور لسبعين سنة خلت لتعبر عن المحبة النابعة من قلب الكنيسة، ومن الكنيسة إذا تنبع الخدمة التي تقدمها كاريتاس للأشخاص المحتاجين. وهذه الخدمة تتمثل في إعلان الإنجيل بواسطة الأعمال الحسنة. كما لا بد من الالتزام لصالح الكنائس المحلية ومساعدة العلمانيين أيضا على نقل رسالة الكنيسة بمحبة إلى البيئات السياسية والاجتماعية والثقافية. هذا ومن الأهمية بمكان أن تحافظ كاريتاس على رباط الوحدة، خصوصا وأن الهيئة تضم أشخاصاً ينتمون إلى جنسيات وبيئات مختلفة، ولا بد أن تقود هذه الاختلافات إلى النمو لا إلى الانقسامات. في ختام عظته شجع الكاردينال شيرني المشاركين في الجمعية العامة لهيئة كاريتاس على الاستمرار في ممارسة أعمال المحبة حيال جميع الأخوة، أينما وُجدوا وعلى الدوام.

12 مايو 2023, 09:40