بحث

مقابلة مع عميد دائرة الأساقفة الجديد المطران روبرت فرنسيس بريفوست مقابلة مع عميد دائرة الأساقفة الجديد المطران روبرت فرنسيس بريفوست  (Vatican Media)

مقابلة مع عميد دائرة الأساقفة الجديد المطران روبرت فرنسيس بريفوست

أجرى مدير التحرير في دائرة الاتصالات الفاتيكانية أندريا تورنيلي مقابلة مع عميد دائرة الأساقفة الجديد المطران روبرت فرنسيس بريفوست الذي عينه الحبر الأعظم في هذا المنصب خلفاً للكاردينال مارك أوليه، وقال سيادته – الذي كان أسقفاً مرسلاً في أمريكا اللاتينية – إن الأساقفة اهتموا غالباً في تعليم العقيدة لكنهم يواجهون خطر نسيان أن واجبهم الأول يتمثل في إعلان جمال وفرح التعرف على يسوع. فيما يتعلق بالتعديات الجنسية على القاصرين شدد على أهمية أن يكون الأساقفة شفافين وأن يرافقوا الضحايا.

قال المطران بريفوست إنه ما يزال يشعر أنه مرسلٌ، تماما كما هي دعوة كل مؤمن مسيحي الذي ينبغي أن يعلن الإنجيل حيثما وُجد. وأضاف أنه تتسنى له اليوم فرصة خدمة البابا والكنيسة والكوريا الرومانية، وبروح الخدمة هذا أنهى الرسالة التي قام بها في بيرو على مدى ثماني سنوات ونصف السنة، ليبدأ رسالة جديدة في روما.

رداً على سؤال بشأن الصفات التي ينبغي أن يتميز بها الأسقف في كنيسة اليوم، لفت سيادته إلى ضرورة ألا تقتصر نظرته على ما هو محلي فقط إذ لا بد أن تتسع لتشمل الكنيسة كلها والواقع الذي نعيش فيه. وينبغي أن يتمتع أيضا بالقدرة على الإصغاء إلى الآخرين، وأن يكون له النضوج السيكولوجي والروحي اللازم. كما يتعين على الأسقف أن يقف إلى جانب الأشخاص بدءا من الكهنة، كأب وأخ لهم. وذكّر هنا سيادته بأن البابا فرنسيس تحدث عن هذا الموضوع لافتا إلى ضرورة أن يكون الأسقف قريباً من الله والأخوة الأساقفة والكهنة وشعب الله كله. وأضاف أن كل سلطة يتمتع بها الأسقف ينبغي أن توجه نحو الخدمة، ونحو مرافقة الكهنة كي يكونوا فعلاً رعاة ومعلمين. ولا بد أن يتذكروا أن واجبهم الأول يتمثل في مساعدة الناس على التعرف على يسوع المسيح والشهادة لقربهم من الرب ولفرح وجمال التعرف عليه.

في سياق حديثه عن أهمية التفاف الأساقفة حول البابا، في وقت يتنامى فيه الاستقطاب داخل الكنيسة، شاء عميد دائرة الأساقفة أن يتوقف عند العبارات الثلاث التي توجه عمل السينودس ألا وهي: المشاركة، الشركة والرسالة. ولفت إلى أن كل أسقف مدعو إلى عيش روح الشركة وتعزيز وحدة الكنيسة والوحدة مع البابا، مذكرا بأن الرب يسوع صلى إلى الله كي يكون تلاميذه واحدا. وقال سيادته إن المجتمع والثقافة المعاصرين يُبعدان الأشخاص عن هذه النظرة، وهذا الأمر يسبب ضررا كبيراً، معتبرا أن غياب الوحدة هو جرح مؤلم تعاني منه الكنيسة. وبالتالي يتعين على الأساقفة أن يعملوا على تعجيل السير نحو الوحدة، ونحو الشركة داخل الكنيسة.

مضى المطران بريفوست إلى القول إن البابا عين مؤخراً ثلاث نساء كأعضاء في دائرة الأساقفة وأضاف أنه في مناسبات عدة اتضح للجميع أن وجهة نظرهن تشكل مصدر غنى، وهن عبارة عن راهبتين وعلمانية واحدة، وتتفق آراؤهن غالباً مع ما يقوله باقي أعضاء الدائرة، وأحياناً تُدخل هذه الآراء نظرة جديدة وتساهم في عمل الأساقفة.

لم تخل كلمات سيادته من الحديث عن الإجراءات الجديدة المتعلقة بمكافحة التعديات الجنسية على القاصرين داخل الكنيسة، والتي أسندت إلى الأساقفة مسؤوليات أكبر، وقال إن الأساقفة سائرون في هذا الاتجاه مشيرا إلى الجهود المثمرة التي سُجلت في بعض الأبرشيات خلال السنوات الماضية، وحيث طُبقت تلك الإجراءات، لكن ما تزال هناك الكثير من الأمور التي ينبغي أن يتعلمها الأساقفة، لاسيما فيما يتعلق بضرورة مرافقة ضحايا هذه الآفة، إذ لا بد أن يكون الأسقف قريباً من الكهنة ومن الضحايا في الآن معا. وقال إن الكنيسة لا يمكن أن تقفل الأبواب في وجه الأشخاص الذين عانوا من الانتهاكات. فمسؤوليات الأساقفة كبيرة وعليهم أن يتعاونوا مع باقي الدوائر الفاتيكانية. وأكد في هذا السياق أن الصمت ليس الحل، ولا بد أن يكون الأساقفة شفافين وصادقين، وأن يرافقوا الضحايا ويساعدوهم، وإلا لن تندمل جراحهم أبدا.

في ختام المقابلة مع مدير التحرير في دائرة الاتصالات الفاتيكانية تطرق عميد دائرة الأساقفة إلى السينودس حول السينودسية الذي شاءه البابا فرنسيس، وقال إنه يشكل فرصة كبيرة من أجل تجدد الكنيسة. فهناك بعض الأساقفة الذين يعبرون بصراحة عن مخاوفهم حيال الوجهة التي تسير نحوها الكنيسة، فيشعرون بأمان عيش اختبارات الماضي، بيد أن الروح القدس هو حاضر بقوة في الكنيسة ويدفعها نحو التجدد وبالتالي إن الأساقفة مدعوون إلى تحمل مسؤولياتهم الكبيرة والإصغاء إلى ما يطلبه الروح القدس من الكنيسة.

05 مايو 2023, 12:08