بحث

لقاء البابا فرنسيس مع الأمير تشارلز في الفاتيكان في ١٣ أكتوبر ٢٠١٩ لقاء البابا فرنسيس مع الأمير تشارلز في الفاتيكان في ١٣ أكتوبر ٢٠١٩  (Vatican Media)

مقابلة مع سفير المملكة المتحدة لدى الكرسي الرسولي

لمناسبة احتفال تتويج الملك تشارلز الثالث، الذي تم يوم السبت الفائت، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع سفير المملكة المتحدة لدى الكرسي الرسولي كريستوفر تروت عبر خلالها عن ثقته بأن العلاقات المثمرة بين المملكة المتحدة والفاتيكان ستستمر مع الملك الجديد.

عبر الدبلوماسي البريطاني عن التزامه في بذل كل الجهود الممكنة والهادفة إلى تحسين العلاقات الثنائية الممتازة القائمة أصلا بين الملك تشارلز الثالث والفاتيكان، ولفت إلى حضور أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين مراسم التتويج ممثلاً البابا فرنسيس، وهذا الأمر يحصل للمرة الأولى منذ العام ١٥٥٣، مع العلم أنه عندما تم تتويج الملكة الراحلة إليزابيت الثانية في الثاني من حزيران يونيو ١٩٥٣، قبل المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، تعيّن على ممثل البابا بيوس الثاني عشر في بريطانيا أن يتابع الاحتفال من منصة وُضعت خصيصاً لهذه الغاية خارج كاتدرائية وستمنستر. هذا ثم اعتبر السيد تروت أن وجود ممثل بابوي داخل دير وستمنستر، الذي هو المكان التقليدي لتتويج الملوك، لم يأت نتيجة للسياسات التي انتهجتها الحكومات البريطانية، بل جاء ثمرة المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني.

بعدها ذكّر سفير المملكة المتحدة لدى الكرسي الرسولي أن من بين الألقاب التي يحملها الملك لقب "مدافع عن الإيمان"، وقال إن الملك يُعتبر رمزياً رأس الكنيسة الأنغليكانية، ولا بد أن يقوم بتعيين الأساقفة، لكن نتيجة للعلاقة القائمة بين الكنيسة والدولة يتم تعيين رؤساء الأساقفة، لاسيما رئيس أساقفة كانتربوري بناء على توصية يقدمها رئيسُ الوزراء للملك.

رداً على سؤال حول أهمية الدور الذي لعبه الإيمان في حياة ملوك بريطانيا، توقف السفير تروت عند الإيمان الذي ميّز حياة الملكة الراحلة إليزابيت الثانية، وذكّر بأن الملك تشارلز وفي أول مرة توجه فيها إلى الشعب بعد وفاة والدته في أيلول سبتمبر الماضي، تطرق إلى أهمية الإيمان في حياتها، والذي كان ركيزة لكل أفعالها، وتعهد بأن يفعل الشيء نفسه.  وأضاف الدبلوماسي البريطاني يقول إنه على الرغم من اهتمام الملك بالحوار مع باقي الديانات، بيد أن إيمانه يرتكز إلى التربية المسيحية وإلى دوره اليوم كرأس لكنيسة إنجلترا وكنيسة اسكتلندا.

هذا ثم عاد تروت ليعبر مرة جديدة عن ثقته بأن العلاقات الدبلوماسية الحارة والمثمرة بين الكرسي الرسولي والمملكة المتحدة ستستمر في النمو، وستزدهر كما ازدهرت في عهد الملكة إليزابيت الثانية. وذكّر بأن الملك تشارلز الثالث سبق أن التقى بثلاثة بابوات وهم البابا يوحنا بولس الثاني، البابا بندكتس السادس عشر، عندما زار المملكة المتحدة، والبابا فرنسيس. وأضاف أنه يتوقع أن تستمر هذه العلاقة بين الملك والحبر الأعظم والتي تتميز بالاحترام، لافتا في هذا السياق إلى المبادرة الهامة التي قام بها البابا فرنسيس قبل احتفال التتويج إذ وهب الملك الجديد قطعة من عود الصليب. وهذا الأمر – ختم قائلا – يعكس وجود احترام متبادل، ومما لا شك فيه أن الالتزام سيتسمر في هذا الاتجاه، أيضا على صعيد العلاقات المسكونية.

08 مايو 2023, 10:46