بحث

رئيس الأساقفة غالاغر: الاتفاق بشأن القمح الأوكراني مثال للحوار رئيس الأساقفة غالاغر: الاتفاق بشأن القمح الأوكراني مثال للحوار  (AFP or licensors)

رئيس الأساقفة غالاغر: الاتفاق بشأن القمح الأوكراني مثال للحوار

شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر في لقاء بعنوان Panem et Pax "خبز وسلام" نظمته سفارتا أوكرانيا وتركيا لدى الكرسي الرسولي لتسليط الضوء على التفاهم الذي تم التوصل إليه والذي يضمن تصدير القمح من البحر الأسود، وهو الاتفاق الوحيد من نوعه منذ بداية الغزو الروسي ويضمن وصول القمح إلى ملايين الأشخاص في البلدان الفقيرة.

يحمل الاتفاق اسم "مبادرة القمح في البحر الأسود"، وتم التوصل إليه بفضل وساطة من تركيا ومنظمة الأمم المتحدة في الثاني والعشرين من تموز يوليو الماضي، بموافقة من كييف وموسكو، وأفسح المجال أمام تصدير القمح الأوكراني انطلاقاً من البحر الأسود. في مداخلة ألقاها خلال مشاركته في اللقاء ذكّر رئيس الأساقفة غالاغر بأنه لا يوجد سلام بدون خبز، لأن النقص في اللوازم الضرورية للبقاء على قيد الحياة يولد توترات اجتماعية، ولفت إلى أن الحرب الدائرة في أوكرانيا لم تسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى والنازحين والمهجرين وحسب بل سببت أيضا أزمة غذائية عالمية، مرتبطة بوقف تصدير القمح انطلاقا من المرافئ المطلة على البحر الأسود. وهذه الأزمة عانى من نتائجها سبعة وأربعون مليون شخص في البلدان الأكثر فقرا في العالم.

بعدها ذكّر المسؤول الفاتيكاني بأن أوكرانيا هي في الواقع من أبرز البلدان المنتجة للقمح في العالم، إذ يصل حجم الإنتاج إلى حوالي أربعة وعشرين مليون طن سنوياً، وهي تحتل المرتبة السابعة على الصعيد العالمي. وثلثا القمح المُنتج كان يُصدر إلى الخارج، ويضاف إلى ذلك سبعة وعشرون مليون طن من المنتجات الزراعية والأسمدة، الموجهة بنوع خاص إلى البلدان الفقيرة في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. وأكد سيادته أن هذا الاتفاق الذي وُقع في اسطنبول سمح باستئناف نشاط المرافئ، على الرغم من صعوبة التطبيق وخطر عدم تجديد الاتفاق.

من هذا المنطلق أشاد غالاغر بالاتفاق ودعا إلى الحفاظ عليه وحمايته من أي استغلال محتمل. وأشار إلى ناحية من الاتفاق تهم بنوع خاص الكرسي الرسولي، أي أن الأطراف شاءت هذه المبادرة كمشروع إنساني إذ إن المعنيين لم يقلقوا فقط على القمح المنتج المهدد بأن يُتلف إن لم يُصدر، إذ اهتموا بالحفاظ على استقرار الأسواق وضمان الطعام للفقراء في العالم. لذا شدد سيادته على ضرورة الحفاظ على الاتفاق كي تستمر أوكرانيا في تصدير القمح. ولفت في هذا السياق إلى ما قاله البابا فرنسيس قبل أيام قليلة على التوقيع على الاتفاق مؤكدا أنه لا يمكن استخدام القمح كسلاح، وهذا الأمر ينطبق على الاتفاق أيضا إذ ينبغي ألا يُستخدم لغايات غير مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بتلك الإنسانية.

هذا ثم لفت أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول إلى أن هذا هو الاتفاق الأول من نوعه والوحيد منذ بداية الحرب، ما يُظهر أن الجهود الدبلوماسية تستحق العناء ويمكن أن تأتي بالنتائج المرجوة. ورأى أن هذا الاتفاق قادر على الإسهام في إعادة بناء الثقة بين الطرفين، ويمكن أن يفسح المجال أمام حوار مثمر بشأن قضايا أخرى، شأن ضمان الأمن النووي، وتفادي المزيد من التصعيد العسكري. وبالتالي يمكن أن يتحول الطعام إلى أداة للسلام كما قال البابا فرنسيس في بركته إلى مدينة روما والعالم يوم عيد الميلاد.

05 مايو 2023, 12:30