بحث

غابرييلا غامبينو: العائلات مدعوة لكي تكون مرسلة في العالم

بعد أيام قليلة من اختتام اللقاء العالمي العاشر للعائلات، جمعت دائرة العلمانيين والعائلة والحياة في مقطع فيديو الإرث والالتزام اللذين أوكلهما البابا إلى عائلات العالم، من خلال الوصيّة التي سلّمها إياها في الخامس والعشرين من حزيران يونيو في القداس الإلهي؛ الهدف هو تعزيز وتنفيذ كلمات البابا فرنسيس، الذي طلب من الجميع أن يعلنوا بشرى الإنجيل المحرِّرة. عن هذا اللقاء وهذه المبادرة تتحدث لموقع فاتيكان نيوز نائبة أمين سر دائرة العلمانيين والعائلة والحياة التابعة للكرسي الرسولي السيدة غابرييلا غامبينو

خبرة استثنائية جعلت صيغتها المتعددة المراكز والواسعة النطاق من الممكن إشراك جميع الأراضي والأبرشيات والرعايا والجماعات التي عاشت كل يوم في شركة مع البابا ومع روما. بهذه الكلمات قدّمت نائبة أمين سر دائرة العلمانيين والعائلة والحياة التابعة للكرسي الرسولي السيدة غابرييلا غامبينو لموقع فاتيكان نيوز ملخصًا تقييمًا أوليًا للخبرة المكثفة التي مثّلها اللقاء العالمي العاشر للعائلات الذي عقد من الثاني والعشرين وحتى السادس والعشرين من حزيران يونيو الماضي، في الفاتيكان. في المقابلة، تؤكِّد نائبة أمين سر دائرة العلمانيين والعائلة والحياة التابعة للكرسي الرسولي كيف أن كل هذا قد سلط الضوء بشكل أكبر على رسالة الكنيسة المتّحدة، التي تكون فيها العائلات رائدات: إليها - كما يشير الفيديو الذي نشرته دائرة العلمانيين والعائلة والحياة – تتوجّه دعوة البابا لكي تكون مرسلة في العالم.

في جوابها على سؤال حول تقييمها للقاء العالمي العاشر للعائلات قالت نائبة أمين سر دائرة العلمانيين والعائلة والحياة التابعة للكرسي الرسولي لقد كان اللقاء حقًا خبرة فريدة من نوعها وغير مسبوقة، لأنه عُقد للمرة الأولى ليس في روما فحسب، بل في العديد من الأبرشيات حول العالم في جميع القارات الخمس. لذلك، أود أن أقول إنه كان حقًا خبرة رائعة للشركة الكنسية، والتي أتاحت لأول مرة ولمدة أسبوع تقريبًا إشراك الذين عرفوا بانعقاد هذا اللقاء وأرادوا أن يشاركوا، على الرغم من عدم تمكّنهم من السفر. وهذا الأمر لم يحدث أبدًا في اللقاءات السابقة. لذلك، نجحت الصيغة المتعددة المراكز والواسعة النطاق في إشراك الأبرشيات والرعايا والجماعات التي عاشت في شراكة مع روما - وهذا، في رأيي هو أجمل وأهم شيء - فرح أن نكون عائلة، أي جمال سر الزواج الذي تنفَّسناه جميعًا، وقوة النعمة التي تنبعث في جميع مواقف الحياة: في الألم، في الحياة التي تولد، في المغفرة، في قبول الصليب، في الأخوَّة، في المشاركة، جميع هذه المواضيع شكّلت خطًّا أساسيًّا للمؤتمر الرعوي وكذلك لعيد العائلات. لذلك، يمكنني أن أقول كنيسة متّحدة، مكوّنة من عائلات ورعاة معًا، رأينا فيها المسؤولية المشتركة والشركة في العمل. وأعتقد أن هذا جانب مهم للغاية يجب تسليط الضوء عليه.

تابعت السيّدة غابرييلا غامبينو مجيبة على سؤال حول إن كان هذا اللقاء الذي ختم سنة "عائلة فرح الحب"، سنة مستوحاة من نص الإرشاد الرسولي للبابا فرنسيس المنسوج بخبرات حياة العائلة من جميع جوانبها، قد ختم مسيرة أيضًا وقالت لقد كانت بلا شك مسيرة فتحت عمليات أخرى وهذا أيضًا يمكنني أن أقول بدأ يعطي نتائج مفاجئة في جميع أنحاء العالم. لدينا ردود فعل رائعة سواء من الأبرشيات وسواء من العديد من المجالس الأسقفية، التي أطلقت هذه العملية من التجديد القوي والمكثف لراعوية العائلات والتي تشمل، في معظم الحالات، العائلات والأزواج - على سبيل المثال - أيضًا في المكاتب، وبالتالي فالعديد من الأبرشيات قد بدأت تعيد تنظيم نفسها، حتى على المستوى العملي. لذلك، هناك حقًا بداية مسيرة علينا أن نمضي بها معًا قدمًا في أعقاب كل ما قاله لنا الأب الأقدس خلال اللقاء العالمي ولاسيما في الإرسال الرسولي الذي قدمه للعائلات.

أضافت نائبة أمين سر دائرة العلمانيين والعائلة والحياة التابعة للكرسي الرسولي مجيبة على سؤال حول الإرسال الرسولي للعائلات الذي دعا البابا فيه إلى عيش الحرية الحقيقية في العائلة، والتي يتم التعبير عنها بروح الخدمة، وطلب من الوالدين أن يثقوا بالأبناء ويُظهروا لهم الأمانة لدعوتهم كأزواج، وقالت لقد ترافق هذا الإرسال بلفتة مهمة ورمزية وجميلة جدًّا، وهي تسليم الصلبان لعائلات مندوبي المجالس الأسقفية والحركات الذين كانوا حاضرين في القداس. ترمز الصلبان إلى الإرسال، المهمة التي أُعطيت لجميع عائلات العالم. وهذا الإرسال هو حقًا دعوة من الأب الأقدس لكي لا نسير أبدًا بمفردنا. في الواقع إن الإشارة إلى السير معًا قوية جدًا: لكي نبقى دائمًا في الكنيسة من أجل بناء الكنيسة. العائلات هي الكنيسة. وقد دعاها الأب الأقدس، على سبيل المثال، لكي تعلن جمال الزواج والعائلة للأطفال، والشباب لكي يتمكنوا من تعلم الرغبة في الزواج والحياة العائليّة. وبالتالي من الأهميّة بمكان أن نعرف أنه علينا أن نبذل قصارى جهدنا لكي نبشّر ونعلن للعالم جمال العائلة، ولكن مع العلم، أنَّه في النهاية علينا أن نسلِّم كلَّ شيء إلى الله كما فعل الأزواج القديسون الذين تحدثنا عنهم طوال اللقاء العالمي. لذلك، فهو إرسال يشكل في الواقع التخطيط الرعوي، والالتزام، والمهمة التي أوكلت إلينا من هنا إلى موعد اللقاء العالمي المقبل. وبهذه الطريقة، ستكون الكنيسة بأكملها قادرة على العمل انطلاقًا من كلمات الأب الأقدس التي تتلاءم مع أي واقع في العالم، وإنما بشكل مختلف بالطبع ولكنها قادرة على أن تجعلنا نشعر بأننا كنيسة تمشي مُتّحدة، وكاثوليكية حقًا، بتوجيه راعٍ واحد هو خليفة بطرس. أعتقد أن هذه كانت أعظم هدية بالنسبة لنا. ففي النهاية، لقد كان هذا اللقاء دليلاً على مدى حاجتنا إلى مشاركة غنى وجمال العائلات، وقد أثبت اللقاء ذلك.

وخلصت نائبة أمين سر دائرة العلمانيين والعائلة والحياة التابعة للكرسي الرسولي السيدة غابرييلا غامبينو حديثها لموقع فاتيكان نيوز بالقول سيكون لدينا بالتأكيد موعدًا مهمًا خلال يوبيل العائلات في عام ٢٠٢٥: لن يكون هذا الموعد نسخة أخرى من اللقاء العالمي ولكنه سيكون فرصة في السنة المقدسة لكي نلتقي مع بعضنا البعض ونضع أنفسنا في الإصغاء لبعضنا البعض وإنما وبشكل خاص لكي نصلّي معًا ومن أجل بعضنا البعض.

01 يوليو 2022, 10:13