بحث

الأب ديستيفيل: الوباء كفرصة للحوار المسكوني الأب ديستيفيل: الوباء كفرصة للحوار المسكوني 

الأب ديستيفيل: الوباء كفرصة للحوار المسكوني

الأب هياسينث ديستيفيل، مسؤول في المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين، يعلن عن وثيقة فاتيكانيّة حول تقدم العلاقات المسكونية في زمن وباء فيروس الكورونا ويعلق على موضوع أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين لهذا العام.

"نحن حجاج في مسيرة نحو الوحدة الكاملة ونقترب أكثر من الهدف كلما حافظنا على أنظارنا ثابتة على يسوع" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في تحيّته بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي في السادس عشر من كانون الثاني (يناير)، مُعلِّقًا على موضوع الأسبوع الخامس والخمسين للصلاة من أجل وحدة المسيحيين، الذي يُحتفل به من ١٨ وحتى ٢٥ كانون الثاني (يناير)، والمخصص هذا العام لخبرة المجوس تحت عنوان "رأينا نجمه في المشرق، فجئنا لنسجد له". وحول الأفكار المسكونية المرتبطة بهذه الشخصيات البيبليّة تحدث لموقع فاتيكان نيوز الأب الدومينيكاني هياسينث ديستيفيل، مدير معهد الدراسات المسكونية في جامعة القديس توما الأكويني الحبريّة والمسؤول المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين.

في جواب على سؤال حول ميزات أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين هذا العام قال الأب ديستيفيل منذ عام ١٩٦٨، تم إعداد أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين بالتعاون مع المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين والمجلس المسكوني للكنائس، ولكن دائمًا على أساس تأمل طورته مجموعة من المسيحيين على المستوى المحلي. وهذا العام جاء دور مسيحيي الشرق الأوسط الذين اقترحوا هذا التأمل حول المجوس، الذين يأتون أيضًا من الشرق. إنه موضوع مهم جدًّا من وجهة النظر المسكونية. أولاً، لأن المجوس يسيرون معًا تقودهم النجمة وهذا - كما ذكر البابا فرنسيس في صلاة التبشير الملائكي في السادس عشر من كانون الثاني (يناير) - هو صورة لمسيرة جميع المسيحيين الذين يسيرون معًا في رحلة حج نحو الوحدة. نحن نعلم أن صورة المسيرة هي عزيزة جدًا على البابا فرنسيس وبشكل عام للحركة المسكونية بأسرها لأننا نحن المسيحيين نسير معًا، مثل تلميذي عماوس، نحو الوحدة.

جانب آخر مهم لعيد ظهور الرب، من وجهة نظر مسكونية، هو العبادة المشتركة للمسيح، صلاة المجوس المشتركة أمام يسوع. كما يذكرنا القرار المجمعي Unitatis Redintegratio لعام ١٩٦٤، كلما اقترب المسيحيون من المسيح، كلما رغبوا في أن يتّحدوا معه، وكلما اقتربوا من بعضهم البعض. جانب ثالث مهمٌّ أيضًا لموضوع عيد ظهور الرب هو مسألة تبادل الهدايا. في الواقع، عندما اقترب المجوس من المسيح، فتحوا صناديقهم وقدّموا له هداياهم. لطالما فسَّر مفسرو الكتاب المقدّس هذا التبادل بين المجوس والمسيح على أنه أساس تبادل الهدايا بين المسيحيين أنفسهم وتبادل الهدايا هو موضوع مهم جدًّا في تعليم البابا يوحنا بولس الثاني والبابا بندكتس السادس عشر والآن البابا فرنسيس. في الواقع، لا يقتصر الحوار اللاهوتي على تبادل الأفكار بين المسيحيين فحسب، بل هو أيضًا تبادل مواهب، وتقاسم أخوي للخبرات والتضامن.

تابع الأب ديستيفيل مجيبًا على سؤال حول إن كان يمكن لهذه الفترة التاريخية الصعبة بالنسبة للبشريّة سياقًا مناسبًا لتطوير الحوار المسكوني من الواضح أن الوباء قد أثر على جميع جوانب الحياة والحياة الكنسية وبالتالي على العمل المسكونيِّ أيضًا، ولكنه مثَّل أيضًا، فرصة لقاءات ومبادرات مسكونية جديدة. لعام خلا، ولتقييم عواقب الوباء في المجال المسكوني، من الناحيتين السلبية والإيجابية، طلب مجلسنا البابوي من جميع مجالس الأساقفة في العالم التعاون في التحقيق من خلال الإجابة على بعض الأسئلة وتقديم المزيد من المعلومات. لقد كانت تجربة مثيرة للاهتمام إذ قد تلقينا ٨٨ ردًا من جميع القارات وقمنا بتلخيص هذه النصوص في وثيقة بعنوان "العمل المسكوني في زمن الوباء: من الأزمة إلى الفرصة". وهذه كلها إجابات توضح كيف كان الوباء أيضًا فرصة لتطوير أشكال جديدة من العلاقات المسكونية والصلاة واللقاءات عبر الإنترنت. يمكننا أن نقول إن هذه الخبرة قد غيّرت ولا زالت تغير بشكل عميق العمل المسكوني الذي يُعاش على المستوى المحلي والدولي. وسيتم تقديم هذه الوثيقة يوم الخميس المقبل المصادف في العشرين من كانون الثاني يناير جامعة القديس توما الأكويني الحبريّة في روما بحضور الأمين العام للمجلس المسكوني للكنائس، القس إيوان ساوكا، وجميع طلاب المعهد المسكوني في "Bossey" وهو المركز الدولي للقاء والحوار والتنشئة التابع لمجلس الكنائس العالمي.

19 يناير 2022, 11:32