بحث

إكسبو دبي يستضيف القمة العالمية للأديان. مقابلة مع النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربي إكسبو دبي يستضيف القمة العالمية للأديان. مقابلة مع النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربي 

إكسبو دبي يستضيف القمة العالمية للأديان. مقابلة مع النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربي

تعزيز ثقافة التلاقي والاحترام المتبادل، هذا هو هدف القمة العالمية للأديان التي استضافتها الإمارات العربية المتحدة، ضمن فعاليات إكسبو دبي ٢٠٢٠، وتزامنت مع الاحتفال باليوم الدولي للتسامح. لمناسبة هذا الحدث الهام أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية المطران بول هندر الذي أكد أن جميع الديانات تطمح لبناء عالم أكثر عدلا وسلاما.

حاول المشاركون في القمة – التي عُقدت داخل جناح إيطاليا في معرض دبي – التأكيد على أن البحث عن أرضية مشتركة بين الشعوب والأديان، هو أمر ممكن شرط أن يُحترم الناس على أنهم متساوون وأن يزول الخوف والريية من القلوب. وأكدوا أن هذه هي الإستراتيجية الوحيدة الكفيلة بالقضاء على الصراعات في العالم، التي تحمل صبغة دينية. ولم تخلُ المداخلات من تسليط الضوء على اللقاء التاريخي الذي جمع البابا فرنسيس وإمام الأزهر أحمد الطيب في أبو ظبي في الرابع من شباط فبراير ٢٠١٩، عندما وقّع الرجلان على وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والتعايش المشترك، وتبعها، بعد أشهر قليلة، إنشاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية. 

وندد المؤتمرون بكل شكل من أشكال العنف الذي يمارَس باسم الدين. وقال بهذا الصدد الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش المشترك في الإمارات العربية المتحدة، قال إن أشكال العنف الممارس باسم الإسلام لا تبرير لها، لأن الإسلام هو دين سلام، ونظراً لقديسة الحياة البشرية، وقيمة الحياة التي منحنا إياها الله. وقد شاء منظمو القمة أن تشكل مناسبة للتبادل الثقافي بروح من التعاون والتفاهم المتبادل.

وقد شارك في الأعمال أيضا المعلم الأكبر لفرسان مالطا الذي دعا إلى تكثيف النشاط الدبلوماسي المرتكز إلى الأسس الإيمانية، لكونه يعزز الحوار بين الأديان ويُقرّ بالدور الرئيسي الذي يمكن أن يلعبه القادة الدينيون على صعيد حل الصراعات وبناء السلام. وأكد أن منظمة فرسان مالطا ملتزمة في تطبيق توصيات وثيقة الأخوة الإنسانية والتجاوب مع النداء الذي أطلقه البابا فرنسيس وإمام الأزهر نيابة عن الفقراء والمحتاجين. 

في حديثه لموقعنا الإلكتروني شدد المطران هندر على ضرورة السعي إلى بناء الجسور، لافتا إلى أن هذا الأمر لا يعني إطلاقا الارتداد إلى دين آخر، بل يعني إدراك ما يؤمن به الشخص الآخر. وذلك يتطلب حواراً مستمراً وتعاونا من أجل بلوغ بعض الأهداف المشتركة. وقال بهذا الصدد: إننا جميعاً نعيش في العالم نفسه، ونواجه المشاكل نفسها، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالبيئة أو السلام أو الحروب. كما أننا جميعاً نطمح إلى بناء عالم أكثر عدلاً وسلاما وإنسانية. وهذا يضع الأديان كلَّها – المسيحية وغير المسيحية – أمام التحدي نفسه. 

ولفت سيادته إلى أن هذه المسيرة بدأت مع وثيقة الأخوة الإنسانية التي وُقعت في أبو ظبي، ومن ثم أصدر البابا فرنسيس وثيقة بالغة الأهمية، ألا وهي الرسالة العامة Fratelli Tutti، موضحا أن العمل يسير في هذا الاتجاه. وأضاف المطران هندر أنه لا يتوقع أن يتحقق كل شيء خلال بضعة أشهر، لأن هذه الأهداف تتطلب التزاماً يستمر لسنوات أو ربما لعقود. لكن إنْ لم نبدأ اليوم، فثمة خطر أن نضيّع علينا هذه الفرصة. 

بعد تطرق النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية إلى الأوضاع الراهنة اليوم في اليمن، في وقت يبدو فيه أن هذا البلد أصبح بعيداً عن اهتمامات وسائل الإعلام، وقال إن ما يجري هناك هو عبارة عن مأساة، كما أن المشاكل ما تزال قائمة. وأشار إلى أن الرأي العام العالمي نسي الصراع اليمني على ما يبدو. ومع ذلك – مضى يقول – ثمة جهود تُبذل من أجل إيجاد مخرج لهذه الأزمة، فهناك حرب أهلية، وتدخلات من الخارج، فضلا عن انتشار الأمراض والأوبئة ووجود أعداد كبيرة من النازحين والمهجرين. وهناك بعض المناطق في البلاد التي تنعم بسلام نسبي. وعبر سيادته عن قلقه حيال الصراع المحتدم في مدينة مأرب، التي يمكن أن تُنذر بنهاية الحرب، أو أن تزيد الأمور حدة. وأضاف أنه يرغب في زيارة المدينة لكنه لم يستطع أن يفعل ذلك في الوقت الراهن لأسباب أمنية ونظرا لعدم توفر المواصلات. 

وفي ختام حديثه لموقعنا عبر المطران هندر عن أمله بأن يحل السلام قريبا في اليمن لأن هذا البلد جميل جدا، لافتا إلى أنه زاره مرات عدة، ويؤلمه جداً ما يتعرض له بلد يتمتع بثقافة عريقة، وبأشخاص طيبين، يحبون التواصل مع الآخرين.

19 نوفمبر 2021, 13:41