بحث

Monsignor-Bruno-Maria-DuffE.png

مقابلة مع المطران دوفيه مع انتهاء مهمته كأمين سر دائرة التنمية البشرية المتكاملة

القرب، التضامن المتبادل في تناغم مع الخليقة كبوصلة يمكن تقديمها للجميع، كان هذا محور مقابلة أجراها موقع فاتيكان نيوز مع المطران برونو ماري دوفيه مع انتهاء مهمته كأمين سر الدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة.

أنهى في شهر تموز يوليو الماضي المطران برونو ماري دوفيه كاهن أبرشية ليون الفرنسية مهمته كأمين سر للدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة التي يراسها الكاردينال بيتر توركسون، وقد تولى المطران دوفيه هذه المهمة في حزيران يونيو ٢٠١٧. ولهذه المناسبة أجرى معه موقع فاتيكان نيوز مقابلة تحدث فيها عن سنوات عمله في الدائرة الفاتيكانية وما ميز هذا النشاط، وتوقف عند كلمتَي القرب والمبادلة. وأراد الحديث تحديدا عن الزمن الحديث والمطبوع حسب كلماته بتحديات كبيرة هي التعايش والاعتراف والاستقبال المتبادلة، وأضاف أن هذا يضعنا أمام طريقين، إما العنف والقطيعة أو الحوار والتشجيع المتبادلَين.

وتابع امين السر السابق للدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة مشيرا إلى أن جزءً كبيرا من نشاطه خلال الفترة الأخيرة كان متمحورا حول الصحة وذلك بسبب وباء كوفيد ١٩، هذا إلى جانب العمل المترتب على رغبة البابا فرنسيس تأسيس لجنة خاصة لحالة الطوارئ الصحية هذه، أي لجنة كوفيد ١٩ التابعة للدائرة الفاتيكانية. وواصل المطران دوفيه أن هذه الخبرة قد أثبتت بشكل أكثر وضوحا الرباط الوثيق بين الصحة والإيكولوجيا والقضايا الاجتماعية والذي يقود، حسب ما يؤكد البابا فرنسيس، إلى الحاجة إلى إعادة اكتشاف الخليقة. وأضاف المطران دوفيه أن الجميع يتمتعون بأهمية في هذا المجال، أي كل الأطراف وكل الأوساط وكل الأديان، حيث يمكن للجميع الإسهام في بناء وإعادة بناء ونشر أسلوب جديد للعلاقات بيننا وللحوار بين الجميع، وذلك في تناغم مع الخليقة.

وتساءل المطران دوفيه هنا كيف يمكن تطبيق هذا ومن أين علينا أن نبدأ. وفي إجابته على هذا السؤال عاد إلى خبرته في أمريكا اللاتينية حين أُرسل إلى برومادينيو في البرازيل سنة ٢٠١٩ عقب انهيار منجم للحديد أسفر عن مقتل أكثر من ٢٧٠ شخصا، وتحدث عن ضرورة وضع مفهوم الذاكرة في المرتبة الأولى. وأضاف أن لدينا في ذاكرتنا الجماعية والفردية عددا من العناصر التي يمكنها أن تساعدنا على التفكير في هذا النموذج الجديد. وتابع أن هذا لا يعني العودة إلى الماضي بل إلى ما لدينا من قيم ومرجعيات بدءً من استعادة حس الحدود والإيقاع في زمن يتميز باللهاث. وواصل المطران دوفيه أن الذاكرة والرجاء والتضامن الملموس تشكل بوصلة يمكننا تقديمها للجميع.

هذا وفي ختام المقابلة التي أجراها معه موقع فاتيكان نيوز لمناسبة انتهاء مهمته كأمين سر الدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة تحدث المطران برونو ماري دوفيه عن الإصلاح الذي أطلقه البابا فرنسيس، فأكد أنه ليس مجرد إصلاح بنيوي أو إداري أو إجرائي، بل يجب النظر إليه في إطار دينامية رسالة الكنيسة وحضورها في العالم المعاصر. وفي حديثه عن هذا الانفتاح للأب الأقدس أراد المطران دوفيه التشديد على أهمية المسارات والآفاق كي يتمكن جميع المعمدين من أن يكونوا أطرافا فاعلين في الرسالة. وقال في هذا السياق إننا كنيسة وسط عالم قلِق، كنيسة مدعوة إلى تقديم الحضور والانتباه، الرحمة والعناية بالأشخاص، وهذا هو معنى هذا الإصلاح.

08 أغسطس 2021, 12:21