بحث

الكاردينال لاداريا يوجه رسالة إلى الأساقفة الأمريكيين ويشجعهم على الحوار حول المسائل الخلقية الكاردينال لاداريا يوجه رسالة إلى الأساقفة الأمريكيين ويشجعهم على الحوار حول المسائل الخلقية 

الكاردينال لاداريا يوجه رسالة إلى الأساقفة الأمريكيين ويشجعهم على الحوار حول المسائل الخلقية

وجه عميد مجمع عقيدة الإيمان الكاردينال Luis Francisco Ladaria رسالة إلى رئيس مجلس أساقفة الولايات المتحدة المطران José Gomez، حذّر فيها من إعطاء الانبطاع بأن الإجهاض والموت الرحيم هما وحدهما المسألتان الخطيرتان المتعلقتان بالعقيدة الخلقية والاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية، وشجع الأساقفة الأمريكيين على إعادة قراءة مذكرة بهذا الشأن كتبها آنذاك الكاردينال راتزنغر.

حثت رسالةُ مجمع عقيدة الإيمان قادة الكنيسة في الولايات المتحدة الأمريكية على صب الاهتمام على الحوار والحذر والتوافق والوحدة، خلال المناقشات التي يُجريها الأساقفة المحليون حول السياسات الوطنية، لاسيما المتعلق منها بالأشخاص الكاثوليك الذين يشغلون مناصب رسمية ويدعمون تشريعات تتيح الإجهاض والموت الرحيم وغيرهما من الشرور الأخلاقية. وشددت الرسالة – التي حملت توقيع الكاردينال لاداريا – على حق جميع المؤمنين في التقدم من سر المناولة، الذي ينبغي ألا يقتصر على جزء من المؤمنين الكاثوليك دون سواهم. كما أن هؤلاء الأشخاص مدعوون إلى عيش حياة منسجمة مع تعاليم الإنجيل.

جاءت الوثيقة رداً على رسالة وجهها إلى مجمع عقيدة الإيمان المطران غوميز، في الثلاثين من آذار مارس المنصرم، أحاط فيها الدائرةَ الفاتيكانية علما بأن أساقفة الولايات المتحدة يستعدون لصياغة وثيقة تتناول بعض السجال القائم حول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، ودعمه لحرية اختيار الأم الحامل بإجهاض الجنين. وأوضح نيافته أن المجمع سينظر في مسودة الوثيقة قبل أن تُطرح على الأساقفة الأمريكيين للتصويت. كما شجع الكاردينال لاداريا الأساقفة على إعادة قراءة الوثيقة التي كتبها البابا بندكتس السادس عشر يوم كان عميداً لمجمع عقيدة الإيمان في العام 2002 تحت عنوان "حول بعض المسائل المتعلقة بمشاركة الكاثوليك في الحياة السياسية".

هذا ثم ذكّر نيافته بأن مسألة السياسيين الكاثوليك المؤيدين لحرية اختيار الإجهاض، تمت إثارتها خلال الزيارة التقليدية للأعتاب الرسولية التي قام بها الأساقفة الأمريكيون في العام 2004، وتمت آنذاك مناقشة المذكرة الصادرة عن يوزيف راتزنغر، وتبين عدم وجود توافق بين الأساقفة حول مسألة منح المناولة لهؤلاء المؤمنين. وشدد الكاردينال الألماني آنذاك على حق المؤمن في التقدم من المناولة، وهذا يشكل ركيزة لاهوتية لأي مبادرة تتعلق بمنح المناولة.

ولفت الكاردينال لاداريا إلى أن المسألة نفسها طُرحت على طاولة البحث بعد خمس عشرة سنة، خلال زيارة الأساقفة الأمريكيين التقليدية للأعتاب الرسولية ولقائهم مع البابا فرنسيس. في تلك المناسبة – تابع نيافته – نُصح رعاة الكنيسة بتنظيم حوار بين الأساقفة من أجل الحفاظ على وحدتهم إزاء الاختلافات القائمة حول موضوع كهذا مثير للجدل. وحذّر مجمع عقيدة الإيمان آنذاك من مغبة أن تصبح السياسات الوطنية الأمريكية عاملاً يهدد وحدة مجلس الأساقفة ولحمةَ أكبر كنيسة في الولايات المتحدة.

من هذا المنطلق شددت رسالة الكاردينال لاداريا على أهمية الحوار، على أن يجري على مرحلتين: أولا بين الأساقفة أنفسهم، ثم بين الأساقفة والمسؤولين السياسيين الكاثوليك المؤيدين للإجهاض. وأشار نيافته إلى ضرورة أن يدرك الأساقفة، متّحدين، أن هذه الممارسة تتعارض مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكية، إذ تحذّر من النسبية الخلقية المضرة بالحياة الديمقراطية، التي تحتاج إلى أسس متينة وإلى المبادئ الخلقية غير القابلة للنقاش نظراً لطبيعتها ولدورها الأساسي في الحياة الاجتماعية. كما أنه يتعين على الأساقفة أن يتوجهوا إلى المشرعين ويذكّروهم بواجب مقاومة أي قانون ينال من الحياة البشرية. أما الحوار بين الأساقفة والمسؤولين السياسيين الكاثوليك فسيساعد هؤلاء على فهم تعاليم الكنيسة بصورة أفضل. وختم الكاردينال لاداريا داعياً إلى إقامة حوار حول هذه المسائل مع المجالس الأسقفية في البلدان الأخرى كي يتعلّم الأساقفة من بعضهم وبغية الحفاظ على الوحدة في الكنيسة. 

12 مايو 2021, 11:31