بحث

عظة الكاردينال سيميرارو خلال احتفال تطويب "شهيدات أسترقة" الثلاث عظة الكاردينال سيميرارو خلال احتفال تطويب "شهيدات أسترقة" الثلاث 

عظة الكاردينال سيميرارو خلال احتفال تطويب "شهيدات أسترقة" الثلاث

ترأس عميد مجمع دعاوى القديسين الكاردينال مارشيلّو سيميرارو قداساً احتفاليا يوم السبت الفائت في مدينة أسترقة بإسبانيا، أعلن خلاله ثلاث طوباويات جديدات هن الشهيدات: ماريا بيلار إيتورياغا واثنتان من رفيقاتها.

تخللت الاحتفال الديني عظة للكاردينال سيميرارو استهلها متوقفا عند دعوة الرب يسوع لتلاميذه كي لا يخافوا، وقال إن الرب وجه هذه الكلمات للتلاميذ ثلاث مرات، وهو يوجهها لنا اليوم أيضا. وتطرق بعدها إلى صفات الطوباويات الثلاث، المعروفات باسم "شهيدات أسترقة" وقال إنهن كن ضعيفاتٍ، ومع ذلك تقوم الكنيسة اليوم بتكريمهنّ رسمياً، كشهيداتٍ للمسيح، بعد أن نلن إكليل الحياة الذي وعد بمنحه الرب لمن يحبونه.

أضاف نيافته أن الخوف هو شعور ممكن دائما لدينا، ويظهر أحيانا من خلال خياراتنا، أو عدم الاختيار. كما أن مجتمعنا مطبوع بالخوف. والمشكلة بالنسبة لنا هي عندما يحدد الخوف خياراتنا، وعندما يعيق تواصلنا مع الآخرين ومع الله أيضا. وذكّر بكلمات الرب يسوع الذي يقول لنا: لا تخافوا ممن يقتلون الجسد لكنهم ليسوا قادرين على قتل النفس. وهذا ما أضرم شعلة المحبة في قلوب الرسل، بحسب القديس أغسطينوس. فالمحبة هي الدرب التي تمكّننا من التغلب على الخوف. إنها الدرب التي سلكها الشهداء، وهي مفتوحة دوما أمامنا، ليس فقط في الأوضاع المأساوية ولكن أيضا في الظروف العادية وفي حياتنا اليومية.

بعدها لفت الكاردينال سيميرارو إلى أن الخوف يسود اليوم بيننا بسبب الجائحة التي تضرب العالم، والتي نأمل بأن نتخطاها في أقرب وقت ممكن. وذكّر بأن البابا فرنسيس دلّنا على الدرب الواجب اتّباعها ألا وهي المحبة وقال الحبر الأعظم: إن إلهنا قريب منا ويطلب منا أن نكون قريبين من بعضنا البعض. ومما لا شك فيه أن هذا الأمر لن يتم جسدياً نتيجة الخوف من انتقال العدوى، لكن باستطاعتنا أن نقترب من بعضنا بواسطة الصلاة والمساعدة وأشكال متعددة من التضامن.

هذا ثم أكد عميد مجمع دعاوى القديسين أن الطوباويات الثلاث تغلّبن على الخوف إذ كانت شعلة المحبة متّقدة في قلوبهن. وقال إن العلمانيات الثلاث بيلار، أولغا وأوكتفايا، سلكن دربَ المحبة، وتغذّت حياتُهن المسيحية "العادية" من النشاط الرسولي. وأتممن دعوتهن العلمانية في أسترقة من خلال التحاقهن بجمعية الصليب الأحمر وسرن في هذه الدرب وصولا إلى الاستشهاد، الذي هو التعبير الأسمى عن الحب تجاه المسيح. وأضاف أن الإنسان لا يستطيع أن يكون تلميذا للمسيح متفادياً الظروف المعاكسة. كما أكد أسقف أبرشية أسترقة، في رسالة وجهها إلى المؤمنين استعدادا لهذا الاحتفال، فكتب أنه لا توجد حياة مسيحية خالية من الألم، مضيفا أن فرضية الاستشهاد موجودة دوما في حياة كل مسيحي. وهذا الأمر انطبق على الطوباويات الثلاث.

تابع الكاردينال سيميرارو عظته قائلا إن بيلار، أولغا وأوكتافيا فهمنَ جيداً كلمات الرب الذي قال "لا تخافوا ممن يقتلون الجسد". وقد كرسن أنفسهن للاعتناء بجسد المعوقين والجرحى، وعملن على التخفيف من الآلام لأن لجسد الإنسان كرامةً غير قابلة للتصرف. ويؤكد التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية أن جسد الإنسان يشارك في "كرامة صورة الله". كما أن الروح يظهر ويعمل من خلال جسدنا، كما يقول البابا بندكتس السادس عشر.

ولفت نيافته إلى أن الطوباويات الثلاث كرسن أنفسهن للاعتناء بالجسد المتألم، وعلى الرغم من المخاطر المحدقة بهن، لم يتخلينَ عن الجرحى، بل واصلن الاعتناء بهم وعرّضن حياتهن للخطر. وبهذه الطريقة لم يستسلمن للخوف، بل تعرضن للتعذيب والإذلال فيما كانت شعلة المحبة متّقدة في قلوبهن. واستسلمن للموت بروح الإيمان. وختم الكاردينال مارشيلو سيميرارو عظته خلال قداس التطويب بالقول إن الطوباويات الثلاث بيلار، أولغا وأوكتافيا قُتلن وهن يعلنّ المسيح ملكاً، وإعلان الإيمان هذا جعل منهن شهيدات.                

31 مايو 2021, 08:54