بحث

رئيس الأساقفة غالاغر: ينبغي ألا يقتصر الدعم المقدّم لسورية على تلبية الاحتياجات الآنية رئيس الأساقفة غالاغر: ينبغي ألا يقتصر الدعم المقدّم لسورية على تلبية الاحتياجات الآنية 

رئيس الأساقفة غالاغر: ينبغي ألا يقتصر الدعم المقدّم لسورية على تلبية الاحتياجات الآنية

"ينبغي ألا يقتصر الدعم المقدم إلى سورية على المساعدات الآنية، إذ لا بد أن يُعطى هذا البلد المتألم منذ أكثر من عشر سنوات أفقاً جديداً للمستقبل". جاء هذا النداء على لسان أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر في رسالة فيديو وجهها إلى الدول المشاركة في قمة بروكسيل لدعم مستقبل سورية والمنطقة، والتي دعا إليها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والتأمت بطريقة فرضية بسبب جائحة كوفيد 19.

شدد المسؤول الفاتيكاني على ضرورة إيجاد حلول سريعة وقابلة للتطبيق من أجل وضع حد للأوضاع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري، بعد عشر سنوات من الحرب وأكد أن البحث عن علامات مرئية للرجاء والتضامن هو الدواء الوحيد، والترياق الوحيد ضد التعب واليأس اللذين يعاني منهما السكان المحليون، كي يتمكن هؤلاء من إعادة إعمار بلدهم وكي يستعيدوا الثقة في المستقبل. ولفت رئيس الأساقفة غالاغر إلى أنه من الصعب جداً الاستمرار في ظل الأوضاع الراهنة، وحثّ الجماعة الدولية على أن تطرح على نفسها سؤالا ملحاً ألا وهو: كيف يمكن أن نساعد الشعب السوري ونقدّم له ما يحتاج إليه؟

بعدها ذكّر سيادته أنه خلال عشر سنوات من الصراع المسلح صبت الكنيسة الكاثوليكية اهتمامها – بصورة رئيسية – على الاحتياجات الإنسانية للسوريين، لافتا إلى أن أكثر من ثمانين مؤسسة كاثوليكية تنشط اليوم في مختلف القطاعات على التراب السوري، وتمارس عملها في إطار التعاضد مع العديد من المنظمات والمؤسسات المتواجدة في سورية والبلدان المجاورة.

ولفت رئيس الأساقفة غالاغر في هذا السياق إلى أن الأرقام تتحدث عن وجود ستة آلاف عامل وأكثر من ثمانية آلاف متطوع منتشرين على الأراضي السورية، ويضاف إلى هؤلاء العديد من الكهنة والرهبان والراهبات المتواجدين في مختلف المناطق السورية. وكشف أن هذه الشبكات الكنسية قدّمت – خلال السنوات العشر الماضية – مساعدات ومشاريع بقيمة ملياري دولار تقريباً، وبلغت حوالي أربعة ملايين وخمسمائة ألف شخص سنوياً، ومن بينهم مليونا شخص متواجدون داخل سورية.

هذا ثم ذكّر أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول بضرورة ألا يقتصر الدعم على تلبية الاحتياجات الآنية، إذ لا بد أن نخطط لمشاريع متوسطة وبعيدة الأمد، تساهم في تعزيز السلام والتنمية، وفي ترميم النسيج الاجتماعي كي تشهد البلاد انتعاشا اقتصاديا. وأضاف غالاغر أنه إذا أرادت الجماعة الدولية فعلاً أن تحقق السلام في سورية لا بد أن توفر الموارد اللازمة لإعادة إعمار المستشفيات والمدارس والبيوت والمصانع كي تنطلق من جديد العجلة الاقتصادية، لأنه إن لم يحصل ذلك لن تنعم البلاد بالسلام.

وسلط سيادته الضوء على النداء الذي أطلقه البابا فرنسيس لصالح سورية بعد تلاوة التبشير الملائكي في الرابع عشر من الشهر الماضي داعياً الجماعة الدولية إلى تجديد التزامها كي تُلقي الأطراف المتنازعة في سورية سلاحها ويُفسَح المجاُل أمام ترميم النسيج الاجتماعي وتحقيق الانتعاش الاقتصادي. وختم رئيس الأساقفة ريتشارد غالاغر رسالته إلى المشاركين في قمة بروكسيل معربا عن أمنيته بألا تدخل معاناة سورية الحبيبة نفق النسيان، وبأن يؤدي تضامننا مع الشعب السوري إلى ولادة رجاء متجدد.

قمة بروكسيل الخامسة لدعم مستقبل سورية والمنطقة هدفت إلى الاستمرار في مساعدة الشعب السوري وحشد جهود الجماعة الدولية دعماً لحل سياسي شامل وذي مصداقية للصراع الدائر في سورية منذ العام 2011. ومن بين القضايا التي طُرحت على طاولة النقاش، تلك المتعلقة بالناحية الإنسانية، مع إيلاء اهتمام خاص بصمود السوريين والجماعات المضيفة للمهجرين والنازحين، أكان داخل سورية أم خارجها. كما جددت الجماعة الدولية دعمها السياسي والمادي للبلدان المجاورة لسورية، وقدمت القمةُ منصة تفاعلية للحوار مع المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية.      

02 أبريل 2021, 10:56