بحث

رئيس الأساقفة يوركوفيتش: مصير البشرية يعتمد على الحوار بين الأديان رئيس الأساقفة يوركوفيتش: مصير البشرية يعتمد على الحوار بين الأديان 

رئيس الأساقفة يوركوفيتش: مصير البشرية يعتمد على الحوار بين الأديان

نظمت بعثة الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة في جنيف عصر الخميس الفائت مؤتمرا عبر الإنترنت لتقديم الرسالة العامة للبابا فرنسيس Fratelli Tutti، بمشاركة ممثلين عن المؤسسات الدولية وعدد من القادة الدينيين، في وقت أكد فيه مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش أن مستقبل البشرية يعتمد أساسا على الحوار بين الأديان.

لمناسبة هذا اللقاء الذي تم التطرق خلاله إلى مسائل مرتبطة بالأخوّة وتعددية الأطراف والسلام، وشارك فيه ممثلون عن منظمة الصحة العالمية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومنظمة العمل الدولية فضلا عن الأمير الأردني الحسن بن طلال والحاخام الأرجنتيني أبراهام سكوركا، أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع رئيس الأساقفة يوركوفيتش الذي أكد أن تنوع العائلة البشرية، مع كل تعقيداته، ينعكس في مدينة جنيف، وقال: لقد تكوّن لدينا انطباع في البدء بأن أمثلة التعاضد بين الدول مرئية، لكننا اليوم نعيش لحظات من الارتباك والغموض. فقد صار انعدام المساواة والانقسام بين البلدان مرئياً أكثر من الماضي، ونلاحظ أن الشرائح الأكثر هشاشة لا تؤخذ في عين الاعتبار.

وأضاف سيادته أن هذا الأمر نراه بشكل واضح خلال سباق الحصول على جرعات اللقاح في الأسواق. فثمة بعض الدول التي تملك كميات من اللقاح تفوق حاجتها، فيما تفتقر إليه دول أخرى. وذكّر بـ"فيروس الفردانية" الذي تحدث عنه البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة، وهذا ما شجع الكرسي الرسولي على تقديم الرسالة العامة Fratelli Tutti على أرفع المستويات الدولية، من خلال تنظيم حدث حول موضوع: الأخوة وتعددية الأطراف والسلام. وقال يوركوفيتش إن هذه العبارات الثلاث تسير جنبا إلى جنب بتجانس كبير مذكراً بأن الأخوة هي مصدر إلهام الأمم المتحدة، كما أن تعددية الأطراف مسألة واجهت صعوبات كثيرة ولا بد من الحفاظ عليها، فضلا عن وجود مركز للتفاوض من أجل نزع السلاح وتحقيق السلام.

ردا على سؤال حول إمكانية أن توجه الرسالة العامة للبابا فرنسيس أنشطة المنظمات الدولية، شأن منظمة الصحة العالمية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومنظمة العمل الدولية وغيرها، قال مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف إنه من الأهمية بمكان أن نذكّر قبل كل شيء بأن البند الأول من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يؤكد على أن جميع الأشخاص يولدون أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق، ويتمتعون بالعقل والإدراك وينبغي أن يتصرفوا مع بعضهم البعض بروح من الأخوة. وسلط سيادته الضوء على أن كلمة أخوة جاء ذكرها في مطلع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وكان من الضروري أن تُقدم الرسالة العامة Fratelli Tutti في جنيف حيث هناك حاجة لإيقاظ وإعادة اكتشاف القيم والمثل التي كانت أساساً للأنشطة الدولية.

بعدها ذكّر الدبلوماسي الفاتيكاني بأن جنيف تستضيف مقارّ لتسع وثلاثين منظمة دولية تُعنى بقضايا متنوعة كنزع السلاح والتجارة وحقوق الإنسان والهجرات. ما يعني أنها تحتوي على "رأسمال كبير في حقوق وكرامة الإنسان". ولفت إلى أنه يتعين على جنيف ألا تتوقف عند الإلهام، إذ لا بد أن تؤمن بقوة الحوار الذي يحتاج إلى بنيات خاصة به. وقال: يمكن أن توجّه الانتقادات إلى الأمم المتحدة، وهذا أمر سهل وقد يكون ضروريا، لكن يجب أن نقول إن العالم اليوم قد سكون أسوأ بكثير بغياب منظمة الأمم المتحدة.

في معرض حديثه عن الحوار بين الأديان قال رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش إن هذا الحوار، بين الأديان وداخل الأديان، هو ضرورة ملحة اليوم، مشددا على أهمية أن يسير العالم في درب الحوار بين مختلف الديانات. وأكد سيادته في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز أن مستقبل العالم كله يعتمد على هذا الحوار، خصوصا بين الديانات العالمية الكبرى، والتي تمثلّ أكثر من نصف سكان الأرض، ما يعني أن مصير نصف البشر مرتبط بنوعية هذا الحوار.   

17 أبريل 2021, 10:03