بحث

الكاردينال بارولين: الأخوة تسمح لأشخاص متساوين في الكرامة والجوهر والحرية والحقوق بأن يكونوا مختلفين عن بعضهم الكاردينال بارولين: الأخوة تسمح لأشخاص متساوين في الكرامة والجوهر والحرية والحقوق بأن يكونوا مختلفين عن بعضهم 

الكاردينال بارولين: الأخوة تسمح لأشخاص متساوين في الكرامة والجوهر والحرية والحقوق بأن يكونوا مختلفين عن بعضهم

نظمت بعثة الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة في جنيف مؤتمراً عبر الإنترنت لتقديم رسالة البابا فرنسيس العامة Fratelli Tutti حول موضوع "الأخوة، تعددية الأطراف والسلام". شارك في الأعمال ممثلون عن المنظمات الدولية وعدد من القادة الدينيين، وقد افتُتحت بمداخلة لأمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.

استهل نيافته المداخلة مشيرا إلى أن الالتزام المتعدد الأطراف الذي تقوم به المنظمات الدولية وجميع السفراء في جنيف يشكل وسيلة مميزة لتعزيز الخير العام للعائلة البشرية ولتطوير أفكار فريدة واستراتيجيات مبتكرة بغية البحث عن حلول جديدة ومستدامة. بعدها ذكّر الكاردينال بارولين بأهمية موضوع الأخوة بالنسبة لحبرية البابا فرنسيس لافتاً إلى أن خورخيه برغوليو تناول هذا الموضوع في يوم انتخابه – لثماني سنوات خلت – عندما دعا الجميع للصلاة من أجل بعضهم البعض وللصلاة على نية العالم كله كي تسود الأخوة. وجاءت أفعال ونشاطات البابا اللاحقة بشكل منسجم تماما مع هذه الدعوة.

هذا ثم لفت الكاردينال بارولين إلى أن التضامن يحقق المساواة بين الناس المختلفين عن بعضهم، بيد أن الأخوة تسمح لأشخاص متساوين في الكرامة والجوهر والحرية والحقوق بأن يكونوا مختلفين عن بعضهم، أي أن يشاركوا بشكل مختلف في عملية تحقيق الخير العام كل بحسب قدراته الخاصة وحياته ودعوته وعمله. وذكّر نيافته بأن الأخوة – في إطار تعددية الأطراف – تُترجم إلى الشجاعة والسخاء الهادفين إلى وضع أهداف مشتركة، والسعي إلى حل الصراعات من خلال الوسائل التي تقدمّها الدبلوماسية وعن طريق التفاوض ونشاط المؤسسات الدولية، فضلا عن العمل في سبيل خير عام كوني وحماية الدول الأكثر ضعفا.

لم تخلُ كلمة المسؤول الفاتيكاني من الإشارة إلى الأزمة الصحية التي يشهدها عالمنا اليوم، ما جعلنا ندرك أننا أعضاء في عائلة بشرية واحدة تتواجد على متن الزورق نفسه. وشدد على ضرورة أن ترتكز الجهود الهادفة إلى مكافحة الوباء وتوفير اللقاحات والعلاج إلى مبدأ خدمة الخير العام. من هذا المنطلق، لا بد أن تضمن الجماعة الدولية لقاحات وعلاجات آمنة، وتضعها بمتناول الجميع. كما شدد نيافته على ضرورة الاهتمام بالفقراء والمهاجرين واللاجئين والنازحين داخليا، وتوقف هنا عند النداءات العديدة الداعية إلى عولمة التضامن، وهي مسألة تطرق إليها البابا فرنسيس في رسالته العامة Fratelli Tutti، وذكّر بأن معاناة اللاجئين ما تزال اليوم جرحاً يصيب النسيج الاجتماعي، كما أن أعداد هؤلاء تواصل ارتفاعها بشكل مقلق، لافتا إلى أن الحل الأمثل والمستدام يكمن في ضمان حق الجميع في العيش بكرامة وسلام وأمن في بلادهم.

تابع الكاردينال بارولين مداخلته مشددا على ضرورة تنمية الحوار الاجتماعي في العالم، خصوصا إزاء المشاكل التي ولدتها الجائحة في عالم العمل، وقال إن هذا الحوار ينبغي أن يشمل العمال وأرباب العمل والقيمين على السياسات الاقتصادية مع أخذ القضايا البيئية في عين الاعتبار. وتوقف نيافته عند ضرورة تعزيز احترام القانون الإنساني الذي يضمن صون مبادئ الإنسانية في سياق الحروب، ويوفر الحماية للسكان ويحظر الأسلحة التي تولّد الدمار والموت.

وأضاف نيافته أن الرغبة في السلام والأمن والاستقرار هي رغبة متجذرة في قلب الإنسان، ولا يمكن أن يُحقق هذا الأمر بواسطة الحلول العسكرية لأن الصراعات لا تولّد سوى الألم والمعاناة. في هذا السياق يشجع الكرسي الرسولي التزام الدول على صعيد نزع السلاح، لاسيما النووي. وذكّر بالأموال الطائلة التي تُنفق على برامج التسلح، لافتا إلى أن الأولويات تتمثل في مواجهة التحديات المطروحة أمامنا. في ختام مداخلته توقف أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان عند المسؤوليات الفردية والجماعية مذكرا بأن البابا يدعو الجميع إلى تبني مواقف تصب في صالح الخير العام، وعبر بارولين عن أمله بأن يشكل هذا الحدث خطوة إلى الأمام في الدرب التي تقود نحو الأخوة.     

16 أبريل 2021, 09:25