المطران يوركوفيتش: عدم التقيد بالاتفاقية الخاصة بحقوق الملكية الفكرية من أجل ضمان حصول الجميع على لقاحات فيروس الكورونا
رفع بعض القيود عن الملكيّة الفكريّة التي تعيق الحصول العالمي على اللقاحات ضد وباء فيروس الكورونا: هذا ما طلبه المطران إيفان يوركوفيتش مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف في مداخلته في مجلس حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بالتجارة في منظمة التجارة العالمية.
وقد لاحظ المطران إيفان يوركوفيتش أننا قد رأينا خلال الأسابيع الأخيرة كيف أنَّ بعض الدول والشركات تواصل تفضيل الاتفاقيات الثنائية، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ومحاولة تخطّي قائمة الانتظار. وذلك بالرغم من أن البابا فرنسيس قد حذر من مخاطر إعطاء أولية الحصول على اللقاح للأغنياء. كذلك سلط مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف الضوء على مفارقة أخرى: فمن جهة تعاني معظم دول العالم من تأخيرات في برامج التطعيم بسبب عدم كفاية الإنتاج، بينما يوجد في العديد من البلدان، من ناحية أخرى، العديد من مرافق التصنيع القادرة على إنتاج لقاحات آمنة وفعالة، ولكن لا يمكنها القيام بذلك بسبب قيود الملكية الفكرية. وبحسب الكرسي الرسولي نظرًا لإلحاح هذه اللقاحات في حالة الطوارئ الصحية الحالية، وكذلك المبالغ الضخمة التي استثمرتها الدول لتنميتها، ينبغي اعتبارها "خيرًا عامة" "يجب أن يحصل عليه الجميع، بدون تمييز وفقًا لمبدأ المقصد العالمي للخيور الذي أشار إليه البابا فرنسيس.
تابع المطران إيفان يوركوفيتش المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف مشدِّدًا على أنّه وعلى الرغم من ذلك فإن الآليات المعقدة الحالية للحماية المشروعة لحقوق الملكية الفكرية تمثل عقبة في هذا الصدد. وأشار المطران يوركوفيتش في هذا السياق إلى أنه "حتى في الأوقات" العادية تعرَّضت آلية المادة الحادية والثلاثين من اتفاقية مجلس حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بالتجارة، والتي تم إنشاؤها لمساعدة البلدان ذات القدرة الإنتاجية الصيدلانية غير الكافية أو الغائبة، لانتقادات واسعة النطاق بسبب إجراءاتها المرهقة لإجراءاتها"، مؤكدا أنّه على السياسات والقوانين أن تحافظ على منظور يتمحور حول احترام كرامة الإنسان وتعزيزها بروح من التضامن داخل الدول وفيما بينها.
من وهنا الجاء طلب الكرسي الرسولي لعدم التقيُّد في تنفيذ وتطبيق الأقسام ١ و ٤ و ٥ و ٧ من الجزء الثاني من الاتفاقية، من أجل منع أو احتواء أو علاج لوباء فيروس الكورونا. وخلص إيفان يوركوفيتش مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف إلى القول إن قرار منح هذا الاستثناء سيشكّل إشارة قوية من شأنها إظهار التزام حقيقي وبالتالي الرغبة في الانتقال من الأقوال إلى الأفعال لصالح العائلة البشرية بأسرها.
