بحث

الأب أنتونيو سبادارو: البديل الوحيد للنظرة الكارثية هو الأخوة الأب أنتونيو سبادارو: البديل الوحيد للنظرة الكارثية هو الأخوة  

الأب أنتونيو سبادارو: البديل الوحيد للنظرة الكارثية هو الأخوة

في أول عدد لها يصدر في العام 2021 نشرت مجلة La Civiltà Cattolicaمقالا كتبه مديرها الكاهن اليسوعي Antonio Spadaro الذي شاء أن يسلط الضوء على أهمية الأخوة من أجل التصدي للنظرة الكارثية السائدة في عالمنا اليوم، وذلك في ضوء الرسالة العامة للبابا فرنسيس Fratelli Tutti.

اعتبر سبادارو أن الأخوّة تشكل الردّ الملموس والإيجابي على المخاطر التي تترتب على نظرة كارثية للتاريخ يمكن أن تقود إلى الانغلاق وقطع العلاقات بين الأشخاص والشعوب وتقضي على البذور التي ينمو منها السلام. وتوقف الكاهن اليسوعي في هذا السياق عند الرسالة العامة للبابا فرنسيس  Fratelli Tutti لافتا إلى أن هذه الوثيقة ما تزال تشكل رسالة ذات قيمة سياسية، خصوصا لأنها تسعى إلى قلب النظرة الكارثية السائدة في العالم المعاصر والتي تعتبر أنه لم يعد هناك وجود للأخوّة. وأضاف أن الرسالة العامة هذه تضعنا اليوم أمام مسؤولياتنا كي ندرك أننا "كلنا أخوة".

هذا ثم أكد مدير مجلة La Civiltà Cattolica أن الأخوة لا تعمي البصر والبصيرة، بل تتطلب وقتاً وجهداً، إنها تقتضي أيضا المصالحة، خلافا للنظرة الكارثية، وذكّر بأن الأخوة تسمح أيضا لأشخاص متساوين مع بعضهم أن يكونوا مختلفين في الوقت نفسه. بيد أن الحقد يقضي على ما هو مختلف. كما أن الأخوة تروّج للوساطة والتلاقي وتعمل على بناء مجتمع مدني وتعتني بالآخرين. ولفت أيضا إلى أن الرسالة العامة تحذر من العلاقات الافتراضية بين البشر، وتحفّز على اللقاء مع الآخرين وجها لوجه، وعلى التبادل بين الأشخاص المختلفين عن بعضهم.

لم يخل مقال الكاهن اليسوعي أنتونيو سبادارو من التوقف عند الزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرنسيس إلى الإمارات العربية المتحدة لسنتين خلتا ولقائه مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، والذي وقع معه على وثيقة الأخوة الإنسانية. ووصف هذه الوثيقة بالتاريخية، مذكرا بأن القائدين الدينيين اعتبرا نفسيهما أخوَين، وحاولا أن يقترحا معا نظرة مشتركة لعالم اليوم. وأكد بعدها أن البديل الوحيد لهذه النظرة الكارثية هو الأخوة. وكتب أنه إزاء هذا الوضع الذي يعيشه عالمنا والمطبوع بانعدام الثقة وخيبة الأمل والخوف من المستقبل وسيطرة المصالح الاقتصادية القصيرة النظر، بدأ البابا فرنسيس والإمام الطيب يتحدثان، ليس فقط باسم الله، لكن أيضا باسم الفقراء والأيتام والأرامل، ومن فقدوا هويتهم البشرية. وبدأ الرجلان يتحدثان كأخوين، في محاولة لإبعاد المسيحيين والمسلمين عن شفير الهاوية.

في ختام مقاله شدد مدير  مجلة La Civiltà Cattolica أنتونيو سبادارو على أهمية الاطلاع على المفهوم الإنجيلي للأخوة. وذكر بأن الثورة الفرنسية استخدمت هذه الكلمة في شعارها "حرية، مساواة، أخوّة"، لكن سرعان ما تم التخلي عن كلمة أخوة التي لم تعد موجودة في القاموس السياسي والاقتصادي. وتم استبدالها بكلمة تضامن، مع العلم أن كلمة "أخوة" وردت أربعا وأربعين مرة في الرسالة العامة  Fratelli Tuttiفيما وردت كلمة "تضامن" اثنتين وعشرين مرة.           

13 فبراير 2021, 11:51