بحث

الأب زولنر يتحدث عن وعي جديد حيال آفة التعديات على القاصرين في الكنيسة الأب زولنر يتحدث عن وعي جديد حيال آفة التعديات على القاصرين في الكنيسة 

الأب زولنر يتحدث عن وعي جديد حيال آفة التعديات على القاصرين في الكنيسة

اختارت مجالس أسقفية عدة يوم الجمعة الأول من زمن الصوم للاحتفال بيوم الصلاة من أجل القاصرين ضحايا الانتهاكات والناجين من التعديات. للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأب هانس زولنر، العضو في اللجنة الحبرية لحماية القاصرين، الذي أكد أن الصلاة ينبغي أن ترتبط دوماً بالعمل من أجل تحقيق العدالة وتغيير الثقافة الكنسية.

عشرات الكنائس المحلية إذاً قررت تكريس يوم الجمعة الأول في زمن الصوم من كل عام للصلاة على نية هؤلاء القاصرين وعائلاتهم وجماعاتهم، وتم اتخاذ هذا القرار تلبية للطلب الذي وجهه البابا فرنسيس إلى المجالس الأسقفية حول العالم، داعيا إياها إلى تخصيص يوم مناسب – على الروزنامة الليتورجية – للصلاة على هذه النية. وقد شاءت كنائس كاثوليكية أن تحتفل بهذا اليوم في مواعيد أخرى: ففي أستراليا على سبيل المثال وقع اختيار مجلس الأساقفة المحلي على الحادي عشر من أيلول سبتمبر بالتزامن مع اليوم الوطني لحماية الأطفال.

في حديثه لموقعنا الإلكتروني شدد الأب زولنر، والذي يرأس أيضا مركز حماية الطفولة التابع لجامعة غريغوريانا الحبرية بروما، (شاء) أن يذكّر بأن الصلاة هي تعبير عن الإيمان المسيحي لكن لا بد أن تكون مرفقة بالأعمال. وأكد أنه يتعين على الإيمان والصلاة أن يُترجما إلى أعمال حسية وملموسة، مشيراً إلى أن الصلاة تكتسب قيمة فقط عندما يسعى المؤمن إلى ترجمة ما يُصلي في أفعاله اليومية. وهذا الأمر ينطبق على جهود الدفاع عن القاصرين ضحايا التعديات داخل الكنيسة، مع السعي إلى تطبيق العدالة وتغيير الثقافة الكنسية السائدة اليوم. ولفت أيضا إلى الأهمية التي تكتسبها الصلاة العامة والمشتركة، معيدا إلى الأذهان كلمات الرب القائل إنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمه فسيكون حاضراً بينهم. كما أن الصلاة الجماعية تذكّر بأنه لا يمكننا أن نهرب من هذه الآفة، وهذا ما طالب به البابوات السابقون.

في سياق حديثه عن الذكرى السنوية الثانية للقاء الدولي حول حماية القاصرين والذي عُقد في الفاتيكان من الحادي والعشرين وحتى الرابع والعشرين من شباط فبراير من العام 2019 قال الأب زولنر إن هذا الحدث جاء بثمار مرئية، وبأخرى غير مرئية. وأوضح أن اللقاء ترك أثراً على التشريعات ذات الصلة داخل الكنيسة، مشيرا إلى الإرادة الرسولية التي أصدرها البابا فرنسيس بعنوان "أنتم نور العالم"، وتطرق فيها إلى الإجراءات الواجب اتّباعها في حال تخلّف الأسقف أو الرئيس العام لإحدى الرهبنات على القيام بواجبه وتطبيق التدابير الكنسية بدافع الإهمال أو للتغطية على هذه التعديات بحق القاصرين.

أما الثمار غير المرئية – مضى يقول – فهي تلك التي نضجت في قلوب الأشخاص. وذكّر بأن المشاركين في اللقاء الدولي الأول حول حماية القاصرين عام 2019 كانوا رؤساء المجالس الأسقفية حول العالم، فضلا عن عدد كبير من الرؤساء العامين. وأوضح أن كثيرين من هؤلاء غادروا روما بعد أن تبدّلت قلوبهم، كما أكد العديد منهم، لأنهم تمكنوا من الإصغاء إلى ضحايا التعديات، وأدركوا أيضا أن مسألة حماية القاصرين لا يمكن أن تكون مسألة هامشية بل على العكس ينبغي أن تشكل جزءا لا يتجزأ من رسالة الكنيسة. وعبّر عن ثقته بأن ارتداد القلب سيحمل بدوره ثماراً تُترجم إلى أعمال ملموسة.

في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز لفت الأب زولنر إلى أن لقاء العام 2019 أحدث وعياً جديداً على مستوى الكنائس المحلية. وقال إنه عندما كانت الظروف تسمح بالسفر قام بزيارة عدد من البلدان تلبية لدعوات المجالس الأسقفية المحلية التي كانت تقول في الماضي إن هذه الآفة ليست موجودة لديها. لكن سرعان ما أدرك الأساقفة العكس وأخذوا مسألة حماية القاصرين على محمل الجد والتزموا في التصدي لهذه الآفة الخطيرة. وهذا الوعي طال أيضا المؤمنين لا القادة الكنسيين وحسب.    

24 فبراير 2021, 10:02