بحث

رسالة المجلس البابوي للحوار بين الأديان بمناسبة عيد الـ "ديوالي" رسالة المجلس البابوي للحوار بين الأديان بمناسبة عيد الـ "ديوالي" 

رسالة المجلس البابوي للحوار بين الأديان بمناسبة عيد الـ "ديوالي"

بمناسبة الاحتفال بعيد الـ "ديوالي" الهندوسيّ الذي يمثّل انتصار النور على الظلمة والخير على الشرّ، والذي يحتفل به هذا العام في الرابع عشر من تشرين الثاني نوفمبر الجاري، وجّه المجلس البابوي للحوار بين الأديان رسالة تحت عنوان "مسيحيون وهندوس: لنعد إحياء مناخ إيجابي ومفعم بالرجاء خلال جائحة فيروس الكورونا وبعدها"

نقرأ في الرسالة: إن المجلس البابوي للحوار بين الأديان يقدم لكم أحر تحياته وأطيب تمنياته لعيد الـ "ديوالي"، الذي تحتفلون به هذا العام في الرابع عشر من تشرين الثاني نوفمبر. وفي خضم مصاعب وباء فيروس الكورونا، ليبدّد هذا الاحتفال الهام غيوم الخوف والقلق ويملأ الأذهان والقلوب بنور الصداقة والسخاء والتضامن. هذا العام، وفي أعقاب وباء فيروس الكورونا نود أن نشارككم بعض الأفكار حول الحاجة إلى تشجيع روح إيجابية ورجاء من أجل المستقبل حتى في مواجهة العقبات التي تبدو مستعصية، والتحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والروحية، وانتشار القلق وعدم اليقين والخوف. تقوم جهودنا في هذا المعنى على الإيمان بأن الله الذي خلقنا ويعضدنا لن يتخلى عنا أبدًا. لكن التشجيع على التفاؤل قد يبدو غير واقعي للذين فقدوا أحباءهم أو وظائفهم أو كليهما. في الواقع، حتى الرجاء والإحساس بالإيجابية الأكثر جرأة قد يتبدّدا في المواقف المأساوية التي يسببها الوباء الحالي وعواقبه الخطيرة على الحياة اليومية والاقتصاد والرعاية الصحية والتعليم والممارسات الدينية. ومع ذلك، فإن الثقة في العناية الإلهية بالتحديد هي التي تلهمنا بالتفاؤل والإرادة للعمل على إحياء الرجاء في وسط مجتمعاتنا.

وتتابع الرسالة لقد أحدث الوباء، في الواقع، العديد من التغييرات الإيجابية في طريقة تفكيرنا وحياتنا، على الرغم من أنه تسبب على مستوى عالمي في معاناة وحالات إغلاق غير مسبوقة غيرت مجرى الحياة الطبيعي. لقد وحدت تجارب المعاناة والشعور بالمسؤولية المتبادلة مجتمعاتنا في التضامن والاهتمام، في أعمال اللطف والرحمة تجاه المتألّمين والمحتاجين. إن علامات التضامن هذه جعلتنا نقدر بشكل أعمق أهمية التعايش، وحقيقة الانتماء المتبادل، وحاجتنا لبعضنا البعض من أجل رفاهية الجميع وبيتنا المشترك. كما أشار البابا فرنسيس، أنَّ التضامن اليوم هو السبيل للذهاب نحو عالم ما بعد الوباء، نحو الشفاء من أمراضنا الشخصية والاجتماعية؛ إنه وسيلة للخروج من الأزمة بشكل أفضل.

وتُختتم الرسالة بالقول تعلمنا تقاليدنا الدينية الخاصة أن نبقى في موقف إيجابي وموقف رجاء حتى في الشدائد. من خلال الاهتمام بالتقاليد والتعاليم الدينية، يمكننا أن نكافح في خضم الأزمة العالمية لنشر ما يحب البابا فرنسيس أن يسميه "عدوى الرجاء" من خلال تصرفات العناية والمودة واللطف والرحمة، التي هي أكثر عدوى من فيروس كورونا نفسه. وبناءً على تلك التقاليد والتعاليم الدينية، وعلى قيمنا المشتركة والتزامنا بتحسين الإنسانية، يمكننا نحن المسيحيين والهندوس أن نتّحد مع جميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة لكي نبني ثقافة إيجابية ورجاء في قلب مجتمعاتنا، ليس فقط خلال هذه الأيام الصعبة، وإنما في المستقبل الذي ينتظرنا أيضًا. نتمنّى لكم عيد ديوالي سعيد!

 

06 نوفمبر 2020, 12:30