بحث

تدشين وإضاءة مغارة وشجرة الميلاد في الساحة الفاتيكانية في 11 كانون الأول ديسمبر المقبل تدشين وإضاءة مغارة وشجرة الميلاد في الساحة الفاتيكانية في 11 كانون الأول ديسمبر المقبل 

تدشين وإضاءة مغارة وشجرة الميلاد في الساحة الفاتيكانية في 11 كانون الأول ديسمبر المقبل

في تمام الساعة الرابعة والنصف من عصر الجمعة الموافق الحادي عشر من كانون الأول ديسمبر المقبل سيتم تدشين وإضاءة مغارة وشجرة الميلاد في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وذلك خلال احتفال يترأسه، كما جرت العادة في كل سنة، رئيس وأمين عام حاكمية دولة حاضرة الفاتيكان، وذلك في إطار الاحترام التام للإجراءات المتبعة من أجل منع تفشي فيروس كورونا المستجد. وفي صباح اليوم نفسه سيلتقي البابا مع وفدين يمثلان المنطقتين اللتين ستقدمان مغارة وشجرة الميلاد.

مما لا شك فيه أن هذا الحدثَ الذي يتكرر سنوياً يشكل علامة للرجاء والثقة بأن يسوع جاء ليسكنَ وسط شعبه وليواسيه. وهذه الرسالةُ تكتسب أهميةً كبرى هذا العام، في وقت يعاني فيه العالم كلُّه من تبعات الأزمة الصحية الناتجة عن جائحة كوفيد 19، التي لم توفر بلداً أو شعباً. سيجري إذاً احتفال إضاءة الشجرة والمغارة عصر الحادي عشر من كانون الأول ديسمبر المقبل، وسيقتصر الأمر على حضور عدد ضئيل من الأشخاص منعاً لتفشي فيروس كورونا المستجد.

سيترأس الاحتفالَ كما جرت العادة سنوياً رئيسُ حاكمية دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال جوزيبيه بيرتيلّو، ويعاونه الأمين العام للحاكمية المطران فرناندو فيرغيس ألزاغا. ومن المرتقب أيضا أن يلتقي البابا فرنسيس مع وفد رسمي من منطقة كاستيلي وآخر من منطقة كوجيفج، اللتين قدمتا المغارة والشجرة مع العلم أنهما ستظلان معروضتَين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان لغاية العاشر من كانون الثاني يناير 2021، يوم عيد عماد الرب.

بلدة كاستيلي الواقعة في محافظة تيرامو الإيطالية تُعتبر من أهم المناطق المعروفة بصناعة السيراميك، وذلك منذ القرن الخامس عشر. ومغارةُ الميلاد هذه صُنعت من مادة السيراميك وتحتوي على تماثيل بالحجم الطبيعي. يشكل هذا العمل رمزا ثقافياً بالنسبة لإقليم أبروتسو الإيطالي كله، وهو أيضا عبارة عن تحفة من الفن المعاصر الذي يضرب جذوره في هذه الصناعة القديمة، التي تشتهر فيها بلدةُ كاستيلي.

العمل هو من تصميم تلامذة وأساتذة أحد المعاهد الفنية العريقة، وستُعرض في الساحة الفاتيكانية مجموعةٌ صغيرة من هذه التماثيل التي يبلغ عددها الإجمالي أربعة وخمسين، ستوضع على منصة مضيئة تبلغ مساحتها مائة وخمسة وعشرين مترا مربعاً. وتمثّل هذه التماثيل المجوس والملاك والعائلة المقدسة والرعاة. وقد تم عرضُ هذه المغارة المصنوعة من السيراميك للمرة الأولى في بلدة كاستيلي في كانون الأول ديسمبر 1965، قبل أن تُعرض في روما في ميلاد العام 1970، ثم بعد بضع سنوات في القدس وبيت لحم وتل أبيب.

فيما يتعلق بشجرة الميلاد فستُرفع في الساحة الفاتيكانية شجرةُ الشوح الأحمر، والتي يصل ارتفاعها إلى ثمانية وعشرين مترا، وقطرها سبعين سنتيمترا. وستأتي هذا العام من منطقة كوجيفج في جنوب شرق سلوفينيا. وهي منطقة تم الحفاظ فيها على الطبيعية، وتغطّي الغابات نسبة تسعين بالمائة من أراضيها. وقد نمت شجرة الشوح التي ستُرفع في ساحة القديس بطرس في منطقة Kočevska Reka على مسافة قريبة من غابة كروكار.

هذا النوع من أشجار الشوح الأحمر انتشر جدا في سلوفينيا منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر، ويشكل أكثر من ثلاثين بالمائة من الثروة الحرجية، ويُعتبر من أصناف الأشجار الأهم اقتصاديا. يمثّل الشوح الأحمر، منذ القدم، رمزاً للخصوبة وهو يُستخدم، بحسب التقليد الشعبي، في الاحتفالات الميلادية كما في عيد العمّال في الأول من أيار مايو. شجرة الشوح الأحمر الأكبر في العالم يتخطى ارتفاعها واحدا وستين مترا، ويصل عمرها إلى ثلاثمائة سنة وتوجد في سلوفينيا.     

05 نوفمبر 2020, 10:35