بحث

الذكرى السنوية الخمسون لدخول معاهدة منع الانتشار النووي حيز التنفيذ الذكرى السنوية الخمسون لدخول معاهدة منع الانتشار النووي حيز التنفيذ 

الذكرى السنوية الخمسون لدخول معاهدة منع الانتشار النووي حيز التنفيذ

أحيا العالم يوم أمس الخميس الذكرى السنوية الخمسين لدخول معاهدة منع الانتشار النووي حيز التنفيذ وبالتحديد في الخامس من آذار مارس من العام 1970. ويأتي الاحتفال بهذه الذكرى في زمن يبدو فيه أن العالم عاد إلى سباق التسلّح في وقت يسعى فيه الكرسي الرسولي والبابا فرنسيس إلى التصدي للسلاح النووي.

دخلت المعاهدة حيّز التنفيذ في العام 1970 بعد أن عُرضت على الدول للتصديق عليها بدءا من العام 1968، وتقدّم إطاراً مرجعياً لتنظيم التجارة الدولية بالمواد والتكنولوجيات والمنشآت التي يمكن أن تُستخدم لتوليد الطاقة النووية لغايات سلمية، هذا فضلا عن السعي إلى حصر عدد البلدان التي تملك قدرات نووية.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السيد أنجيلو براكا الخبير في مجال نزع السلاح النووي، الذي لفت إلى أن المعاهدة الدولية تم تبنيها في سياق تاريخي، ألا وهو الحرب الباردة، ولم تؤدي وللأسف إلى منع انتشار السلاح النووي على الرغم من الاسم الذي تحمله، بل على العكس لقد زاد عدد الأسلحة بضعفين بعد خمس عشرة سنة على التصديق على المعاهدة. بعدها سلط السيد براكا الضوء على مواقف البابا فرنسيس ونداءاته من أجل نزع السلاح النووي متوقفاً عند الخطاب الذي وجهه البابا إلى الناجين من الكارثة الثلاثية خلال زيارته اليابان أواخر تشرين الثاني نوفمبر الفائت.

وفي سياق حديثه عن حادثة مفاعل فوكوشيما النووي، لفت البابا إلى أن ما حصل يثير القلق حيال الاستمرار في الاعتماد على الطاقة النووية، مشيرا إلى أن أصواتا كثيرة علت لتطالب بإقفال تلك المراكز. هذا فضلا عن خطاب البابا أمام النصب التذكاري في هيروشيما محذراً من مغبة استخدام الطاقة الذرية في الحروب، وقال إنه أمر غير أخلاقي، كما أن حيازة السلاح النووي أمر غير أخلاقي.

ولمناسبة الاحتفال باليوم العالمي الثالث والخمسين للسلام في الأول من كانون الثاني يناير الماضي تحدث البابا عن خطورة السلاح النووي وكتب في رسالته أنه لا يمكن الادّعاء بالحفاظ على الاستقرار في العالم عبر الخوف من الإبادة، وسط توازن متقلّب للغاية، هو على شفير الهاوية النووية، ومسجون داخل جدران اللامبالاة. وشدد بالتالي على ضرورة أن نعمل من أجل الأخوّة الحقيقية، التي تُبنى على أساسها المشترك في الله، والتي نمارسها عبر الحوار والثقة المتبادلة. وقال فرنسيس إن الرغبة في السلام مدرجة بعمق في قلب الإنسان ولا يجب أن نقبل بأقل من ذلك.

وتضاف إلى صوت البابا فرنسيس النداءات العديدة التي أطلقها الكرسي الرسولي في مختلف المحافل الدولية من أجل وضع حد لحيازة الأسلحة النووية، وقد طالب الجماعة الدولية الشهر الماضي بدعم المشاريع الرامية إلى منع الانتشار النووي وتحسين الأمن النووي على المستوى العالمي، وذلك لمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي الثالث حول الأمن النووي في فينا.

وفي شهر تشرين الأول أكتوبر الماضي حذّر مراقب الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة في نيويورك آنذاك رئيس الأساقفة أوزا من تجدد سباق التسلح النووي، معتبرا أن التطورات التكنولوجية تصعّب عمليات المراقبة الدولية، مذكراً بأن العائلة البشرية مدعوة إلى حماية الأرض، التي هي بيتنا المشترك، من القدرة المدمرة للأسلحة النووية. يذكر أن الولايات المتحدة وروسيا هما في طليعة الدول المنتجة للرؤوس النووية ليليهما كل من فرنسا، الصين، بريطانيا، باكستان، الهند، إسرائيل وكوريا الشمالية.

06 مارس 2020, 12:00