بحث

المطران غيكسوت المطران غيكسوت 

لقاء في الأوربانيانا حول موضوع: الحوار بين الأديان آفاق من آسيا

وجه رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان المطران Miguel Ángel Ayuso Guixot رسالة إلى المشاركين في منتدى نُظم في جامعة أوربانيانا الحبرية يوم أمس الخميس بشأن الآفاق الآسيوية للحوار ما بين الأديان.

كتب سيادته أن ممارسة ما هو مشترك بين الأديان في إطار الحرية واحترام القوانين، شأن الصلاة والصوم وأعمال الحسنة والحج، يُظهر أن المؤمنين هم في الواقع عامل للسلام في المجتمعات البشرية وبهذا الشكل يتم الرد على من يتهمون الدين بأنه يغذّي الأحقاد وبأنه سبب للعنف. المؤتمر الذي نظمه ودعا إليه سفير إندونيسيا لدى الكرسي الرسولي Agus Sriyono يتم تحت عنوان "الحوار ما بين الأديان: آفاق من آسيا"، وقد شهدت الأعمال مشاركة رجال دين مسلمين وبوذيين. جاء في الرسالة أنه في عالم اليوم الذي يفتقر إلى الاستقرار، لا يشكل الحوار بين الأديان علامة للضعف، مشيرة إلى أن الصلاة والحوار والاحترام المتبادل والتعاضد تمثل كلّها السلاح الوحيد القادر على مكافحة الإرهاب والأصولية وكل شكل من أشكال الحرب والعنف. وأضاف المطران Guixot أن هذه العوامل كلها جزء لا تجزّأ من ترسانة كل ديانة، مشددا أيضا على أن السلام هو خير ثمين، وتطلع يضرب جذوره في قلب كل رجل وامرأة، مؤمنين كانوا أم غير مؤمنين.
ولم تخلُ رسالة المجلس البابوي من الإشارة إلى وثيقة "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" التي وقع عليها إمام الأزهر أحمد الطيب والبابا فرنسيس خلال زيارة هذا الأخير إلى الإمارات العربية المتحدة وبالتحديد في الرابع من شباط فبراير الماضي. واعتبرت رسالة المطران Guixot أن الوثيقة المذكورة تحمل معان وأبعاداً نبوية وهي تأتي بمثابة خط توجيهي لنشاط المجلس البابوي للحوار ما بين الأديان مع الإدراك أن المصالحة بين الشرق والغرب، وبين شمال العالم وجنوبه، ينبغي أن تنطلق من التنديد بجميع أشكال الصراعات.
هذا ثم أشارت رسالة رئيس المجلس البابوي للحوار ما بين الأديان إلى الخطوات الواجب اتباعها على هذا الصعيد لاسيما في السياق الآسيوي، المطبوع بتعدد الثقافات. وشددت على ضرورة الانتقال من التسامح إلى التعايش، كي يتم الإقرار بالأخوة، وتُشيّد الجسور باسم السلام، وتُهدم الجدران. كما لفتت الرسالة إلى أهمية الحوار بالنسبة للبابوات منذ المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، مشيرة إلى "الحوار مع العالم" بالنسبة للبابا بولس السادس، "حوار السلام" للبابا يوحنا بولس الثاني، "حوار المحبة في الحقيقة" للبابا بندكتس السادس عشر، و"حوار الصداقة" بالنسبة للبابا فرنسيس. ثم توجهت الرسالةُ مباشرة إلى السفراء المعتمدين لدى الكرسي الرسولي وحثّتهم على تركيز نشاطاتهم الدبلوماسية على ثقافة الحوار كطريقة للتعاون والاعتراف المتبادل، وختمت بالقول: "في عالم اليوم المطبوع مأساوياً بالحقد تجاه ما هو مقدّس وسوء استخدام اسم الله، إن الأشخاص المنتسبين إلى مختلف الأديان مدعوون إلى الدفاع عن السلام والعدالة والكرامة البشرية، وحماية البيئة مع الأخذ في عين الاعتبار الطابع المقدّس للحياة وللكائن البشري. وبهذه الطريقة يصبح المؤمن الذي يعيش الانسجام والمصداقية شاهداً وحاملاً للقيم القادرة على الإسهام في بناء مجتمع أكثر عدلا.
تجدر الإشارة هنا إلى أن البابا فرنسيس قد تطرق إلى هذا الموضوع خلال زيارته الأخيرة للمغرب وقال: إن حوارا أصيلا يدعونا لعدم التقليل من أهمية العنصر الديني من أجل بناء جسور بين البشر والنجاح في مواجهة التحديات. إن الإيمان بالله، وفي إطار احترام اختلافاتنا، يحملنا على الإقرار بالكرامة السامية لكل كائن بشري، فضلا عن حقوقه غير القابلة للتصرف أو المساومة. إننا بحاجة دوما إلى الانتقال من مجرد التسامح إلى احترام الآخرين وتقديرهم. لأنها مسألة تتعلق باكتشاف الآخر وقبوله في خصوصية إيمانه، وأن نغتني من بعضنا البعض عبر الاختلاف، في إطار علاقة مطبوعة بحسن النوايا وبالبحث عما يمكن أن نحققه سويا. فبناء الجسور بين البشر ومن وجهة نظر الحوار بين الأديان يتطلب أن يعاش تحت راية التعايش والصداقة والأخوة.

19 يونيو 2019, 12:15