بحث

زيارة يوحنا بولس الثاني إلى بلغاريا عام 2002 زيارة يوحنا بولس الثاني إلى بلغاريا عام 2002 

زيارة يوحنا بولس الثاني إلى بلغاريا لسبع عشرة سنة خلت

زيارة البابا فرنسيس إلى بلغاريا والتي سيبدأها يوم غد الأحد تأتي بعد سبع عشرة سنة على زيارة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى هذا البلد الأوروبي والذي كان أول بابا يزور بلغاريا وكانت الزيارة بالتحديد في العام 2002 أي بعد اثني عشر عاماً على أول انتخابات حرة شهدتها البلاد بعد سقوط الشيوعية عام 1989.

بلغاريا تنتظر بفرح الزيارة التاسعة والعشرين للبابا فرنسيس خارج الأراضي الإيطالية، والذي سيكون في صوفيا يوم غد الأحد وستجري الزيارة حول موضوع "السلام في الأرض" وهو عنوان الرسالة العامة الشهيرة للبابا يوحنا الثالث والعشرين والذي كان موفداً رسوليا في هذا البلد طيلة عقد تقريباً قبل أن يُنتخب على الكرسي البابوي في العام 1958. في الرابع والعشرين من أيار مايو من العام 2002 كان البابا يوحنا بولس الثاني في العاصمة البلغارية صوفيا، عندما توجه إلى بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية المحلية آنذاك مكسيم وأعضاء السينودس المقدس وقال لهم إن أوروبا بأسرها، الغربية والشرقية، تنتظر التزاما مشتركاً من الكاثوليك والأرثوذكس للدفاع عن السلام والعدالة، وحقوق الإنسان وثقافة الحياة.

وبعد مضي سبع عشرة سنة على هذا الحدث يقوم اليوم خلفه البابا فرنسيس بزيارة مماثلة إلى هذا البلد رافعاً لواء السلام العالمي. مما لا شك فيه أن العائلة البشرية ما تزال تجد صعوبة كبيرة في تحقيق التناغم، وهذا القلق سبق أن عبّر عنه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عندما التقى في صوفيا ممثلين عن عالم الثقافة والعلوم والفن، وقال في تلك المناسبة: إذا ما وجهنا الأنظار إلى الماضي علينا أن نقر أنه إلى جانب أوروبا الثقافة والتيارات الفلسفية والفنية والدينية التي تميّزها، وإلى جانب أوروبا العمل مع الإنجازات التكنولوجية والمعلوماتية في القرن الماضي، ثمة وللأسف أوروبا الأنظمة الدكتاتورية والحروب، أوروبا الدم والدموع والوحشية. وحثّ البابا فويتوا الجميع على مواجهة السياق المعاصر المقلق، مشددا على ضرورة تجديد الهوية الراسخة.

وسيأتي بمثابة رد على هذه الدعوة الاجتماعُ الذي سيعقده البابا فرنسيس يوم الاثنين المقبل، السادس من الجاري، مع ممثلين عن مختلف الديانات في بلغاريا. كما أن برغوليو سيلتقي الشبيبة في بلغاريا، على غرار سلفه يوحنا بولس الثاني الذي اجتمع إلى الأجيال الفتية في كاتدرائية بلوفديف، وطلب منهم آنذاك عدم الاستسلام أمام إغراءات العالم وأوهامه، والتي سرعان ما تتحوّل إلى خيبات أمل مأساوية، مؤكدا أنه لا توجد طرق مختصرة تقود إلى السعادة والنور. وتميز لقاء البابا فيوتيوا مع الشبان بدعوة هؤلاء إلى تقديم إسهامهم كي تكون بلادهم أرضاً خصبة للضيافة والازدهار والسلام.

04 مايو 2019, 12:40