بحث

جانب من أعمال مؤتمر حقوق الإنسان في العالم في جامعة غريغوريانا الحبرية جانب من أعمال مؤتمر حقوق الإنسان في العالم في جامعة غريغوريانا الحبرية 

مؤتمر "حقوق الإنسان في العالم المعاصر" في جامعة غريغوريانا الحبرية

تستضيف جامعة غريغوريانا الحبرية بروما يومي الاثنين والثلاثاء أعمال مؤتمر دولي حول موضوع "حقوق الإنسان في العالم المعاصر: إنجازات، إخفاقات وإنكار" يُعقد لمناسبة الذكرى السنوية السبعين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العام 1948، والذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإعلان وبرنامج عمل فينا بشأن الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم، تنظمه الجامعة المذكورة بالتعاون مع الدائرة الفاتيكانية المعنية بالتنمية البشرية المتكاملة.

وقد وجه الكاردينال بارولين، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، رسالة إلى المؤتمرين قرأها السفير البابوي الجديد في باكستان المطران كريستوف القسيس، سطر فيها نيافته أن الدفاع عن الكائن البشري وحقوقه ينبغي ألا يبقى عبارة عن رغبة إنما يجب أن يُترجم إلى أعمال واقعية واعتبر أنه من الأهمية بمكان أن تشكل هذه المسألة غاية وهدف عمل جميع المؤسسات والهيئات التشريعية. ولفت نيافته إلى أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في العام 1948 ليس عبارة عن "دليل للحقوق" بل جاء نتيجة تعبير عن التطلعات المرتكزة إلى التحرر من القمع وتحقيق المساواة بين جميع الأشخاص بغض النظر عن الانتماءات العرقية والجندرية والدينية واللغوية والتوجهات الفكرية. كما ينبغي أن يتمتع جميع الأشخاص بالحق في الحصول على الخدمات الصحية والتربوية والتنموية. ومن هذا المنطلق أكد الكاردينال بارولين أن الكرسي الرسولي يتحدث عن حقوق الإنسان في مختلف المحافل الدولية مطالباً بالعمل من أجل ضمان مستقبل يليق بالإنسان. ولفت نيافته أيضا إلى أن الدبلوماسية الفاتيكانية تتمنى قيام حوار بشأن القيم، يترافق مع تأملات ومشاورات داخل الأوساط الكنسية بشأن حقوق الإنسان، مشددا على أن تطلعات أجيال اليوم والمستقبل تعتمد على هذه القيم.

من بين المشاركين في الأعمال رئيس الدائرة الفاتيكانية المعنية بالتنمية البشرية المتكاملة الكاردينال بيتر أبيا توركسون الذي قرأ على الحاضرين رسالة وجهها لهم البابا فرنسيس. وقد أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الكاردينال توركسون سلط فيها الضوء على أوضاع جديدة من انتهاكات حقوق الإنسان يشهدها عالمنا المعاصر، تُضاف إلى آفات قديمة العهد عادت لتبرز اليوم من جديد، شأن العبودية والاتجار بالكائنات البشرية. وذكّر بأن البابا فرنسيس أكد أن حقوق الإنسان تتأتى من كونه مخلوقا على صورة الله ومثاله، وأضاف توركسون أن الأخوة الذين يولدون من الرحم إياه يتمتعون بالحقوق نفسها، وهذا يعني أنه لا يوجد أخ يتمتع بحقوق أكثر من أخيه. وحذر من أنه عندما يُمنح أخ حقوقه ويُحرم منها الأخ الآخر، تقع المشاكل والصعوبات داخل المجتمع. من هذا المنطلق لا بد من التأكيد على أن كل الكائنات البشرية تتمتع بالكرامة نفسها.

في هذا السياق أجرى موقعنا الإلكتروني مقابلة مع الكاهن اليسوعي جاكيناو أزيتسوب عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة غريغوريانا الحبرية الذي أكد أن أوضاع حقوق الإنسان تعاني اليوم من الهشاشة، لافتا إلى وجود مصالح كبيرة في العالم المعاصر وشدد على أن شرائح المجتمع الأكثر ضعفاً وهشاشة تعاني من هذه الآفة أكثر من سواها. واعتبر الكاهن اليسوعي أن مسألة حقوق الإنسان ليست مسألة قانونية بل إنها أيضا تتعلق بالنقاش الأنتروبولوجي مشيرا إلى أن الإنسان مدعو إلى إعطاء معنى وثقل لمسألة تعزيز حقوق الإنسان والدفاع عنها.

وقد خصص قسط وافر من الأعمال التي افتُتحت صباح أمس الاثنين على أن تنتهي هذا الثلاثاء للتباحث في موضوع الحق في الحياة، وقد عولجت هذه القضية من وجهة نظر التنمية المتكاملة للكائن البشري. كما تطرقت بعض المداخلات إلى رعوية السجون في إطار العمل على تعزيز حقوق الإنسان، فضلا عن مسألة التصدي لأشكال العبودية المتعددة في عالم اليوم، والتزام الكنيسة الكاثوليكية في معالجة آفة الإخفاء القسري للأشخاص، ولم تخلُ النقاشات أيضا من تناول الحقوق السياسية التي ينبغي أن يتمتع بها الأشخاص من أجل تحقيق النمو الديمقراطي وسط كل المجتمعات.     

11 ديسمبر 2018, 13:05