بحث

الكاردينال بارولين الكاردينال بارولين 

بارولين يحتفل بالقداس في مستشفى الطفل يسوع لمناسبة الميلاد

لمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد ترأس أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين قداسا في كابلة مستشفى الطفل اليسوع المتخصص بطب الأطفال في روما بحضور عدد كبير من الأطباء والممرضين والموظفين الإداريين.

تخللت الاحتفال الديني عظة لنيافته استهلها موجها تحياته للحاضرين ومن لم تسمح لهم ظروفهم الصحية بالمشاركة في القداس، وتمنى أن يعود المرضى الأطفال إلى بيوتهم متعافين في أقرب وقت ممكن. كما خص بارولين بالتحية الأطباء والممرضين الذين كرسوا ذواتهم لخدمة المرضى ويفعلون ذلك بطريقة مهنية وإنسانية.

بعدها ذكّر المسؤول الفاتيكاني بأننا وصلنا إلى نهاية زمن المجيء عندما تستعد الكنيسة للاحتفال بسر التجسد العظيم، وهو واحد من الأسرار الأساسية في الإيمان المسيحي. وقال إن لقاء مريم بنسيبتها أليصابات يسمح لنا بولوج هذا السر بتواضع وبساطة. وتوقف نيافته عند الرحلة الطويلة والشاقة التي قامت بها مريم لتزور نسيبتها بعد بشارة الملاك لها وقد فعلت ذلك "مسرعة" لترى بأم العين العلامة التي حدثها عنها الملاك جبرائيل عندما قال إن إليصابت حامل في شهرها السادس، مع أنها كان عاقراً. وقد حل الروح القدس في بطن إليصابات عندما سمع الجنين يوحنا صوت مريم فارتكض في بطن أمه! بعدها سبحت مريم الرب لأنه نظر إلى تواضع أمته ونظرت إليها أليصابات بذهول قائلة: من أين لي أن تأتي إلي أم ربي.

بعدها انتقل أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى الحديث عن أهمية الاستعداد لعيد الميلاد خلال زمن المجيء. وهذا يعني أن نكون مستعدين لاستقبال المخلّص بين ذراعينا، سائرين على خطى مريم، أمة الرب المتواضعة. وحثّ نيافته في هذا السياق المؤمنين على التأمل باستسلام مريم العذراء المتواضع والواثق لمشيئة الله. وهذا الموقف بالغ الأهمية بالنسبة لكل مؤمن مسيحي ويكتسب أهمية أكبر عندما يتعلق الأمر بأشخاص اختاروا مهنة الاعتناء بالآخر والاعتناء بالمرضى، كي لا يقتصر نشاط هؤلاء على الممارسة التقنية وحسب. وتمنى نيافته أن يستسلم الحاضرون لفرح عيد الميلاد مذكرا بما قاله البابا الراحل بولس السادس عندما أكد أن فرح الله يقرع على باب الآلام الجسدية والمعنوية، كي يُتم فيهم عمل التحوّل والتجلي.

في ختام عظته توجّه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى المرضى الصغار وعائلاتهم وأبلغهم تحيات البابا، وتمنياته القلبية لمناسبة حلول عيد الميلاد وذكرهم بما قاله فرنسيس في مقابلته العامة مع المؤمنين يوم الأربعاء الماضي: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أتمنى لكم ميلادًا مجيدًا غنيًّا بمفاجآت يسوع! قد تبدو ربما مفاجآت مزعجة ولكنها ما يريده الله؛ فإن قبلناها فسنكون قد قدّمنا لأنفسنا مفاجأة رائعة. إن كل فرد منا يحمل في قلبه القدرة على الاندهاش، لنسمح إذًا ليسوع أن يفاجئنا في هذا الميلاد!  

22 ديسمبر 2018, 13:43